يحلم المتأسلمون بالسيطرة على العالم، وقد أعدوا البيان التالي لإذاعته لو استتب لهم الأمر:
مقدمة وتعاريف:
الأعراب، ومفردها أعرابي، وهو الجاهل من العرب، والأشد كفرا ونفاقا، وتُفهم بهذا المعنى حيثما وردت في هذا البيان، وإلى الأعراب تنتسب أكثر قبائل وأحزاب وحركات وجماعات وفقهاء الإرهابيين المتأسلمين الذين يعتقدون أن أقصر وأفضل طريق إلى الحور العين هو الانتحار والقتل والذبح والخطف، خاصة الأطفال والنساء، وترويع الناس الآمنين والمستأمنين. وهم الذين قال الله تعالى فيهم:
(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم- التوبة 97 )
وقال أيضا:
(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم- الحجرات 14 )
نص البيان:
لقد أكرمنا الله عز وجل ومنحنا العالم بما فيه وما عليه، ملكا خالصا حلالا زلالا، غنمناه بالسيف البتار، وإرهاب الكفار، وذبح النساء والصغار، والقتل والتفجير، وترويع الناس والتدمير. أما بعد. فقد أمر مولانا أمير الإرهابيين بما يلي:
1 - يُعاد العمل بنظام الخلافة الإسلامية، وتسمى قندهار- من باب إعادة الاعتبار- عاصمة مؤقتة للدولة الإسلاموية العالمية الجديدة ، وبالاتكال على الواحد القهار توصل أعضاء مجلس الشورى إلى صيغة توافقية وحدت بين مفاهيم وأساليب الحكم وأهداف وأولويات الخلافات الثلاث: الأموية والعباسية والعثمانية. وتعلقا بالشفاف والشفافية، يمكن الإفصاح أن بعض الخلافات قد نشأت بين أهل الربط، وأهل العقد، حول اسم الخليفة الجديد، لكن فضل الله وعونه، وهمة أهل الحل، وجهود أهل العزم أنهت المشكلة، وحققت الاتفاق على الخليفة الجديد ومبايعته، خلال مأدبة عامرة بحليب النوق وأطباق الثريد أقامها شيخ الرعيان الوسطيين على شرف المتخاصمين الذين بعد أخذ ورد، قبّلوا لحى وشوارب بعضهم بعضا. وتعبيرا عن السماحة والتفاهم والوئام تكرم مولانا الخليفة الجديد أمير الإعراب الإرهابيين، ووزع الغنائم والسبايا، وقسّم الأمصار على المجتمعين.
2 – اعتمادا على قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات)، يغلق باب الدخول في الإسلام، منعا لتسرب الانتهازيين والحاقدين، خاصة من النصارى المشركين الذين يقولون بصلب المسيح، وأن الله ثالث ثلاثة، ومن اليهود الملاعين أحفاد القردة والخنازير، الذين حرموا لحم الأرانب والإبل، والذين سيتآمرون على الدين من داخله، لتخريبه وتمزيقه إلى فرق وشيع وأحزاب وجماعات، كي يتسنى لهؤلاء الزنادقة المارقين تهديمه والقضاء عليه. يشفع لنا إذ اجتهدنا في هذا الإغلاق والمنع، ما في التاريخ من أمثلة كثيرة على هؤلاء المندسين، كانت لنا بمثابة دروس وعبر. مع علمنا الكامل وإدراكنا لما سيتقوّل به الكفار والمشركون والحاقدون ويدّعون، من أن السبب الحقيقي لقرارنا هذا يكمن في رغبتنا بالمحافظة على عدد من يدفعون الجزية من أهل الكتاب كاملا غير منقوص، لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه التحايل بالدخول في الإسلام للتهرب من دفع الجزية، كي يتسنى لنا، كما يتخرصون: أولا- كنس أضخم ما يمكن من كميات الأموال، مستندين إلى ما في تاريخ الخلافة الإسلامية من سوابق في هذا المجال تتيح التشبه والإقتداء. وثانيا- كي لا ينقص عدد الأسرى - العبيد من الغلمان والرجال، وعدد النساء السبايا، اللواتي سيكونن من ملك اليمين، خاصة وإن هؤلاء النساء من البيض الشقراوات الجميلات اللواتي يعدن الشيخ إلى صباه، واللواتي يجوز الاستمتاع بهن شرعا.
