موسكو: بدأت في ميونيخ مرافعات في قضية تسليم معلومات سرية إلى الاستخبارات الروسية.

كان الألماني (فيرنير غ. )يعمل في شركة quot;يوروكبوترquot; لبناء الهليكوبترات المنضمة إلى اتحاد الشركات الأوروبي للطيران والفضاء. وتنتج quot;يوروكوبترquot; إلى جانب الهليكوبترات المدنية مروحيات نقل عسكرية بالإضافة إلى هليكوبترات quot;النمرquot; للدعم الناري والتي تتنافس مع quot;أباشيquot; الأمريكية.

وكان فيرنير يعمل في الشركة مهندسا ميكانيكيا. وأقامت أجهزة الاستخبارات الروسية الاتصال به، حسب الزعم، في أواخر التسعينات. وكان فيرنير آنذاك يفتقر إلى النقود فقد سرته إمكانية التعاون مع quot;رجال الأعمالquot; في وكالة الفضاء الروسية. ويقال إن خلال نشاطه غير الشرعي هذا استلم المهندس 5ر13 ألف يورو.

ويدعي جانب الاتهام بأن فيرنير قام خلال الفترة الممتدة من عام 2004 إلى عام 2006 بتسيلم quot;مواد سريةquot; إلى الروس. وجرت الاتصالات بين quot;المصدرquot; الألماني ورجال الاستخبارات الروسية طبقا لكل قواعد فن التجسس. وينتظر فيرنير الآن الحكم بسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التجسس لصالح دولة أجنبية.

ولكن ثمة جانب ملفت آخر. فمنذ عام نشبت فضيحة مشابهة حول مواطن روسي اسمه فلاديمير. وزعمت وسائل الإعلام المحلية أن نائب رئيس دائرة التعاون الدولي في وكالة الفضاء الروسية فلادييمر فوجوف أقبل على شراء تصاميم هليكوبتر quot;النمرquot; القتالي. وتملص فوجوف من المحكمة فقط بفصل حصانته الدبلوماسية. واتهمت مجلة quot;The Economistquot; الأسبوعية البريطانية قبل أيام روسيا بأنها تكثف نشاطها التجسسي في بلدان الاتحاد الأوروبي. وتفيد المجلة أن الغرب يحاول مقاومة التجسس الروسي ولكن بلا جدوى ولذا فقد بدأت أجهزة الأمن في دول الاتحاد الأوروبي بإعادة تجنيد خبراء مكافحة التجسس الذين فصلوا عن العمل خلال السنوات الأخيرة بهدف تخفيض الملاك.

وعادة ما تتحاشى أجهزة الأمن الروسية التعقيب على مثل هذه الادعاءات. بيد أن وكالة نوفوستي تمكنت من إجراء حديث مع أحد ممثلي أجهزة الأمن الروسية: quot;يتزامن صدور هذه المقالة، كما يبدو، مع قرار بروكسل ببدء المفاوضات مع روسيا حول اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الجديدةquot;. وحسب رأي أحد زملائه الذي طلب هو أيضا عدم الكشف عن هويته: quot;كانت أجهزة الاستخبارات موجودة دائما، وليس ثمة بوادر لاختفائها في المستقبل المنظور. وعندما تطرح الصحافة الاتهامات بالتجسس يجب أن نرى وراءها الأهداف السياسية والاقتصادية الملموسة التي تحاول قيادات مختلف البلدان أن تحققها من خلال ممارسة الضغط على الرأي العامquot;.