بيروت - محمد حجازي: في الحادي عشر من اغسطس/ آب الجاري تعرض مسرحية “حكم الرعيان” في اطار مهرجانات بيت الدين لتقدم في أربعة عروض متتالية أبدعها الفنان الكبير منصور الرحباني نصاً وألحاناً، واخرجها مروان الرحباني وشارك في إعداد اللحن والتوزيع غدي وأسامة الرحباني، مع مهمة تنسيقية يتولاها غدي، وتدريب على الرقص لدانيال الرحباني.
“الخليج” واكبت على مدى يومين التمارين التي تمهد لخروج العمل بصورته النهائية وتحدثت الى مخرجه مروان الرحباني وأبطاله الثلاثة لطيفة وانطوان كرباج ورفيق علي أحمد.
في الوقت الذي كانت المجاميع والراقصون يتدربون على مشاهدهم تنحّينا جانباً مع المخرج مروان الرحباني وأخذنا زاوية هادئة في المسرح الأرمني الزلقا (شرق بيروت) ودار بيننا هذا الحوار:

* مبروك “حكم الرعيان” هذا التحدي المسرحي الجديد والكبير خصوصاً وان منصور الرحباني يؤكد ان يقول كلاماً لم يسبق ان قاله؟
هذا صحيح حيث تتناول المسرحية الاحباط الموجود من المحيط الى الخليج وكل المناطق. فهناك احباط في الشارع العربي، بسبب انعدام القرار العربي.

* الكلام عن التغيير والاصلاح يترافق مع الدعوات الأمريكية لمنطقتنا ومنها الشرق الأوسط الكبير. هل المسرحية تدخل في مثل هذا المناخ؟
نحن ضد الدولة الواحدة والبوليس الواحد لن يكون عادلاً، ولا شك في ان أنظمتنا يجب ان تتطور، وعلينا ان نتحول من قطعان الى شعب.

*والمعنى المطلوب؟
حكامنا نحن نأتي بهم ولا ينزلون علينا من كوكب آخر، نحن علينا أن نغيّر.

*وهذا تجده متاحاً؟
علينا التحول الى نوعية، وليس كمية، ويجب ان يكون لدينا علماء وفنانون وطاقات ويعني التحول الى شعب لأننا ما زلنا قطعاناً.

* مثل هذه الرسالة ستصل الى الناس؟
طبعاً. ونحن يهمنا ان يحضر كل الشعب اللبناني هذا العمل، ونحن لسنا متشائمين، وفي المسرحية هناك العديد من نقاط الأمل والتفاؤل وعلى المشاهد أن يعرف كيف يراها، لكن المسرح الرحباني ليس بياناً سياسياً او اطروحة. المسرح لا يقدم حلولاً وإنما يعرض مشكلتك ويضيء عليها، وعليك أنت البحث عن التغيير.

* ماذا عن مشاركة لطيفة في العمل؟
هذه ليست أول مرة يتعاون المسرح الرحباني مع فنانين عرب، سبق التعاون مع عفاف راضي ونجاة الصغيرة وغيرهما، وفي التمثيل تعاوّنا في “المتنبي” مع الفنانين جمال سليمان وصباح عبيد.

* ولماذا لطيفة؟
لأنها ملائمة للدور، تعرفنا عليها عام 1999 عندما شاهدت لنا عملاً في دار الأوبرا ومنذ كتب الرحباني الدور فكر بها، وبقيت في البال وهي فنانة ملتزمة بفنها وبالقضايا العربية.

* ماذا عن العروض الأخرى؟
تلقيت عرضين أحدهما درامي والآخر غنائي.

*والعرضان من لبنان؟
وخارجه أيضاً.

خلال وقت قصير كانت فيه الفنانة لطيفة في راحة من أحد المشاهد في المسرحية أجرينا معها الحوار التالي:
*كم أنت محظوظة، كليب مع عاطف سالم، فيلم مع يوسف شاهين، ومسرحية مع منصور الرحباني؟
امسك الخشب، الحمد لله أشكر ربي على هذه النعمة.

*كيف تم التعاون بينك وبين منصور الرحباني؟
عندما وجد الفرصة سانحة للتعاون اتصل بي، ووافقت بسعادة غامرة.

* تلعبين شخصية ست الحسن في المسرحية، لكنك تتحدثين باللهجة اللبنانية؟
لم أجد صعوبة كبيرة في تعلم اللهجة اللبنانية، والأهم من كل هذا ان الزميلين انطوان كرباج ورفيق علي احمد خدماني كثيراً في هذا الاطار، فلم أشعر بغربة عن اللهجة.

* بعد كل عمل مع شخصية كبيرة، يطرح السؤال ماذا بعد؟
لا تستبعد ان أكون في عمل رحباني آخر.

يجسد الفنان رفيق علي احمد في المسرحية شخصية الراعي سعدون الذي يسلمه الملك (انطوان كرباج) الحكم لمدة سنة لاصلاح أجهزة المملكة، وفي حوارنا معه سألناه كيف يرى المرة الثانية التي يظهر فيها مع منصور الرحباني فقال:
طبعاً ومجرد ان نلتقي مرة ثانية بعد “آخر أيام سقراط” فهذا يعني ان هناك ثقة متبادلة فنياً وانسانياً بيننا، والحمد لله ان هذه الثقة تترجم في عمل ضخم يقدمني في دور يلائمني.

* هل تجد تجانساً بين دوريك في “الجرس” و”حكم الرعيان”؟
هناك لم أحكم.. هنا أحكم.

* برأيك هل تجد الأفكار السياسية مكاناً لها عند الناس؟
طبعاً. فكل ما يدور حولنا سياسة.

* ومسرحيتك الخاصة؟
ما من موعد لها حتى نرى ظروف “حكم الرعيان”.

وفي استراحة أخرى تحدثنا الى الفنان انطوان كرباج الذي لعب بطولة العديد من مسرحيات الرحابنة وكانت له بصمة مميزة حيث قال:
فرصة جديدة تتاح مع الفنان منصور الرحباني، وستكون مفاجأة للناس بكل المقاييس.

* أنت رحباني السيرة، ما الجديد في هذا العمل؟
“حكم الرعيان” في لغة مسرحية عصرية جداً تواكب وتحاكي هذا الزمن، ورجالاته وأوضاعه وظروفه.

* أهي جريئة؟
جداً.


* أين يمكن التوقف فيها عند الحوار، الموسيقا، الغناء؟
العمل الرحباني عليك ان تأخذه بالجملة لتعرف المنفعة الكبيرة، وعندما يؤخذ بالمفرق له نكهة مختلفة أيضاً.