ولا نخفي أن مشكلة عويصة ستنشأ بسبب هؤلاء الشقراوات الجميلات السبايا، إذ قد يقل الاهتمام لدينا نحن الأعراب الأشاوس المتأسلمون، بحوريات الجنة، طالما أن حوريات أُخر من لحم ودم موجودات على الأرض وفي قبضة اليد، وطالما أن طريق الجنة لم يعد سهلا قصيرا، ولا الوصول إليها مضمونا كما كان، بل أصبح بحاجة إلى جهد وعناء ومشقة، ولذلك، عصافير في اليد خير من سمك في البحر، مما سيؤدي بالبعض إلى إهمال فروضه، وبالبعض الآخر إلى تركها، ومع الزمن إلى نسيانها.
ولا نخفيكم علما أنه قد اعترضتنا مشكلة أخرى أكثر صعوبة وخطورة، وهي كيفية التعامل مع مليارات البشر ممن هم ليسوا من أهل الكتاب، وإنما من أتباع ديانات بل (هرطقات) أخرى مثل البوذية والهندوسية والتاويّة والشنتوية والكونفوشيوسية والسيخية (السيخ)، ومذاهب أخرى عديدة ما أنزل الله بها من سلطان، ينتسب إليها أكثرية سكان العالم. ومثل هؤلاء الكفار لا يحق لهم دفع الجزية للبقاء على دياناتهم، وأمامهم حسب الشرع خياران لا ثالث لهما: إما الدخول في الإسلام، وإما قطع الرقاب، لكن الأمير حفظه الله ورعاه، وأدام بقاءه وملكه وحماه، ومجلس شوراه، أغلقوا باب الانتساب للإسلام، فما العمل؟
أن فقهاءنا الأشاوس الميامين وجدوا حلا سريعا على القاعدة إياها: (الضرورات تبيح المحظورات) وأفتوا بقبول الجزية من هؤلاء الكفار،وأيضا سيتقوّل الحاقدون والحساد ويفترون: أن هذه الأعداد الهائلة من الكفار والوثنيين وعباد البقر ستتيح للأعراب وجيوش الإرهاب، تدفق أنهار بل بحار من الأموال لا حصر لها، إضافة إلى مئات الملايين من النساء اللواتي يمكن اعتبارهن سبايا، وبالتالي من ملك اليمين، وبما أنهن لسن شقراوات جميلات، فسيستخدمن للخدمة، وسيباع الفائض في سوق النخاسة، وتعود إلى الحياة أسواق العبيد والرقيق، وتزدهر، وستشتغل الناس، ويتم القضاء على العطالة والبطالة، وترتفع المداخيل والأجور، وتعم الرفاهية. وينعم الناس بعيش سعيد رغيد. ألا فليخسأ الخاسئون، وبكيدهم وحقدهم وحسدهم يموتون.
3 - بأمر من مولانا أمير الأعراب والإرهابيين يقسم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الهدى والإيمان، وفسطاط الكفر والإلحاد، وبفضل الله وعونه وبأمر منه عز وجل، يُسخر أبناء الفسطاط الثاني ورجالهم ونساءهم وغلمانهم وأموالهم وعلومهم وعلماءهم واكتشافاتهم ومخترعاتهم وتقنياتهم لتكون في خدمة أبناء الفسطاط الأول.
4 – اعتبارا من تاريخه أدناه، يعاد العمل بأحكام أهل الذمة، ويعتبر أتباع الديانات الأخرى ملحقين بأهل الذمة عليهم ما على أولئك، ولنا منهم ما لنا من أولئك.
5 - أمر مولانا أمير الإرهابيين بما يلي: أولا- تمسح منطقة قشتالة عن وجه الأرض، ومن خريطة العالم، وتهدر دماء عائلتها المالكة، كبيرها وصغيرها، أنثاها وذكرها، ويقطع رأس: كل من تدعى إيزابيلا، وكل من يدعى فرديناند، أو من يحمل اسما من مشتقات هذين الاسمين. ثانيا- يطلب من فقهاء الذبح، الأحياء منهم والمنقرضين، إصدار فتوى تعتبر أبا عبد الله الصغير شهيدا، وترجو الله أن يسكنه فسيح جناته.
6 – يمنع منعا باتا الفيديو والسينما والتلفزيون والانترنت وكل ملحقاتهم، ويحظر الغناء والموسيقى والآلات الموسيقية، والرقص بكل أشكاله. تستثنى من ذلك الأناشيد الدينية، والدبكات البدوية الأعرابية الأصيلة، والرقصات الدينية التي تتكرر فيها عبارة: (الله حي- الله حي)، كما يُسمح بآلتي الطبل والناي فقط لا غير، ويعاقب كل مخالف بسمل العين أو ثقب طبلة الأذن أو قطع اللسان أو الساق، كلٍ حسب جريمته.
