مدريد : اكدت اسبانيا والجزائر في مدريد دعمهما لخطة وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر بشان الصحراء الغربية وعزمهما على العمل من اجل تقريب وجهات النظر بعد ان بدت مواقف البلدين متباعدة في هذا الصدد في الاشهر الاخيرة.
وبينما ينتظر صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي حول الصحراء الغربية، اعلن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري عبد العزيز بلخادم الثلاثاء "رغبة الحكومة الاسبانية في التمكن من تطبيق خطة بيكر" ممثل الامم المتحدة الخاص سابقا خطة لحل النزاع في الصحراء الغربية.
وقال الوزير الجزائري من جهته "اني سعيد لاننا نطور الطروحات نفسها" معتبرا ان الغموض في الموقف الاسباني حيال خطة بيكر قد ازيل.
وفي حين بدت الحكومة الاسبانية الجديدة منذ تسلمها السلطة في نيسان/ابريل الماضي متحفظة بشأن خطة بيكر، اكد موراتينوس الثلاثاء "انه لا يوجد سوء تفاهم بين اسبانيا والجزائر حول مشكلة الصحراء الغربية".
واكد ان "الدبلوماسية الاسبانية لم تتبدل".
وكان موراتينوس صرح في منتصف ايلول/سبتمبر ان خطة بيكر تشكل "مرجعا وعلى الاطراف ان تقرر ما اذا كان من الضروري تكييفها وتحسينها او الاضافة اليها (..) لكنها ليست منزلة".
وقال الوزير الاسباني الثلاثاء ان "الحكومتين مصممتان على دعم القانون الدولي والامم المتحدة وخصوصا خطة بيكر" مؤكدا "رغبة الحكومة الاسبانية في تطبيق خطة بيكر ولذلك يتوجب بذل الجهود الدبلوماسية الضرورية" لتحقيق الهدف.
اما بلخادم الذي صرح قبل بضعة ايام ان الجزائر لا تستسيغ الموقف الاسباني بشأن الصحراء الغربية"، فقد أكد ان "الالتباس قد ازيل".
وقال الوزير الجزائري "بما ان اسبانيا لم تعد تشر الى خطة بيكر اعتقدنا ان الحل التي ترغب به مدريد مختلف عن هذه الخطة. اما الان فلدينا تأكيد" ان الهدف "هو القانون الدولي وخطة بيكر وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وانه يتوجب فقط التقريب بين وجهات النظر من اجل تنفيذ خطة بيكر. ولم يعد هناك غموض ونحن متفقون".
وقبل ايام معدودة من صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي حول الصحراء الغربية، اكد موراتينوس اقتناعه بانه "سيكون هناك قرار اجماع".
وردا على سؤال عن موقف الجزائر بخصوص اجراء تعديلات محتملة في خطة بيكر، قال بلخادم ان هذه الخطة جاءت "نتيجة مفاوضات بين مملكة المغرب جبهة جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) البوليساريو".
واضاف ان الخطة "ثمرة المفاوضات بين طرفي النزاع وليس هناك سوى هذين الطرفين يمكنهما مناقشة هذه الخطة".
واكدت الامم المتحدة مجددا في 2004 دعمها لخطة بيكر التي تدعو الى فترة حكم ذاتي من خمس سنوات في الصحراء الغربية قبل اجراء استفتاء حول تقرير المصير.
ورفضت الرباط فكرة اجراء استفتاء معتبرة انها "باطلة وغير قابلة للتطبيق" واقترحت "حكما ذاتيا نهائيا واسعا" في اطار السيادة المغربية "غير القابلة للتفاوض"، على حد تعبيرها.
وقد ضم المغرب الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية السابقة شبه الصحراوية والغنية بالفوسفات، في 1975. وتسلحت جبهة البوليساريو في العام التالي مدعومة من الجزائر للمطالبة باستقلال هذه المنطقة.
وشنت البوليساريو حرب عصابات ضد المغرب حتى 1991 لدى التوصل الى وقف لاطلاق النار تحت اشراف الامم المتحدة. لكن الرباط رفضت منذ ذلك الحين خطة الامم المتحدة للسلام التي وافقت عليها البوليساريو.
وفي تقرير الى مجلس الامن الدولي اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الجمعة الماضي ان الخروج من مأزق الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو والجزائر يبدو بعيدا اكثر من اي وقت مضى.
وتحدث انان ايضا عن امكانية خفض قوة الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار الموجودة في هذه المنطقة منذ 1991، وتبلغ تكاليفها 7،3 ملايين دولار شهريا.
ومن المقرر ان يلتئم مجلس الامن الدولي اواخر الشهر ليقرر بشأن التمديد مجددا لبعثة الامم المتحدة حول الصحراء الغربية.
وقد اكد مساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف شؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز مجددا الخميس الماضي في الرباط ان الولايات المتحدة "متمسكة بحل سياسي" لنزاع الصحراء الغربية لكنها "لن تحاول فرض مثل هذا الحل".
كما اكد ان واشنطن "تدعم جهود الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وممثله الخاص لايجاد حل لهذه المسألة" وانها "تشجع المغرب والجزائر على تطوير علاقاتهما من اجل توفير مناخ افضل لما فيه مصلحة المغاربة والجزائريين وكافة المغرب العربي".