بعد تفجيرات 11 سبتمبر أعلنت إدارة بوش حرباً كونية، هي الأولى من نوعها ضد عدو هلاميًّ سمته الإرهاب، وجعلت أسامة بن لادن العنوان الرئيسي للحرب.
وهذه سابقة تاريخية.
أن تعلن دولة عظمى، وإمبراطورية كونية الحرب على رجلٍ، لا على دولة.
والآن وبعد مرور ثلاث أعوام على هذه الحرب، هل نجحت في قمع أو استئصال الإرهاب من العالم ؟.
الواقع يؤكد، وقد بات مؤكداً بالفعل، أن هناك دوافع اقتصادية وراء هذه الحرب.
لقد نجحت أمريكا عسكرياً في اجتياح أفغانستان، ولكنها فشلت سياسياً في السيطرة على الأوضاع هناك.. بل أنها وبفشلها السياسي ذاك قد أعادت بعض الإعتبار لسلطة "طالبان"..
وبالمثل فقد نجحت في اجتياح العراق وألقت القبض على رئيسه صدام حسين، ولكنها فشلت في فرض بنودها السياسية.
بل وفشلت في المحافظة على أمن العراقيين، الأمر الذي كان يحققه صدام حسين، أياً كانت وسائله، وفضيحة سجن أبوغريب تكشف بأنه أقل دموية منهم.
إدارة بوش اتجهت بعد ذلك إلى ملف العلاقات السورية / اللبنانية، وكانت تعتقد بأنها ستكسب اللبنانيون في حربها ضد سوريا، إلا أن النتيجة كانت معاكسة تماماً لتوقعاتهم.
لأن ردة الفعل اللبنانية كانت لطمة أخرى في الوجه الأمريكي حين رفضوا مجرد مناقشة الأمر في مجلس الأمن.
وهكذا في غابة الشرق الأوسط تتخبط الإدارة الأمريكية تحت رئاسة بوش من فشل إلى فشلٍ أفدح.
علماً بأن كثير من الفعاليات اللبنانية السياسية كانت ترفض الوجود السوري في لبنان، ولكن، وما أن دخلت أمريكا في خط العلاقات الثنائية محاولة اللعب على حبل التناقضات بينهما اتحدت إرادتهما ضدها.
وهذا ما حدث في فنزويلا حين اختار شعبها وبالإجماع شافيز رئيساً لهم، رغم تحفظاتهم على بعض سياساته، والسبب أن إدارة بوش ألقت ثقلها ضده !.
فهل يتعلم بوش وإدارته الصهيونية شيئاً من كل هذا الكم من الدروس إذا نجح في الانتخابات ؟!.
أكاديمي وكاتب سعودي
Dr_ binsabaan @hotmail.com
التعليقات