شكرا لقد أجل القاضي البريطاني الفصل في قضية المهندس ممدوح حمزة المتهم بالتآمر علي أربعة من رجالات مصر‏:‏ ابراهيم سليمان وزكريا عزمي وكمال الشاذلي وفتحي سرور‏,‏ وكيف استدرجوه في لندن لأن يقول فقال‏,‏ وهنا انكشف الشعب الانجليزي الذي احتل مصر سبعين سنة ولم يعرف جوهر اللغة العامية والثقافة الشعبية‏.‏ عندما يحلف أي واحد بالله العظيم وبالطلاق أنه اذا رأي فلانا فسوف يشرب من دمه‏..‏ ثم يجلس إليه ويشربان معا ويدخنان أيضا‏..‏ وبس‏..‏ ولا ماذا تعني عبارة ان فلانا فضح فلانا حتي جعل رأسه كالسمسمة‏..‏ أو نسفه‏..‏ أو جعله لا يساوي مليما ـ وكلها تعبيرات شعبية جوفاء‏..‏ ومثلها في سوريا ولبنان‏!‏

نحن نشكر القاضي الإنجليزي الذي سوف يبحث وينقب ويدقق في بريطانيا وفي مصر‏,‏ نشكره لأنه أعطانا كمية هائلة من اللبان نمضغ ونتسلي علي أعراض الناس قبل أن يصبح ذلك كله حراما في شهر رمضان المعظم الذي تنفرد به التليفزيونات العربية‏..‏ وتجعله شهر الفوازير‏.‏ وبهذه السهولة غيرنا اسم الشهر‏(‏ الفضيل‏)‏ إلي شهر شريهان ونيللي وأخواتهما‏..‏

إن د‏.‏ ممدوح حمزة قد وقع في مصيدة نصبها له أحد المصريين بالصوت والصورة‏.‏ ولكن قبل قرار القاضي الإنجليزي سمعت كلاما كثيرا عن المهندس حمزة‏..‏ أناس يرون ان حشره في نار جهنم قليل عليه جدا‏..‏ وأناس يرون ان الجنة مثواه فقد تبرع بالملايين لوجه الله بشرط ألا يذكروا اسمه‏,‏ وسمعت مع وزراء وأعضاء برلمان من مهندس كبير جدا ان د‏.‏ حمزة مثل آخرين‏..‏ لا ينقص ولا يزيد وانه شخصيا لا يستبعد مطلقا أن وأن‏..‏ هانت‏..‏ فقد اقترب رمضان وكل سنة وأنت طيب ويصبح الصيام عن الكلام الحرام فريضة دينية‏!‏