طهران - ستار ناصر: إتهم محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الايراني، وزعيم جبهة المشاركة الايرانية، في تصريح ل”الخليج” المحافظين المتشددين بشن حملة مضايقات ضد الجبهة، وبالفشل في ادارة الملف النووي مما أدخل البلاد في دوامة التهديدات، وحمل الولايات المتحدة مسؤولية التوتر في العلاقات بين طهران وواشنطن.
وقال محمد رضا خاتمي ان المحافظين المتشددين شنوا حملة مضايقات ضد جبهة المشاركة وهي أحد أهم الفصائل في جبهة الاصلاحات بعد ان تمكنت خلال فترة الاربع سنوات الماضية ان تؤسس لها قواعد شعبية في كل انحاء ايران.

واضاف خاتمي في تصريح ل”الخليج” انه وبسبب ارتفاع ارصدتنا الشعبية فإن المتشددين قاموا بالتصدي لجميع فعالياتنا السياسية وقاموا اولا بأغلاق صحيفتنا (المشاركة) ومن ثم إغلاق ثلاث صحف تخضع الى دعمنا؛ كما انهم قاموا باغلاق مواقعنا على الانترنت واقتادوا الشباب العاملين في ذلك الموقع الى السجن.
وتابع زعيم جبهة المشاركة وشقيق الرئيس الايراني محمد خاتمي ان هناك نفراً من المحافظين المتشددين لم يأتوا الى السلطة من خلال الديمقراطية لانهم لايؤمنون بالديمقراطية وان تلك المجموعة المتشددة لاتريد سماع الصوت المعارض لها.

وحول سؤال يتعلق بأسباب خسارة جبهة الاصلاحات في الانتخابات البرلمانية السابعة قال رضا خاتمي: ان جبهة الاصلاحات لم تخسر الانتخابات؛ لان المتشددين لم يسمحوا لنا بالترشيح؛ وهم بالطبع ادركوا أن الاصلاحيين سيحققون فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية ولذلك نفذوا عمليات الاقصاء. واضاف اذا كانت تلك العمليات ابعدتنا عن المؤسسات الحكومية فإنها لم تتمكن من ابعادنا عن جمهورنا. وفيما اذا كان الاصلاحيون يخشون من تكرار التجربة (البرلمانية السابعة) في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال لانعتقد بأن (المتشددين سيكررون التجربة لان هناك مراقبة داخلية ودولية اضافة الى ان هذا العمل من شأنه ان يسبب للبلاد ازمات في غنى عنها. واضاف خاتمي: اننا سنشارك في الانتخابات الرئاسية وقد اعلنا منذ البداية دعمنا لمير حسين موسوي وفي حالة رفضه للترشيح فسيكون لنا مرشحون يمتلكون المواصفات كافة.

وتطرق خاتمي الى الملف النووي قائلاً: عندما كانت جبهة الاصلاحات تقود البرلمان السادس تمكنت من تحقيق نتائج طيبة للبرنامج النووي؛ وتمكنا ومن خلال الوسائل الدبلوماسية ان نقنع العالم بسلمية برنامجنا النووي حتى اننا تمكنا من احراز الدعم الأوروبي والدولي لنشاطنا النووي؛ لكن وبعد وصول المحافظين وبسبب التصريحات المتناقضة والمتشددة وصل ملفنا النووي الى نتائج غير مرضية ودخلت ايران من جديد في دوامة الازمات والتهديدات. وحول الاتهامات العراقية لايران؟ وكيف تنظر جبهة الاصلاحات اليها؟ قال خاتمي انه بعد رحيل النظام العراقي السابق اصدرت جميع الاحزاب الاصلاحية بيانا اكدت فيه حرصها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق؛ وبالطبع فإن هذا الموقف هو الموقف الرسمي للدولة ولجميع المؤسسات الحكومية ومراجع الدين والنخب السياسية.
واما الاتهامات العراقية لايران فأنا اعتقد بأن اي اتهام لايرتقي الى مستوى الظن ما لم يتم تقديم الوثائق والمستندات التي تثبت ذلك.

وحول العلاقات الايرانية الامريكية وماهي نظرة الجبهة لتلك العلاقات، قال خاتمي.. هناك مبدأ في جبهة الاصلاحات يقول ليس من مصلحتنا ان نؤسس لعلاقات متشنجة مع اية دولة؛ وبالنسبة لأمريكا فكما تعرفون ان هذه الدولة هي من الدول العظمى وان العلاقات الايرانية الامريكية لها تأريخ طويل، وللتاريخ فصول مرة، وفي بعض الاحيان حظيت بمايخدم الطرفين والشعبين. واضاف زعيم جبهة المشاركة يجب ان يبحث المعنيون في الدولتين الطرق والوسائل التي من شأنها ان تزيل حالات التوتر وعدم الثقة بين البلدين؛ واننا اذا قمنا بدراسة لعوامل التوتر في العلاقات لكلا البلدين فاننا سنلاحظ ان القسم الاكبر يتحمله الجانب الامريكي؛ ولذلك فنحن نشدد على المعتدلين في امريكا ان يؤثروا في القرارات في البيت الابيض لانه ليس من مصلحتهم اثارة المشاكل مع الدول وخلق العداوات، وقال هناك ثمة آمال في الشارع الامريكي تمثل عوامل ضغط على البيت الابيض مثل رسالة كارتر وبريجنسكي الى الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش حيث طلبا منه اعادة النظر في علاقته مع ايران.