الاوضاع انتشار الايدز المتفجرة في الهند تعود اسبابها الكامنة الى ارتفاع معدلات الاعتداء على الاطفال والذين عادة ما يصابون بالمرض او بحمل الفيروس المسبب له من جراء ذلك .

عدم تمكن الحكومة في الهند من فرض رقابة صارمة على الاعتداءات التي يتعرض لها الاطفال ادى الى اخفاق سياستها الهادفة الى مكافحة الايدز والى تهديد ملايين الارواح البريئة .

والاطفال يتم ابعادهم عن المدارس ويحال بينهم وبين الوصول الى دور الايتام ويمنعون من دخول مستوصفات العلاج لانهم وبكل بساطة مصابون بالايدز او يحملون الفيروس الذي يسبب هذا المكرض الفتاك . واذا ما اراد واضعي سياسات مكافحة الايدز لها النجاح في الهند فان عليهم ان يتوقفوا عن اهمال الاطفال المصابون به وان يوقفوا المعاملة السيئة التي يتعرضون لها .

كثير من الاطباء في الهند يرفضون معالجة او حتى لمس الاطفال الحاملين للفيروس . بعض المدارس تطرد او ترفض قبول الاطفال المصابين بالمرض او اولئك الذين يحمل اباؤهم لفيروس الايدز . ومعظم دور الايتام والهيئات السكنية ترفض السماح للاطفال المصابين بالايدز بالاقامة فيها . فالاطفال الذين ينتمون لعائلات مصابة بالمرض يحرمون من التعليم ويدفع بهم قسرا الى الشارع ومشاكله التي يعرفها الجميع في الهند ؛ وهؤلاء الاطفال يجبرون بذلك على الوقوع في اسوأ اشكال عمالة الاطفال؛ او يتم استغلالهم بصورة بشعة . وهذا من شأنه ان يجعلهم اكثر عرضة لنشر الايدز .

وتفيد الاحصائيات بان مئات الالوف من الاطفال في الهند يعانون من الايدز او من حمل فيروس المرض . كما ان الاطفال العائدين لآباء مصابين بالمرض يعانون كذلك ؛ فهم مجبرون على ترك المدرسة للعناية بوالديهم المرضى او انهم مجبرون على العمل لتوفير الدخل الذي توقف بسبب عجز ذويهم .اما اذا كانوا ايتاما فان احدا لن يكترث بهم . ويؤكد الخبراء بهذا الامر ان حوالي مليون طفل تحت سن الخامسة عشرة قد فقدوا احد ابويهم او كليهما بسبب الايدز . والتقديرات الرسمية للحكومة الهندية تشير الى ان حوالي 1و5 مليون نسمة من رعاياها يعيشون مع مرض الايدز في الهند .

وتتضمن التقارير الرسمية حول هذا الموضوع الاشارة الى ان اطفال الشوارع والاطفال الذين يرغمون قسرا على ممارسة الجنس واطفال اولئك الاباء العاملين في مهنة البغاء والجنس والاطفال الذين ينتمون الى الطبقات المتدنية من الديانة الهندوسية السائدة في الهند يعانون المزيد من الالام ومن مشاكل التمييز ضدهم . حيث ان الاعتداء الجنسي والعنف ضد المراة واوضاع الاهمال المزمنة ضدهم في المجتمع تجعلهم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالمرض .

والفتيات بشكل خاص يعتبرن اكثر تعرضا لترك المدرسة للعناية بذويهم المصابين او للعمل في مهن وضيعة لجلب قوت الاسرة ؛ اما اذا اصبن بالمرض فانهن اقل حظا من الاولاد في الحصول على العلاج ويتم اهمالهن بنسب اكثر من الاولاد فيما يتعلق بالعناية الصحية .

والكثير من الاطفال لا يحصلون على المعلومات او التوعية الكافية لحماية انفسهم من الاصابة بهذا الداء . وذلك لأن أقل من نصف طلاب المرحلة الثانوية يحصلون على معلومات تعليمية عن هذا المرض . ويفيد الخبراء بان الحكومة قد اخفقت تماما في نقل المعلومات اللازمة لانقاذ حياة الملاين من الاطفال الهنود الذين لم يروا مطلقا باب المدرسة بل يحومون في الشوارع او يقضون جل وقتهم في ورش العمل او اولئك الذي يدرسون في مدارس اهلية بعيدا عن التعليم الرسمي او الذين يبقون في بيوتهم .