حجاج على جبل عرفات يحيطون احد الحجاج وهو يقيم الصلاة
ساري الساري من الرياض: بدأ حوالي مليوني حاجالتدفق على جبل عرفات قرب مكة المكرمة ليمضوا وقفة الأضحى على جبل الرحمة حيث ألقى الرسول خطبة الوداع قبل اربعة عشر قرنا وهي ذروة شعائر الحج. وتتزاحم جموع الحجيج في ثياب الإحرام البيضاء تحيط بها قوات كبيرة من قوى الأمن والشرطة متوجهة في سيل بشري لا ينقطع بالحافلات أو سيرا على الأقدام إلى الجبل المبارك مرددة "لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك لبيك". وتمت عملية انتقال الحجاج من منى إلى عرفات بسهولة وانسيابية كما قالت مصادر حكومة سعودية مسؤولة . وتوفرت على كل طريق وفى كل ناحية من عرفات جميع المواد الغذائية والتموينية والمياه بدرجة تفوق الاحتياجات الأساسية للحجاج . ويقوم رجال الأمن وقوى الأمن الداخلي والمرور والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة بجهود جبارة. وتتابع الطائرات العمودية رحلة الحجيج إلى عرفات لتسهيل الحركة المرورية بما تصدره من تقارير للجهات المختصة. وتطبق وللمرة الأولى عملية دخول المركبات إلى عرفة من جهة الشرق بدلا عن الغرب لتكون جاهزة لنفرة الحجيج إلى مزدلفة في حركة تسمى (دوران الساعة) .

وبعد غروب شمس اليوم تبدأ مواكب الحجيج في النفرة من عرفات إلى (مزدلفة) حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء قصرا وجمع تأخير ويقضون ليلتهم حتى يؤدون صلاة فجر غد" أول أيام عيد الأضحى" بعدها يغادرون مزدلفة قاصدين منى. وفى صباح الخميس يتوجه الحجاج إلى منى لرمى جمرة العقبة ثم يقومون بالطواف بالكعبة أداء لركن من أركان الحج هو طواف الإفاضة ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدى والأضاحي، ثم يمضون يومين آخرين في منى لرمي الجمرات آخر شعائر الحج. ويمضي الحجاج يومهم في الصلاة والتعبد في مدينة منى المدينة التي تحولت إلى ميدان كبير نصبت عليه خيام غير قابلة للاحتراق. وفي السنة الماضية توفي 251 حاجا دهسا أو اختناقا في منى قرب مكة في تدافع أثناء رمي الجمرات التي ترمز إلى رجم الشيطان.

حجاج على جبل عرفات
دفع ذاك العاهل السعودي الملك فهد إلى الإعلان عن مشروع طموح لرفع طاقة استيعاب مكان رمي الجمرات من 160 ألفا إلى 500 ألف شخص في الساعة. واتخذت السلطات السعودية إجراءات أمن مشددة وقامت بنشر اكثر من 60 ألف من قوات الأمن عبر المنافذ وفي المشاعر المقدسة تحسبا لوقوع هجمات إرهابية خلال موسم الحج. وقالت مصادر أمنية في الرياض انه تم نشر حوالي ستين ألف من قوات الأمن السعودية بينهم قوات مكافحة الإرهاب ووحدات القوات الخاصة ووحدات مكافحة الشغب وقناصة وفرق مجهزة للتعامل مع المفرقعات. وقالت المصادر أن" قوات الأمن السعودية تقوم بمراقبة الحجاج عن طريق الكاميرات التي نشرت في المناطق المقدسة أو طريق الطائرات خوفا من اندلاع مظاهرات وبالتالي وقوع انفلات أمني تدبره عناصر ضد المملكة ". وتقول المصادر إن الحكومة السعودية تشعر بالقلق من أن يصبح الحج هدفا لهجمات أو يُستغل لتسلل إرهابيين إلى المملكة. يشار إلى أن الحجاج يقضون أيامهم في منى التي تبلغ مساحتها 2 كيلومتر مربع ويوجد بها أكثر من 45 ألف خيمة مطورة مصنوعة من القماش ومادة الفيبرجلاس المغطى بالتيفلون غير القابل للاشتعال. وقالت وزارة الصحة السعودية أن لم تسجل أية أمراض معدية أو حالات وبائية بين صفوف الحجاج خلال الأيام الماضية . وتشارك القوات الجوية الملكية السعودية في حج هذا العام ممثلة بمفرزة تتشكل من طائرات عمودية وطائرات مروحية تساعد في أعمال الإنقاذ والانتشال وكذلك في عملية إطفاء الحرائق عند حدوثها .

