الناصر: تبادل الأسرى مقدمة لنزع سلاح حزب

نصر الله يحضر شخصيا الاحتفال الشعبي بعودة المحررين

وصول الأسرى المحررين الخمسة الى الأراضي اللبنانية

مصطفى البرغوثي لـ quot;إيلاف: حزب الله تفوق على إسرائيل في إدارة الصراع

تبادل أحياء وأموات وعرس تأخر من الصباح إلى الليل في لبنان

إيلاف من بيروت -وكالات : بدأت في لبنان عملية نقل رفات نحو مائتي فلسطيني ولبناني وآخرين من جنسيات عربية أخرى من معبر الناقورة على الحدود الإسرائيلية الفلسطينية إلى العاصمة بيروت. ويقام في بلدة الناقورة مهرجان كبير نظمه حزب الله الذي عقد صفقة مع إسرائيل كان من بنودها الإفراج عن رفات عشرات من المسلحين العرب معظمهم فلسطينيون ولبنانيون كانوا قد قتلوا في معارك أو عمليات ضد إسرائيل.

وأفرجت إسرائيل عن الرفات صباح الأربعاء، وكان من المقرر نقلهم في موكب يخترق المدن اللبنانية في الطريق إلى بيروت، قبل تسليم كل رفات للحزب أو المنظمة التي كان ينتمي إليها حين قتل، إلا أن برنامج تنفيذ الصفقة لم ينفذ حسب المواعيد المقررة له، فتقرر تأجيله إلى اليوم التالي. وكان الأربعاء قد انتهى بمهرجان حاشد اقامه حزب الله اطل فيه سمير القنطار بثياب عسكرية ملوحا بالعلم اللبناني وعلم حزب الله.

وقد تعمد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الظهور شخصيا في المهرجان الذي أقيم في ملعب الراية بضاحية بيروت الجنوبية، لكنه انسحب بعد دقائق ليلقي كلمته عبر شاشة عملاقة.

وفي الجانب الاخر بدأت مراسم تشييع الجندي الاسرائيلي ايهود غولدفاسير في مقبرة نهاريا العسكرية. وفي الساعة الثانية من بعد الظهر سيتم تشييع الجندي الاخر الداد ريغيف في المقبرة العسكرية في حيفا. وسيشترك وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود براك في الجنازتين


التبادل في الصحف الاسرائيلية

يديعوت تلوح باغتيال القنطار

لمّح المحلل العسكري في laquo;يديعوت أحرونوتraquo; رون بن يشاي إلى احتمال اغتيال إسرائيل سمير القنطار. وكتب بن يشاي: laquo;نصيحة صغيرة لسمير القنطار، اسأل رفاقك في منظمة التحرير وحزب الله عن مصير قتلة مدنيين إسرائيليين ويهود بعد مرور سنوات بدا فيها لهم أنه تم نسيان أعمالهمraquo;. وأضاف: laquo;ماذا حصل، مثلاً، لقتلة الرياضيين في ميونيخ ومرسليهم، الذين أعاد آخرهم روحه للباري في ظروف غير طبيعية بعد 24 عاماً بعد المذبحة المروعة؟ تعلّم من الماضي واستخلص العبرraquo;.

معاريف: لا احد باستثنائه اعاد مواطنا لبنانيا كان يهترئ في سجن اسرائيلي

رأى مراسل الشؤون العربية في laquo;معاريفraquo;، جاكي حوجي، إن إسرائيل أُهينت، لأن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله laquo;سيرسخ صورته على أنه القائد العربي الأول الذي حارب إسرائيل وهزمهاraquo; موضحاً أنّ laquo;لا أحد باستثنائه، لا الحكومة اللبنانية ولا الجامعة العربية ولا الأمم المتحدة ولا الصليب الأحمر، لا أحد أعاد مواطناً لبنانياً فخوراً، كان يهترئ في سجن إسرائيلي منذ 29 عاماًraquo;.

وتطرق المراسل العسكري في صحيفة laquo;معاريفraquo;، عامير ربابورت، إلى عملية تبادل الأسرى فأجملها laquo;بكلمتين: خجل وعارraquo;. وفيما لفت ربابورت إلى عدم إجراء احتفال رسمي في إسرائيل للجنود، لفت إلى أن laquo;الدراما ستتركز على ما سيجري خلف الحدود، أي في لبنانraquo;. واعتبر أنه laquo;مهما يكن من أمر، يبدو أن السؤال الهام الذي يجب أن يطرح اليوم هو ليس بالذات ما حصل حتى الآن بل ما سيحصل لاحقاً. فمن نواحٍ عديدة، الصفقة مع حزب الله تنهي الفصل الذي لا يبعث على الفخر، من ناحية إسرائيل، والذي بدأ في 12 تموز 2006 وكانت ذروته في حرب لبنان الثانية. اليوم يبدأ فصل جديدraquo;.
ورأى ربابورت أن حزب الله laquo;يخرج اليوم معززاً من نواحٍ عديدة: فقد صمد في وجه هجوم إسرائيلي شديد للغاية، وهو اليوم أقوى مما كان بأضعاف من ناحية عسكرية، بالقياس إلى قدراته قبل حرب لبنان الثانية. كذلك مكانته السياسية في لبنان تعززت وقد حقق الهدف الذي باسمه انطلق لعملية الاختطاف ـــــ تحرير سمير قنطارraquo;.

