لندن من محمد الشافعي: الترتيب للقاء أبو عبد الله التركي المسؤول الجديد لجماعة «انصار الشريعة» وخليفة ابو حمزة المصري في قيادة الحركة الاصولية استغرق كثيرا من الوقت والجهد حتى تم بوساطة اصولي مصري. ورفض ابو عبد الله التركي ان يكشف عن اسمه، وان كانت «الشرق الاوسط» التقت به قبل ذلك عدة مرات فقد كان اقرب ما يكون الى الذراع اليمنى لأبي حمزة المصري المطلوب أميركيا والمحتجز حاليا في سجن «بيل مارش» شديد الحراسة في جنوب غربي لندن بتسع تهم من بينها احتجاز رهائن فيما يتصل بهجوم وقع في اليمن في ديسمبر (كانون الاول) 1998 . وكانت مهمة ابو عبد الله التركي قبل اعتقال ابو حمزة هي تنظيم صلاة الجمعة في الشارع امام مسجد فنسبري بارك الذي اغلقته الشرطة البريطانية في يناير (كانون الثاني) 2003 باعتباره مدير «الاتصالات» في جماعة «انصار الشريعة»، ولكنه اليوم اصبح مسؤول الجماعة بقرار من مجلس شورى الحركة الاصولية.
ومنذ اعتقال ابو حمزة المصري وابو عبد الله يتبادل القاء الخطبة في الشارع او داخل مسجد فنسبري بارك، الذي اعيد فتحه الاسبوع الماضي، مع محمد نجل ابو حمزة .
وابوعبد الله التركي من مواليد من منطقة بيكهام بغربي لندن من اصول «قبرصية تركية» ويبلغ من العمر 40 عاما، ويعترف بانه «دخل الاسلام فقط قبل 20 عاما» رغم انه ولد على دين الفطرة.
وقبل انضمامه الى الحركة الاصولية كان ابو عبد الله التركي يعمل في بيع الذهب والفضة والمجوهرات عبر متجر يمتلكه في غربي لندن لكنه اليوم متفرغ بشكل كامل لنشر افكار الحركة الاصولية في بريطانيا. وكانت بداية نشاطه الاصولي حضور دروس قياديي الحركة الاصولية في بريطانيا، ومن ابرزهم الشيخ فيصل الجامايكي، اول امام يعتقل في بريطانيا ويقضي عقوبة الحبس سبع سنوات سجنا بتهمة التحريض على قتل اليهود والهندوس والأميركيين. والتقى ابوعبد الله في نهاية المطاف بالاصولي المصري ابو حمزة الذي قلب حياته رأسا على عقب في مسجد فنسبري بارك بشمالي لندن. ويقول ابو عبد الله «جذبتني اليه شجاعته وجراته واجادته للعربية والانجليزية». ويعترف ابو عبد الله ان الاصولي المصري ابو حمزة كان يعرف انه سيعتقل، وكان لا يخاف ذلك وكان يعد نفسه لهذا اليوم.. واليوم ينشغل ابو عبد الله الذي استقال من عمله وباع متجره بنشر دعوة افكار الحركة الاصولية في الشارع البريطاني باعتباره المسؤول الجديد لمنظمة «انصار الشريعة»، ودار الحوار مع ابو عبد الله التركي باللغة الانجليزية، وعندما جاء للقاء «الشرق الاوسط» كان محاطا بكوكبة من شباب حركته كأنهم «حراسة خاصة» ورفضوا التقاط صور فوتوغرافية لهم مع زعيمهم الجديد. وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تصفون أنفسكم في «انصار الشريعة» ؟
ـ لسنا جماعة بالمعنى المتعارف عليه; فليس لنا أمير بالمفهوم الشرعي، وليس في أعناقنا بيعة لأحد، ولا يوجد لنا جناح عسكري أو سياسي فنحن مجرد مجموعة دعوية مسالمة ندعو الناس في انجلترا إلى صحيح الإسلام والرد على الشبهات التي يثيرها المغرضون ضد الإسلام.
