تهريب الأسلحة والكوكايين ومحاولات تسلل الإرهابيين تؤرق الأمن
تحركات لقياديين عسكريين مغاربة على الحدود مع موريتانيا

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: كشفت مصادر مطلعة أن لجنة تفتيش، تتكون من قادة عسكريين ومسؤولين في البحرية الملكية المغربية، توجهت، أمس الجمعة، بشكل عاجل، إلى النقطة البحرية الدخيلة، قادمة من مدينة أكادير، قبل أن تنتقل إلى الحدود البرية مع موريتانيا.

وأفادت المصادر نفسها لquot; إيلاف quot; أن هذه اللجنة يترأسها الكولونيل ماجور أيت موحى، مرجحة أن يكون للأمر علاقة بعمليات التهريب، خاصة الأسلحة والمخدرات القوية، إلى جانب تسلل عناصر إرهابية.

وأبرزت المصادر نفسها أن السلطات الأمنية سبق لها أن استنفرت قواتها في هذه المنطقة الحدوديةّ، بعدإبلاغها من سلطات نواكشوط بمعلومات تفيد سعي عناصر متطرفة إلى التسلل للمغرب، من بينهم مشتبه فيهم في الهجوم على السفارة الإسرائيلية في موريتانيا.

وأضحى تسريب الأسلحة ومحاولات تسلل الإرهابيين وتهريب المخدرات القوية ( الكوكايين ) مصدر قلق الأمن في المغرب، حيث وضع مخطط يسمح بضبط التحركات في المنطقة الحدودية، عبر نشر كاميرات رقمية وأجهزة إنذار مسبق جد متطورة تقوم برصد أي حركة تدور في محيط مراقبة هذا الجهاز الذي سيوضع في نقاط معينة على الحدود.

ويعتمد المخطط أيضا على وضع مركز قيادة تابع لجهاز القوات المسلحة الملكية، تناط به مهام مراقبة الحدود، ورصد تحركات المهاجرين وتجار الأسلحة والإرهابيين على طول الحدود الرابطة بين المغرب وموريتانيا، إلى جانب خلق العشرات من المراكز الأمنية على طول الحدود، مجهزة بوسائل تقنية حديثة، ومدعمة بقوات أمنية.

وتحولت بعض المناطق الجنوبية إلى مطارات متنقلة لطائرات تهريب الكوكايين، إذ ضبطت واعتقلت مجموعة من المهربين المتورطين في إدخال هذه السموم البيضاء إلى المملكة.
وألقى قتل متطرفين سياحا فرنسيين في موريتانيا الضوء على جهود تنظيم quot;القاعدةquot; للتمدد في بلدان المغرب العربي.

والهجوم ضد الفرنسيين كان هو الأول من نوعه الذي اشتبه في أن quot;القاعدةquot; ضالعة فيه في موريتانيا، لكنه ليس العملية الأولى لهذا التنظيم في هذه الدولة، إذ شن مسلحون من الجماعة السلفية، قبل تحويل اسمها إلى quot;القاعدةquot; في 2007، هجوماً قاده quot;أميرquot; المنطقة الصحراوية مختار بالعباس المعروف بـ quot;الأعورquot; ضد ثكنة لمغيطي للجيش الموريتاني وقتلوا عشرات الجنود في صيف 2005.

ومعروف أن مجموعة quot;الأعورquot; تنشط بقوة على طول الحدود بين موريتانيا والسنغال والجزائر ومالي، حيث تنشط أيضا شبكات تهريب البضائع والممنوعات.

وشن الفرع المغاربي لـ quot;القاعدةquot; هجمات عدة طوال السنة الماضية في الجزائر، لكن لم تُسجل عمليات مرتبطة به مباشرة في بقية الدول المغاربية، إذ إن انتحاريين لأنفسهم، في 11 آذار (مارس) و10 و14 نيسان (أبريل) في 2007 بقي في الإطار المحلي، ولم يظهر أن الواقفين وراءه لديهم صلة مباشرة بـ quot;القاعدةquot; في الجزائر، رغم أن أجهزة الأمن المغربية والجزائرية اعتقلت في السابق عددًا من الأشخاص الذين تدربوا في معسكرات quot;الجماعة السلفية للدعوة والقتالquot; في الجزائر.