وأمر ولي العهد السعود الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بتوزيع أكثر من 500 ألف نسخة من الكتب والمطويات التوعوية لحجاج إضافة لأكثر من150 ألف كتاب بمختلف اللغات الأجنبية . وتبلغ درجة الحرارة العظمى في مكة المكرمة 22 درجة مئوية والصغرى 19 درجة مئوية وفى منى وعرفات العظمى 25 درجة مئوية والصغرى 17 درجة مئوية.


كسوة جديدة للكعبة بـ 20 مليون ريال

جموع المصلين على ارض الحرم المكي
يقوم المسؤولون عن المسجد الحرام اليوم الأربعاء (وقفة عرفات) بتغيير كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة بلغت تكلفتها 20 مليون ريال مصنوعة من الحرير الأسود موشى بآيات قرآنية مطرزة بخيوط الذهب. ومثل كل سنة في موسم الحج، وفي حين يكون اكثر من مليوني حاج متجمعين على جبل عرفات، يتم استبدال كسوة الكعبة، فاترتدي ثوبها الجديد المصنوع من الحرير الطبيعي الخاص والذي يتضمن في الثلث الأعلى منه حزاما طوله 47 مترا وعرضه 95 سنتم عليه آيات قرآنية مطرزة بخيوط ذهبية. وتبلغ مساحة الكسوة الإجمالية 658 مترا مربعا وارتفاعها 14 مترا، واستلزمت صناعتها حوالي 650 كلغ من الحرير الطبيعي و15 كلغ من الذهب لإنجاز الزخارف وتطريز الآيات القرآنية. وتنتج الكسوة في مصنع في مكة يعمل فيه اكثر من مأتي موظف سعودي.

وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل تبدأ بصباغة الحرير الخام باللون الأسود أو الأحمر أو الأخضر، ثم النسيج لتحويل الشلل إلى خمسة أقمشة ستشكل الرداء. وبعدها تطرز الآيات القرآنية وتطبع جميع الخطوط والزخارف على الحزام أو الستارة التي ستوضع عند باب الكعبة. وأخيرا تجمع القطع لتشكل جوانب الكسوة الأربعة وتثبت قطع الحزام والستارة عليها. وتتم هذه المراحل في جميع أقسام المصنع المتمثلة في أقسام الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة ويقوم بصناعة الكسوة كوادر سعودية . وبلغت كلفة الكسوة الإجمالية 20 مليون ريال (حوالي 4،5 ملايين دولار) تتكفل بها الحكومة السعودية. وقد أقامت المملكة في نهاية الخمسينات مصنعا خاصا لكسوة الكعبة بعد أن كانت الكسوة تأتي من مصر مع المحمل (قافلة الحجاج المصريين). وسلم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الأربعاء الماضي كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبد العزيز الشيبى جريا على العادة السنوية التي تتم في مثل هذا اليوم من كل عام الذي تسلم فيه الكسوة الجديدة الخارجية للكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام ليتم تركيبها على الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بدلا من الكسوة الحالية.

وتهدى قطع من الكسوة القديمة كل سنة إلى دول إسلامية وشخصيات إسلامية بارزة. وخضعت الكعبة التي تعود إلى القرن السابع بعد الميلاد لعمليات ترميم عدة. وهي تتضمن في زاويتها الشرقية الحجر الأسود. وكل سنة يقوم أمير مكة بغسل الكعبة بمياه بئر زمزم، يحضرها عدد من الأمراء السعوديين وأعضاء من السلك الدبلوماسي لدول إسلامية في المملكة. وتغسل الكعبة بتدليك جدرانها من الداخل بقطع القماش المبلل بماء زمزم المخلوط بماء الورد. وتعد هذا المزيج الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. يشار إلى أن مياه زمزم نبعت تحت قدمي السيدة هاجر زوجة إبراهيم في الأرض القاحلة التي بنيت فيها فيما بعد مكة، وأنقذتها مع طفلها إسماعيل من العطش الذي كان سيقضي عليهما.

تعديلات على جسر الجمرات كلفت 100 مليون ريال

أعلنت السلطات السعودية أنها قامت بإدخال تعديلات بتكلفة بلغت 100 مليون ريال على جسر الجمرات قرب مكة المكرمة الذي تسبب في مقتل ما لا يقبل عن 251 شخص العام الماضي نتيجة التدافع . وشهد حج العام الماضي مقتل 251 حاجا دهسا أو اختناقا في منى قرب مكة في تدافع أثناء أداء رمي الجمرات التي ترمز إلى رجم الشيطان. وقالت مصدر رسمي سعودي أن التعديلات شملت بنية الجسر وشكل الأحواض من الشكل الدائري إلى الشكل البيضاوى وتعديل الشواخص ليتمكن الحجاج من رمى الجمار بكل يسر ولتلافى وقوع أي ازدحام أو اختناقا عند الرمي. كما شملت التعديلات إضافة مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات إرشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج بالأوقات المفضلة للرمى وتحذيرهم في حالة التزاحم حيث تم ربط هذه الشاشات واللوحات الارشادية بمخيمات الحجاج مباشرة وتم إعداد جدولا يحدد أوقات رمى كل جنسية للجمار ويشمل أيام الخميس والجمعة والسبت .و كلف مشروع تصميم وتنفيذ التعديلات والتحسينات على جسر الجمرات الحالي وتركيب نظام المعلومات والإرشاد والبث التلفزيوني والرقمي ونظام قياس كثافة الحجاج 100 مليون ريال .

