بيروت: تحدث مصدر لبناني مسؤول لِـ«الشرق الاوسط» عن التطورات الاخيرة المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي اللبناني، معتبراً انه حمل في طياته «محاولة انقلاب على الخط الوطني المتحالف مع سورية، الامر الذي إضطر القيادة السورية الى التدخل مباشرةً للتصدي لهذه المحاولة»، قائلاً «ان ما حصل في الأيام القليلة الماضية يذكر بالعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فيما العدوان على لبنان اليوم يبدو خماسياً اشتركت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وحكماً اسرائيل».
وقال المصدر «إن حلفاء سورية في لبنان لم يلتقطوا على ما يبدو الاشارات السورية التي اطلقها الرئيس بشار الاسد حول لبننة الاستحقاق، والذي أشّر بوضوح إلى حجم الضغوط على البلدين، حيث كان مفترضاً أن يجعل هؤلاء الحلفاء يبادرون الى بلورة هذا التوجه وترجمة الخيار الذي كان واضحاً ومعروفاً لدى القيادة السورية وهو خيار بقاء الرئيس إميل لحود في سدة الرئاسة».
ويضيف المصدر انه «بدلاً من أن يتوحد أبناء الخط الواحد إذا بهم يتفرقون فراح كل طرف يعزف على وتره الخاص. واحتشد المسترئسون خلف المنصات الاعلامية لاعلان ترشيحاتهم. حينها ادركت سورية ان من يصنف في خانة الحليف لها في لبنان تحول إلى عبء عليها في معركتها لحماية المنجزات الاستراتيجية والوطنية التي تحققت في لبنان ومن بوابة الاستحقاق. فكانت أن سارعت الى بدء المشاورات مع هؤلاء الحلفاء لتكتشف اكثر فأكثر، مع بعض الاستثناءات، المنطلقات الشخصية البحتة التي تحكم توجهاتهم. وعندها بدا واضحاً حجم العبء الملقى عليها لتمرير هذا «القطوع» من دون ان يتأثر الاستقرار والامن في لبنان بأي اهتزاز، وهي كانت على تواصل آني ولحظة بلحظة مع الرئيس اميل لحود».
ويوضح المصدر المسؤول «ان القيادة السورية، واستناداً الى حجم الضغوط التي ظهرت وتلك المتوقعة أخذت القرار بتسريع إقفال ملف الاستحقاق تمديداً لثلاث سنوات للرئيس لحود من دون المراهنة على عامل الوقت الذي تبين أنه كان يتطور أكثر فأكثر ضد هذا التوجه، خصوصاً أنها كانت ترصد الحركة المكثفة المعلنة وغير المعلنة لموفدين من دول غربية معروفة الى لبنان، الذين عملوا على تأمين غطاء لبعض السياسيين لوضع العصي في دواليب إنجاز الاستحقاق لصالح إعادة إنتخاب الرئيس لحود لولاية ثانية».
ووصف المصدر المسؤول ما حصل في الأيام الاخيرة على صعيد الاستحقاق الرئاسي بأنه «شبيه بعدوان 1956 ضد مصر إبان عهد الرئيس الراحل عبد الناصر. حينها كان العدوان ثلاثياً استهدف السيطرة على قناة السويس وتطويع عبد الناصر، أما العدوان على لبنان تحت عنوان الاستحقاق فبدأ خماسياً اشتركت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وحكماً اسرائيل». واعتبر المصدر «ان هذا العدوان الخماسي هدف للاطاحة بالثوابت الوطنية والقومية التي يمثلها الرئيس لحود، ومن مفاعيله لو قيض له النجاح تقويض الاستقرار وفرض التوطين وتصفية المقاومة. وفك المسار اللبناني ـ السوري».
وكشف المصدر نفسه انه «في انتظار إتمام تجديد ولاية الرئيس لحود مطلع الاسبوع المقبل في المجلس النيابي فإن القيادة السورية وقوى الممانعة والمقاومة في لبنان، وفي مقدمها رئيس الجمهورية، بدأت اعادة تقويم وتقييم للوضع بشكل عام وللمصنفين في خانة الحلفاء، ليقينها بأن الصراع المقبل هو بين مشروعين وتوجهين، المشروع الاميركي ومن يتحالف معه داخلياً والمشروع السوري المتمسك بالحقوق العربية وبالسلام العادل والدائم والشامل والمتمسك باستقرار لبنان وعدم تعريضه لأي مخاطرَ». وتوقع المصدر ان تحتاج عملية اعادة التقييم هذه الى قرابة شهرين.