طلال سلامة من روما: ابتكر الباحثون الأميركيون نقاط نانومترية للنيكل التي يمكن استعمالها لخزن تيرابايتات من البيانات في الشريحة الرقمية الواحدة للكمبيوتر، العريضة فقط بضعة سنتيمترات. وتتألف كل نقطة نانومترية من كرة منفصلة لعدة مئات من ذرات النيكل ويمكن أَن تحتوي على إحدى الحالتين المغناطيسيتين التي تسمحان لهم بكبح Bit(وحدة الخزن) واحد من المعلومات، مثل "1" أو "0".

وعادة تُخزٌن المعلومات، في القرص الصلب التقليدي للكمبيوتر(Hard Drive)، على قرص كُسي بمادة مغناطيسية. أما وحدات الBit فهي بعيدة بعضها عن بعض، إلى حد كاف، كي لا تتدخل في بعضها البعض، ويجب على النقاط النانومترية السماح لوحدات الBit أن تُحزم أقرب سوية بما أنها عبارة عن وحدات منفصلة غير موصولة بشكل تركيبي.

وقد أشرف على هذا الاختراع فريق في جامعة كارولاينا الشمالية الذي خلق نقاط نانومترية من مادة النيكل يبلغ قطرها حوالي 5 نانومتر أي حوالي عشر مرات أصغر من أولئك المنتجات سابقاً.

الليزر النابض:

استعمل الباحثون نبض الليزر لتسخين مادة النيكل حتى تتحول إلى البلازما التي هي شكل غير متبلور من المادة مع ذرات شُحنت إيجابياً و سلبياً. في هذا الشكل، ترتب مادة النيكل ثانية نفسها على ركيزتين مختلفتين - أكسيد الألمنيوم ونترات التيتانيوم من الصّفيح - كنقاط موحدة.

ورتّبت تلك النقاط أنفسها في الكثافة التي تسمح، نظرياً، حوالي خمسة تيرابايتات من البيانات - أي خمسة آلاف جيغابايت - لكي يُحْشَروا في قرص الكمبيوتر، بحجم يوازي تقريباً حجم الطابع البريدي.

ويركز الهدف الحالي على دمج تلك النقاط النانومترية داخل رقائق السيليكون الرقمية لكن بعض العلماء يبقون أكثر حذراً حول إمكانية هذه التقنية التي تبدو واعدة جداً لكن هناك اختلاف كبير بين خلق نقاط، قطرها 5 نانومتر، ووضعها في التركيب الصحيح، على سطح يمكن استعماله كذاكرة.

الاستيعاب السهل:

أيّ تقنية ذاكرة جديدة ستُكافح إذا أدت بالكامل إلى التفكير، مجدّداً، بطريقة عمل ذاكرة الكمبيوتر، وستقلع بسهولة عندما تكون قدرتها في استيعاب البيانات أكبر.

ولكنه من الضروري التغلب على عدة مشاكل لا زالت عالقة. من المهم، على سبيل المثال، إيجاد بديل لمادة النيكل، التي يجب تبريدها لكي تعمل، بشكل فعٌال، كذاكرة مغناطيسية.

يثق العلماء بأن الطريقة المبتكرة لها إمكانية جوهرية وربما تُستعمل التقنية الصناعية في الطرق الأخرى أيضاً. وكان من المحتمل ترتيب النقاط النانومترية على خريطة ثلاثية الأبعاد ضمن ركيزة واحدة. كما وجدوا ترتيب لها بطريقة موحدة ضمن التركيب البلّوري لنترات التيتانيوم من الصّفيح. نظرياً، يمكن لهذا الترتيب أَن يقوّي المشبّك البلّوري للجزيئة، وربما يُؤدّي إلى تطوير مواد جديدة، مبتكرة وقوية جداً.