يذكر أن جسر الجمرات الذي يقع في الجزء الغربي من منطقة منى في الاتجاه إلى مكة المكرمة يضم مبان للخدمات الطبية والاسعافية العاجلة موزعة على جانبى الجسر بين الجمرات وتحتوى على مخارج إضافية للطوارئ وتتوفر فيه صنابير للمياه المبردة في منطقة أعلى الجسر وعلى الجانبين بين الجمرات . ويتوسط جسر الجمرات برج للمراقبة مكون من عدة أدوار وهناك العديد من الشاشات المرتبطة بكاميرات تصوير موزعة على الجمرات وجميع المداخل والمخارج في أعلى الجسر وأسفله ويمكن بواسطتها نقل صور حية للمختصين في غرفة المراقبة للمتابعة وإصدار التعليمات والتوجيهات اللازمة بالإضافة إلى تغطية جميع أنحاء الجسر بنظام شبكة صوتية لبث أي توجيهات أو إرشادات للحجاج . ودفع ذاك العاهل السعودي الملك فهد إلى الإعلان عن مشروع طموح لرفع طاقة استيعاب مكان رمي الجمرات من 160 ألفا إلى 500 ألف شخص في الساعة. وكانت اشد الحوادث دموية في أثناء موسم الحج جرت في تموز(يوليو) 1990 حين قضى ‏1426 حاجا مختنقين في تدافع كبير جرى في نفق بمنى.

وفاة 3 حجاج فلسطينيين في مكة المكرمة

حجاج جالسون على صخور جبل الرحمة
عبدالله زقوت من غزة: أعلن الشيخ يوسف سلامة وكيل وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية ، و رئيس بعثة الحج الفلسطينية ، أن جميع حجاج فلسطين بخير ، و قد وصل جميعهم إلى جبل عرفات ، و سيمكثون اليوم في طاعة الله في هذا المكان الطاهر حتى المساء،حيث سينفر الحجاج إلى المزدلفة ، و من ثم إلى منى . و أضاف سلامة في بيان وزعته وزارة الأوقاف الفلسطينية ، اليوم ، أن ثلاثة من الحجاج الفلسطينيين انتقلوا إلى رهم ، وهم الحاج إسماعيل عبدالله الصوص من القدس ، و قد توفي وفاة طبيعية في المدينة المنورة ، و الحاج عايد يوسف نزال من قباطية و قد توفي وفاة طبيعية في مكة المكرمة ، و الحاج محمود محمد طقاطقة من بيت لحم و قد توفي نتيجة حادث سير في مكة المكرمة .

وتمنى الشيخ سلامة أن يبعث هؤلاء الحجاج يوم القيامة ملبين ، و أن يكون الله قد كتب لهم أجر و ثواب الحج ، و أن يكونوا من المقبولين ، مستشهداً بالحديث الشريف " هذا البيت دعامة الاسلام فمن خرج يوم هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضموناً على الله إن قبضه أن يدخله الجنة ، و إن رده بأجر و غنيمة" . و بين وكيل وزارة الأوقاف أن وزارته أعدت جميع التجهيزات من أجل تيسير الأمور للحجاج الفلسطينيين ، كما قامت بإستئجار خمسين خيمة إضافية من أجل استقبال حجاج فلسطين من الخارج ، و شكلت فرق استقبال و تفويج الحجيج من البعثة الإدارية في كل من عرفات ، و المزدلفة و منى ، ومن ثم من منى إلى سكنهم . و أفاد الشيخ سلامة أن الوزارة جهزت أيضاً جميع الحافلات التي ستقل الحجاج من مقر سكنهم إلى عرفات ، ومن ثم إلى المزدلفة فمنى ، و من ثم نقلهم من منى إلى سكنهم ، حيث استأجرت خمسين حافلة كي يخرج جميع الحجاج في رد فوج واحد ، لا كما تعمل الدول الأخرى حيث يخرج حجاجها على ردين . وقامت الوزارة الفلسطينية بتوزيع الوعاظ على جميع الحافلات ، بواقع واعظ لكل حافلة لإرشادهم و تعليمهم مناسك الحج . و تمنى رئيس بعثة الحج للحجاج حجاً مبرواً ، و سعياً مشكوراً ، و ذنباً مغفوراً ، و عودة سالمة إلى أرض الوطن .