* هل كنت تستمع للموسيقى التركية قبل دخول الاسلام ؟
ـ قبل أن ألتزم بالإسلام كنت أسمع الموسيقى التركية والانجليزية التي تربيت عليها في شرقي لندن. ولما هداني الله تركتها وعلمت أنها حرام وأسمع الآن بعض الأناشيد الإسلامية التي تذكر المسلمين بتاريخهم العظيم. والله سبحانه وتعالى قد أوجب على المسلمين أن يتميزوا بعقيدتهم عن سواهم من غير المسلمين، وألا يتبعوا إلا ما جاءهم عن الله سبحانه وتعالى ونزَّله على نبيه.
* بماذا كنت تشعر بعد دخولك الاسلام ؟ ـ اشعر بالاعتزاز بالاسلام، وأشعر بالفخر بالهدي الظاهر في ترك لحيتي وارتداء اللباس الاسلامي، بل انني كثيرا ما ندمت على ما مر بي مثل سماع الموسيقى وغيرها من الاشياء ولكنني اليوم اشعر أن الله منّ عليّ بنعمة الدخول في هذا الدين، ولكن ما يؤلمني هو ما يحدث للمسلمين على مستوى العالم من مجازر ومآسي واضطهاد في العراق وفلسطين وافغانستان واشعر حاليا ان الضحية هم المسلمون في اماكن التوتر حول العالم.
* هل حدث انشقاق أو تفرق أتباع «أنصار الشريعة» بعد اعتقال أبي حمزة المصري؟
ـ لا لم يحدث انشقاق ولم يتفرق عنا أحد بل إننا نصلي أمام مسجد فنسبري كل جمعة في الشارع والناس في ازدياد والحمد لله لأن الإسلام لا يموت بموت عظيم مهما كان قدره فلو قدر للإسلام أن يموت لمات بموت رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، ولو قدر للإسلام أن يموت لمات بموت أبي بكر وبمقتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.. إذن لا تموت الدعوات باعتقال أو بموت زعيم أو قائد.
* هل تخشون على أنفسكم وعلى دعوتكم في ظل قوانين الإرهاب الجديدة؟
ـ نحن لسنا مكلفين بتحقيق نتيجة إنما نحن مكلفون بألا ننحرف عن منهج الإسلام القويم فما علينا إلا الدعوة إلى الله ولن يصيبنا إلا ما قدره الله لنا وكتبه علينا، والمؤامرة على الإسلام لم تنته منذ أشرق ببعثة نبينا الكريم. وكل انسان مقدر لما هو مكتوب له ولا أخاف من شرطة مكافحة الارهاب او انهم سيأتون ويكسرون باب منزلي فجرا كما حدث في معظم المداهمات التي نفذبها شرطة اسكتلنديارد.
* ما رأيك في مستقبل «أنصار الشريعة» في بريطانيا؟
ـ المستقبل كله بيد الله تعالى. ونحن مكلفون بأن نعبد الله بما يرد لا بما تريد أهواؤنا فـ«أنصار الشريعة» جزء من المدافعين عن ديننا، والإسلام أوسع وأشمل من كل تلك الجماعات، ونحن نثق أن الإسلام قادم حتى لو فنيت «أنصار الشريعة» وحتى لو رحل ابو حمزة المصري الى أميركا فستستمر الدعوة كما هي الآن فالمستقبل للإسلام. وكما تعلم والحمد لله فقد افتتح مسجد فنسبري بارك يوم الجمعة الماضي، ونحن الذين القينا خطبة الجمعة وانصارنا يتزايدون والحمد لله، وكان هناك اكثر من 500 مصل داخل المسجد هتفوا ضد مجلس الامناء الذين تسببوا في اغلاق المسجد لمدة عام ونصف العام.