بيروت - منال أبو عبس: بعد تسجيل ألبومين, وتصوير أغنيات عدة, قد تبدو عبارة: "أنا لست مطربة, بل أنا مؤدية أغني ما يليق بصوتي", التي قالتها هيفا وهبي في إحدى مقابلاتها, مثار تساؤل. إذ, ما الذي يدفع الفنانة التي وصل اسمها إلى العالمية بعد أقل من عشر سنوات على ظهورها الفني الأول إلى القول: "لن أكون مطربة وليس هذا طموحي؟". الجواب في فيديو كليب "يا حياة قلبي" الذي صور أحداثه سليم الترك بين سوق السمك في طرابلس وقصر نسيب بك جنبلاط في صيدا.

تعود الخادمة من السوق بعدما ابتاعت الخضراوات اللازمة لحفلة الليلة. تدخل إلى مطبخ القصر حيث يكون في انتظارها رفاقها الخدم بملابسهم ناصعة البياض وابتسامة الفرح تعلو وجوههم! يترك كل منهم عمله وينصرف للاحتفال بقدوم الخادمة من السوق. يؤدي الزملاء وصلة غنائية, ثم فجأة تخفت أنوار الغرفة, ترفع إحدى الطاولات وتغطى بقماشة ستارة شفافة, كي تبدل الخادمة ملابسها. بهذه المشاهد يبدأ سيناريو الأغنية المستقى إلى حد ما من قصة سندريللا المخصصة للأطفال.

في الأغنية المصورة تلعب هيفا دور الخادمة, أي سندريللا مع قليل من التغييرات... تخلع الخادمة (هيفا) ملابسها وراء الستار بطريقة فنية. افلح المخرج في تصويرها بما لا يظهر الكثير من جسمها, ولكنها تجاوزته, فاستعاضت عما يكشفه العري الجسدي, بحركات لم تقلل من الإثارة التي يستدعيها المشهد. وفي حين تقف سندريللا الحقيقية بين الحشود تنظر إلى الأمير من بعيد, تعتلي هيفا خشبة الحفلة وحدها من دون أية إيضاحات, بعدما ترتدي ملابس السهرة. ينظر الأمير غير العادي المظهر إليها من بعيد فتبهره بجمالها. يصعد بدوره إلى الخشبة, ويتشاركان الرقصة غير العادية هي أيضاً, مع كل ما تستدعيه من إغماض للعينين وآهات, واحتكاك جسدي.

ولم يفلح مشهد الأرجوحة التقليدي في إضفاء جو الروايات الرومانسية على الأغنية المصورة, فيما غالت هيفا أثناء تأدية جملة "عمري ما قلت الآه", التي جسدتها بالطريقة عينها, متمثلة بإرجاع الظهر قليلاً إلى الوراء, ثم دفع القسم العلوي من الجسد إلى الأمام بطريقة سريعة.
الكليب لم يكشف عن قدرات هيفا الغنائية, غير انه أظهر موهبتها التمثيلية. الأغنية من كلمات والحان محمد الرفاعي, وتوزيع جان ماري رياشي.