الصحافة البريطانية

خصصت عدد من الصحف البريطانية بعضا من افتتاحياتها للتعليق على صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني والإسرائيلين. وتكاد تجمع هذه الافتتاحيات على أن هذه الصفقة طوت صفحة في تاريخ العلاقات اللبنانية الإسرائيلية، لكن آثارها ستنعكس على المنطقة لردح من الزمن.

الغارديان :هزيمة إسرائيلية

وقد تكون افتتاحية الجارديان الأكثر انتقادا للسلطات الإسرائيلية. إذ تعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت كان قد تعهد بعدم التفاوض على حياة الجنود الإسرائيليين الأسرى مع منظمات وصفها بالإرهابية: quot;لكن إسرائيل فعلت، وأمس صدق نصر الله وعدهquot; بتبادل الأسرى اللبنانيين بالجنديين الإسرائيليين. وبعد أن تلاحظ الصحيفة quot;الحداد الإسرائيلي الذي تزامن مع ابتهاج حزب اللهquot; خلال عملية التبادل- تبادر إلى الإشارة إلى أن ماحدث أمس هو quot;هزيمة استراتيجية وأخلاقية لإسرائيل.quot;

ففيما يتعلق بالجانب الاستراتيجي من هذه quot;الهزيمةquot;، ترى الصحيفة أن الصفقة إقرار إسرائيلي ضمني بالمسؤولية عن حرب الـ34 يوما، وذلك لأنها خاضت هذه الحرب قبل عامين -تقول الصحيفة- تحت ذريعة الرد على quot;اختطافquot; الجنديين الإسرائيليين. ولكن إسرائيل أقرت أمس ضمنيا بأن هدفها الخفي كان تفكيك حزب الله. ولم تتمكن إسرائيل من بلوغ هذا الهدف، كما لم تستطع الإفراج عن الجنديين الإسيرين بل على العكس من ذلك زادت حزب الله قوة.

وتقول الصحيفة : quot;والأدهى من ذلك أن الصفقة تجعل من حزب الله شريك مفاوضات مع إسرائيل وليس الحكومة اللبنانية.quot; وترى الصحيفة أن هذا يعني ضمنا أن حزب الله استطاع quot;بالاختطاف والحربquot;، ما لم تستطعه حكومة السنيورة بوسائلها الدبلوماسية. quot; ولهذا الأمر تداعيات بالنسبة لحماسquot;، تقول الصحيفة.

وتختم الجارديان افتتاحيتها بالقول: quot;إذا كانت إسرائيل مستعدة لتبادل الأسرى، فكان ينبغي عليها أن تفعل ذلك مباشرة بعد اختطاف جندييها. إذن لظل أكثر من 1200 لبناني و159 إسرائيليا على قيد الحياة الآن.quot;

الإندبندنت : بداية جديدةquot;

تعتقد الإندبندنت أن دوامة الانتقام قد أغلقت أمس بعد إتمام صفقة الأسرى. لكن الآثار التي خلفها أسر الجنديين الإسرائيليين، لا تنفك متفاعلة، خصوصا فيما يتعلق بالحرب التي أعقبت العملية قبل سنتين. وإذا كان من نتائج هذه الحرب تأمين المناطق الشمالية لإسرائيل، فإنها في المقابل أثرت سلبيا على سمعة إسرائيل على الصعيد الدولي. لكن الأثر الأخطر وطويل الأمد لحرب لبنان -تقول الصحيفة- داخلي: quot;لقد نسفت الحرب أسطورة إسرئيل التي لا تهزم، ليس فقط في المنطقة، بل داخلياquot;. ولكن رب ضارة نافعة، فالبنسبة للإندبندنت قد يكون ما حدث بالأمس فاتحة عهد جديد أفضل. وتوافق التايمز هذا الرأي في ختام افتتاحيتها، فتقول: quot;إذا كان تبادل الأسرى قد كشف عن استعداد لمزيد من الحوار بين الطرفين، فينبغي استثماره. ففقدان ماء الوجه أقل أهمية من تحقيق السلام، مهما كانت التوقعات مكفهرة.quot;