الياس توما من براغ: حذر البروفيسور التشيكي شتيبان سفاتشينا عميد كلية الطب الثانية في براغ من أن عدد التشيك المصابين بمرض البدانة قد تضاعف خلال العشرين عاما الماضية وان التشيك يحتلون الآن المرتبة الثالثة في أوروبا من حيث البدانة بعد اليوغسلافيين واليونانيين .
وأكد أن أكثر من 20% من التشيك مصابون الآن بمرض البدانة فيما يعاني 30% من زيادة في الوزن مما يعني أن أكثر من نصف سكان البلاد لديهم إشكالات في الوزن كما ذكر بان النساء والأطفال أيضا عرضة لهذا المرض غير أن نسبتهم تظل محدودة وهي 6%.
وفي أسباب هذا التنامي لعدد البدينين قال البروفيسور المتخصص بمعالجة مرض البدانة إن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى قلة الحركة في الهواء الطلق ونقص تناول الطعام الصحي ولاسيما الفواكه والخضار وأيضا بسبب أسلوب الحياة الاستهلاكي بشكل عام .
ويضيف : حتى الأطفال الصغار يمضون الآن ساعات في الجلوس أمام الكومبيوتر والتلفزيون ويأكلون الهمبرغر وشرائح البطاطا المقلية بدلا من الخروج من المنزل والركض كما أن البالغين أصيبوا بالكسل فهم يستقلون سياراتهم إلى كل مكان يستطيعون الوصول إليه بدلا من السير على أرجلهم ويستخدمون الكومبيوتر لساعات طويلة كما يمضون ساعات طويلة أمام التلفزيون ويأكلون طعاما دسما ويشربون الكحول بشكل متزايد ولاسيما منه الذي يحتوي على ما يسمى بالحريرات الفارغة.
وبالتوافق مع هذه النتيجة أكدت دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية في الأراضي التشيكية بان المواطن التشيك يمضي يوميا بالمعدل اكثر من 8 ساعات جالسا وأن 31% من التشيك يستعملون السيارات للوصول إلى أعمالهم وان سيرهم على الإقدام يستغرق اقل من 15 دقيقة .
ويؤكد مدير معهد الدولة للصحة في براغ ياروسلاف وولف أن هذا النظام الحياتي يتبعه 47% من الرجال التشيك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 ــ 54 عاما و 54% من الذين تتراوح أعمارهم بين 35 ــ 44 عاما.
ويجمع الأطباء التشيك وغيرهم على أن البدانة تسبب مخاطر صحية كبيرة وبان هذا المرض يعتبر الآن وباء هذا القرن .
وحسب دراسة قام بها الدكتور بيتر سوخارد رئيس الأطباء في القسم الداخلي بمشفى الجامعة في براغ والمهتم بمعالجة مرض البدانة منذ فترة طويلة أن مرض السكري يرافق أصحاب الوزن الثقيل وانه يظهر عندهم هذا المرض بمعدل أربع مرات أكثر من عند الذين وزنهم ضمن المعدل الطبيعي كما أن البدانة تؤثر على ضغط الدم العالي والشرايين والمفاصل والقلب.
وقد أكدت دراسة تشيكية حديثة أن نسبة الإصابة بأمراض القلب عند البدينين هي أكثر بثلاث مرات من عند الذين وضعهم طبيعي
ويؤكد سوخارد أن نفقات علاج البدانة المفرطة يكلف سنويا عشرات المليارات من الكورونات ولهذا تبنت الحكومة التشيكية العام الماضي خطة عمل للحد من البدانة وقد تم تشكيل لجنة حكومية تضم ممثلين عن وزارات الصحة والتعليم والزراعة والبيئة وغيرهم من المختصين لمتابعة هذه الظاهرة واتخاذ الخطوات المناسبة للحد منها
وتؤكد نائبة رئيس الجنة الدكتورة ماريه كونيشوفا أن على الجميع تقديم المساعدة في هذا المجال لان مكافحة البدانة المفرطة يمس كل القطاعات وأيضا المدارس والعائلات وقد جرى تقسيم المهمات بين سبع لجان عمل تخصصية بسبب كثرة المهام فعلى سبيل المثال هناك مجموعة للنشاطات الجسدية ومجموعة أخرى للطعام الصحي ومجموعة للعلاج ...
وينبه البروفيسور التشيكي شتيبان سفاتشينا إلى انه لا توجد حمية سحرية لمعالجة البدانة وتخفيض الوزن وان العلاج الوحيد الأكثر نفعا هو تناول طعاما فيه حريرات اقل مما يطرحه الجسم وتغيير أسلوب الحياة والإكثار من الحركة وتناول طعام صحي واعتماد الاستراحة النشطة وتجنب الكآبة والتخلص من التدخين والحد من شرب الكحول ....