ضمن جولة عالمية العام 2007 تشمل أميركا
توت عنخ آمون ضيفا على بريطانيا

نصر المجالي من لندن: قالت مصادر بريطانية إلىوم إن الفرعون التاريخي توت عنخ آمون سيحل ضيفا على المملكة المتحدة، من بعد 33 عاما من عرض بعض مقتنياته في زيارتها الأولى لبريطانيا، حين كان قبل ذلك بخمسين عاما اكتشف ضريحه عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر العام 1922 ، وهو خبير في دراسات تاريخ الملوك الأوائل في الأسر الفرعونية التي حكمت مصر، وأضافت المصادر أن مومياء الملك الفرعوني الصغير التي كان الكشف عنها أثار ضجة تاريخية وعلمية ستعرض تحت قبة الألفية التي أقامتها الحكومة البريطانية قبل خمسة أعوام تخليدا للألفية الثالثة لمولد المسيح. ولكنها باعتها للقطاع الخاص الذي يستخدمها حإلىا كدار عرض للمقتنيات التاريخية والنشاطات الثقافية والعلمية الجديدة بمساهمة من رؤوس أموال أجنبية أيضا.

ستعرض مومياء الملك الفرعوني الفتى لأول مرة في العاصمة البريطانية، إلى جانب 55 قطعة تاريخية تمثل التراث الفرعوني الثري حضاريا، وجدت في ضريحه حين تم اكتشافه قبل 35 عاما، إضافة إلى 80 من المقتنيات التاريخية التي وجدت في أضرحة الفراعنة في وادي الملوك..

وذكرت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية إلىوم أن الكنز الفرعوني المصري التاريخي سيعرض في العام 2007 تحت قبة الألفية في منطقة غرينتش حيث التوقعات أن ملايين الناس سيزورون المكان لرؤية مومياء الملك المصري الصغير.

يشار إلى أنه في العام 1972 حين جاءت بمومياء الملك الفتى بعثة آثار بريطانية إلى لندن، فإن المتحف البريطاني استقطب مليونا و700 ألف زائر تدافعوا لمشاهدة هذا الكنز التاريخي العجيب، وخصوصا لملك مثله قاد مصر الفرعونية ومات صغير السن رغم كل الإبداعات السياسية والدينية الإصلاحية التي حققها في عهده.

والمعرض العالمي المتنقل الذي يحمل مومياء الملك توت عنخ آمون سيزور أيضا الولايات المتحدة عبر رحلة عالمية، من بعد أن سمحت الحكومة المصرية رسميا بتجواله في دول العالم، ومن بينها بريطانيا التي كان أحد علمائها اكتشفه، ونقله إلى لندن ثم أعيد ثانية إلى مصر وطنه الأصلي في ثمانينات القرن الماضي.

ولا يزال الجدل قائما، على صعد تاريخية كثيرة، حول ما إذا كان الملك الفتى مات مقتولا، لكن صورة تحليلية رقمية توصل إلىها الباحثون المصريون بقيادة زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر أشارت إلى عدم وجود جروح أو آثار لخبطات في جمجمة الرأس لمومياء توت عنخ آمون، أما النتائج النهائية فسوف تظهر بعد ثلاثة أسابيع .

وتعتبر هذه هي المرة الأولي التي يقوم بها مصريون وذلك بعد التجارب الثلاث السابقة التي أجراها العلماء الأجانب وأظهرت وجود جرح في الجمجمة مما دفع بعض العلماء إلى التوصل إلى وفاة الملك الشاب مقتولا بإصابة في رأسه أو نتيجة سقوطه من العجلة الحربية بينما يري فريق علمي آخر أن وفاته جاءت طبيعية وهو ما تؤكده حتى الآن النتائج المبدئية للفحص بأحدث جهاز ألماني وصل مصر.

وادي الملوك في صعيد مصر حيث
تم اكتشاف مومياء توت عنخ آمون
وفي حينه أكد الدكتور حواس "أن عمليات الفحص انحصرت فقط في منطقة الرأس حيث اكتشفنا تفكك المومياء إلى 13 قطعة فور فتح التابوت وضعت على لوح من الخشب حيث قطعها كارتر بعد اكتشافها، واضطر حتي يتمكن من نزع قناع المومياء الذهبي عن المومياء الى تعريضها للشمس وتركها بمقبرة سيتي الثاني عاما كاملا وأخيرا لجأ إلى استخدام أسلحة نارية لنزع القناع، كما قامت بعثة مصرية برئاسة الدكتور أحمد شعيب بترميم التابوت الخارجي الذهبي.

وكان حواس قال إن النتائج سيتم معالجتها عن طريق الكمبيوتر للوصول إلى ملامح وشكل الملك توت أثناء حياته بتل العمارنة، وكذلك التفاصيل الخاصة بعمره والأمراض التي تعرض لها وأولاده، حيث سيتم تصوير فيلم سينمائي يتضمن كل هذه النتائج بعنوان 'من داخل مومياء توت عنخ أمون' على غرار الفيلم الذي تم إنتاجه في المتحف البريطاني باسم 'من داخل مومياء الكاهن' وشاركت في إنتاج الفيلم المصري شركات البترول العالمية العاملة في مصر بناء علي اتفاق تم بين فاروق حسني وزير الثقافة والدكتور سامح فهمي وزير البترول والذي تمت دعوته لحضور افتتاح الفيلم البريطاني وفور عودته تقرر تطبيق الفكرة في مصر.

ولا يزال الجدال قائما، كذلك، ما إذا كان الملك الفتى حكم مصر ما بين 1333 و1323 أو 1361 و1352 ، قبل الميلاد، وكان هوارد عثر على المومياء الملكية وهو ممدد في داخل أحد ثلاثة ثوابيت، من ضمنها واحد من الذهب الخالص، وكانون هو ثابوت توت عنخ آمون حيث كان وجهه مغطى بقناع من الذهب أيضا.

وأخيرا، يشار إلى أن مقبرة الملك التاريخي فتحت أربع مرات منذ اكتشافها في المرة الأولى العام 1922 ، ثم العام 1969 وكذلك في العام 1986 ، ولكن تم نقل الثابوت العام في سبعينيات القرن الفائت إلى بريطانيا لفحصها، كما أنه تم عرضها في المتحف البريطاني للتاريخ والتراث.