فيما يستبيح الصدر مقتدى بميليشياته "الآل ـ كوبونية" مدن النجف والكوفة والبصرة والحلة والديوانية والعمارة، يواصل رئيس وزرائنا جولاته العربية المكوكية. عصابات آل كابون الصدرية تقيم في مدن الجنوب والنجف محاكمها الخاصة وتهاجم محلات بيع الخمور وتعتقل العشرات وتطارد المندائيين والمسيحيين، فيما حكومتنا الموقرة تكمل سبحة الزيارات العربية لمجلس الحكم المنحل لدول لا تزال تمن على العراقيين بشبه اعتراف، ومنها من تصدر لنا فيالق الإرهاب متعددة الجنسيات العربانية.

لا قانون عند الصدر وعصاباته الغوغائية الدموية، ولم نسمع باعتقال أحد من المجرمين الذين يعتدون علنا على حريات الناس، ويعلنون ذلك هم أنفسهم باسم الشريعة. فقد نصب الصدر نفسه إمام المتقين وحاكما على نصف العراق، ويبيح لنفسه شتم الحكومة التي تعطي جريدته الغوغائية التحريضية حرية كاملة؛ الصدر الذي راح يدافع على رؤوس الأشهاد عن إيران وسوريا اللتين هما أكثر الدول عداء لشعبنا ولطموحه في الديمقراطية والحياة الآمنة.

الصدر مقتدى يدوس علنا على الدستور المؤقت ولا من حساب ولا كتاب! فهل تساهل الحكومة مجرد تكتيك لتبويش آل كابون العراق؟ ولكن من يدافع عن الضحايا من مسيحيين ومندائيين وكسبة؟!

كنا نأمل أن يبقى رئيس الوزراء في العراق لمعالجة المشاكل الأمنية المتفاقمة في سامراء والفلوجة وبغداد وليوقف عصابات الصدر عند حدها لكونها تنتهك القانون وتعتدي على حرية المواطن. كنا نأمل منه، وهو السياسي الوطني المجرب والحازم، الذي أصدر قانون السلامة الوطنية، أن يؤيد تصريحات وزيري الداخلية والدفاع عن التدخل المتزايد لإيران وسوريا في الشأن العراق، بدلا من جولة عقيمة لسوريا التي لها تصميم أكيد على تخريب المسيرة العراقية وذلك مهما جاملناها! سوريا التي وعدت مرارا بالمساعدة على ضبط الحدود هي التي يتسلل منا لحد اليوم المئات من الإرهابيين، وكثيرون منهم يحملون الجنسية السورية كما يرد في البيانات العراقية الرسمية، ولكن لم نسمع بعد عن تقديم أي إرهابي عربي للمحاكمة علنا لفضح زيف ادعاءات سوريا وإيران خاصة وأداتهما مقتدى باشا!

والسؤال الآخر: هو لماذا لا تتكرم أية دولة عربية بإرسال وفد رسمي للعراق مع أن حكومته تحظى بشرعية مجلس الأمن؟! ولماذا كتب على المسؤولين العراقيين منذ تشكيل مجلس الحكم أن يقوموا هم بالزيارات العربية وبلا انقطاع؟!، وكأننا متسولون نتوسل لاعتراف حكام معظمهم غير شرعيين وبكل المعايير؟!

وسؤال آخر ما هذا التهافت والإصرار على طلب قوات من دول عربية وإسلامية مع احتمال أن يكون بينهم مخربون ومؤيدون لصدام أو بن لادن؟!

كلا يا سادتي المسؤولين الكبار: الأمن مختل، والصدر يواصل العدوان، وسامراء تستباح، والتفجير متواصل في بغداد مع عمليات الاغتيال، ومشاكل الكهرباء تتفاقم ومن تعقيد لتعقيد، بسبب فشل وزارة الكهرباء وعدم كفاءتها، وأنتم تواصلون الغياب عن بغداد التي تستدعي أن تكونوا في وسط المعمعة لتقودوا حرب العراق على حرب الإرهاب الزرقاوي ـ الصدامي ـالصدري!

الوضع الأمني يحتاج للقبضة الحديدية، والمعتقلون من الإرهابيين يجب محاكمتهم والإعلان عن أسمائهم وجنسياتهم ونشر صورهم وإصدار أحكام ثقيلة بحقهم. والسياسة العربية للعراق يجب أن تكون مرنة ولكن بلا مجاملات على حساب المصالح العراقية، والتعثر في حل المشاكل الخدماتية وخصوصا الكهرباء يجب علاجه بالشفافية والصراحة والجهد المركز، فإذا ثبت فشل وزير فيجب أن يتنحى لغيره.

أما آل كابون الصدر فيجب وقف جرائمه في الحال وقبل فوات الأوان!!