ويمنع أيضا الرسم والنحت والتصوير، ما عدا الزخرفة التي تعتمد على الأشكال الهندسية والنباتية. ومن كان مضطرا غير باغٍ، فلتكن رسومه ومنحوتاته جثثا مقطوعة الرؤوس كي لا يظن أحدا أن الحياة يمكن أن تدب بها.
7 - تعتبر العلوم الدينية والشرعية علوما أساسية في رياض الأطفال والمدارس والمعاهد وكل فروع الجامعات، وتعتبر المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء، علوما ثانوية تدرّس من باب رفع العتب، وكذلك علم الفلك، فقد كذب المنجمون ولو صدقوا، لأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا إن أهملنا علوم ديننا ولا يحاسبنا إن أهملنا سواها، ويمنع أيضا تدريس المواد الفنية عدا ما يتعلق بالطبخ والجلي والكنس وتحفيض الأطفال في مدارس الإناث. كما يُمنع أيضا تدريس التربية الرياضية، ويسمح للذكور فقط تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل.
8 - تمنع منعا مطلقا قاطعا العلوم الفضائية، ويمنع السفر إلى القمر، أو إلى أي كوكب سماوي آخر، ويعتبر ذلك انتهاكا لحرمة السماء، الغاية منه التنصت لما يدور هناك، وترفض كل حجة بهذا الشأن، كما يعتبر كل عالم تسوله نفسه التفكير بهكذا أعمال، من الجن الكافر الذي يأتمر بأمر إبليس للقضاء على الإرهابيين الأعراب الصالحين. ويعاقب كل مخالف بسمل عينيه وتقطيع أوصاله قطعة، قطعة، وإطعامه إياها، وتباد عائلته حتى الجد السابع.
9 - تحرق جميع الكتب الدنيوية، وتلغى كل النظريات العلمية التي لا تتطابق مع عادات وتقاليد الأعراب الأصلية، والمتعارضة مع فهم فقهائهم الأجلاء، ويحظر القول بثبات الشمس، وكروية الأرض ودورانها، وتعمم على النشء والعامة والعلماء فتوى المغفور له بن باز في هذه المسألة، وإجماع السلف الصالح واتفاقهم على جريان الشمس وتسطيح الأرض وثباتها.
10 - لأن كل شيء بإرادة الله عز وجل، وكي لا ننسى ذكر الله وقدرته ورغبته ومشيئته، فإن مولانا أمير الأعراب والإرهابيين يأمر بإضافة عبارة (إن شاء الله) أو (بإذن الله) في بداية أو نهاية كل قول بدهيا كان أو يحتمل النظر، فلا يُقال على سبيل المثال: (الخطان المتوازيان لا يلتقيان) وكفى، بل يقال: (الخطان المتوازيان لا يلتقيان إلا بإذن الله، أو إن شاء الله) ... وهكذا.
11 - اعتبارا من تاريخه تلغى جميع القوانين والأحكام والعقوبات والدساتير الوضعية، وتفرض الأحكام الشرعية، على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، والحدود المنصوص عنها كقطع اليد، والجلد... الخ، ولا يؤخذ حر بعبد ولا مؤمن بكافر، وتكون دية المرأة نصف دية الرجل، ويعاد العمل بأحكام الإعدام، ويكون ذلك بقطع الرأس بالسيف الذي سيكون من الآن فصاعدا شعار دولتنا الأعرابية الإرهابية الجديدة.
12 - يمنع منعا باتا، ويعتبر كفرا بواحا صريحا, القول بحقوق الإنسان لأن الحقوق جميعها لله وحده سبحانه وتعالى، ولا حق لغيره مولانا ورازقنا ومعطينا وخالقنا ومحيينا.
13 - يسمح بما سمح به مولانا أمير الأعراب والإرهابيين، ولا يسمح بما لم يرد ذكره في قائمة الممنوعات والمحظورات، وذلك منعا للإفتاءات الخاصة والاجتهادات، ويُرسل الراغبون في المعرفة والفهم استفسارات تحال على / ويُستفتى بها أصحاب اللحى الأعراب من المتمشيخين وفقهاء الإرهاب.
نصر الله جنده وحماته والمدافعين عن عرشه الأبرار، وأذل أعداءه الكافرين والمشركين الأشرار.
صدر عن ديوان الأوهام لمولانا أمير الأعراب والإرهاب في الأول من شهر البداية لعام النهاية.
[email protected]
انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص
ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف
التعليقات