دمشق: في صباح جميل استيقظ السوريون الى يوم جمعة يفصل بين عامين احدهما يرحل بصمت دون وداع بكلمة أسف، والثاني يبشر بالفرحة والأخبار السارة، وفور محاولة احد الصحافيين السوريين فتح موقع "ايلاف" الالكتروني بطريقته المعهودة منذ حجبه عن طريق محرك البحث "غوغل" فوجىء ان الحجب قد رفع عنه.

فبعث برسالة الى "ايلاف" مهنئا، واتصل بمراسلة "ايلاف" في دمشق مباركا ، وكان صوته على الهاتف يرتشف السعادة اذ "لا مواقع محجوبة في سورية بعد الان" ، وفور انتهاء المحادثة بدأت محاولات فتح " ايلاف" الا أن هذا المحاولات لم تنجح الا بطريقة كسر الحجب عن طريق احد المواقع الكردية الذي يؤمن الدخول الى أي موقع محجوب في سورية او بواسطة بروكسي خاص يكسر الحجب فقط. وبعد ساعات قلائل جرت محاولة جديدة لفتحها ولتظهر "ايلاف" اخيرا على الانترنت بطريقة نظامية ، ودار في الخيال شعور أن سنة 2005 ستكون سنة حلوة مع "ايلاف" ، مصالحة بين السلطة المسؤولة عن الحجب ، ويقال انها القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سورية، من جانب وبين الناس وبين الصحافيين من جانب آخر تطلعا لسنة تخلو من عين رقيب لم تعد نظرتها تُجدِي مهما كانت ثاقبة في الوصول الى ماتريد وفق مقاييسها الخاصة التي تضعها دون ميزان، فماذا يفيد الحجب والمواقع السورية تاخذ ما يكتب في "ايلاف" من اخبار عن سورية ؟ ولماذا يحجب هذا وُيترك ذاك؟ ولماذا الحجب اصلا ؟!.

وفرحت بطريقة اعجز عن تبسيطها وتقديمها في كلمات، فاخيرا يمكن ان ارى موقعنا الحبيب بصورته الرائعة دون تلك الكلمة اللعينة "فوربيدن" ، اتصلت بالمسؤولين في وزارة الاعلام شاكرة ممتنة ، فكما علمت ان وزارة الاعلام كانت تعمل منذ فترة على ان تكون الجهة الرقابية المخولة بالموافقة على الحجب والمنع ، وضمن مشاريعها الاصلاحية الابحار دون اقنعة. ولكننا على مايبدو نتمسك في سورية بالمثل المصري القائل "يافرحة ماتمت" او ان رفع الحجب تم سهوا ، فايلاف لم تعد تظهر على صفحات الانترنت في سورية ، وباختصار ودون معرفة الاسباب رغم السؤال المتكرر، تواجدتْ لساعات وربما لدقائق ثم اختفت ، كان حلما جميلا ان نقضي سنة حلوة مع "ايلاف" ، لكن شمعة هذا الحلم اغتيلت مع عناق الساعة لعقاربها منتصف الليل.