باريس ستسلمه ملف عرفات الطبي
القدوة حل وسط بين السلطة وسهى
نبيل شـرف الدين من القاهرة: وسط شيوع نظرية المؤامرة فلسطينياً وعربياً، بشأن وفاة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وانتشار المزاعم عن تعرضه للتسمم، وفي الوقت الذي كشفت فيه رسمياً اليوم الخميس وزارة الدفاع الفرنسية عن تلقيها طلباً من عائلة ياسر عرفات قدمت طلباً رسمياً لاستلام الملف الطبي الخاص به، والذي يحسم طبيعة مرضه، وأسباب وفاته في أحد المستشفيات العسكرية الفرنسية الاسبوع الماضي، فقد كشفت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية في عددها الصادر اليوم الخميس عن اعتزام فرنسا حسم الشائعات التي تتردد في أوساط عريضة من المنطقة العربية حول وفاة عرفات، بتسليم ملفه الطبي إلى ابن شقيقته ناصر القدوة، وذلك كحل عملي وسط بين مطالبة السلطة الفلسطينية بهذا الملف، باعتبار أن عرفات لا يمكن معاملته كشخص عادي، لأنه كان رئيساً وزعيماً لشعب، وفي الجهة الأخرى ما يؤسسه القانون الفرنسي من حق حصري لأسرته، ومن هنا جاءت فكرة تسليم القدوة الملف كحل نموذجي، باعتباره أحد أصحاب الحق الذين يحق لهم الاطلاع والكشف عن الملف الطبي لعرفات الذي توفي يوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وبصفته أحد رجال السلطة الفلسطينية أيضاً كمندوب دائم لدى الأمم المتحدة .
ومضت الصحيفة الفرنسية موضحة أن مستشفى بيرسي العسكري، التي دخلها عرفات للعلاج يوم التاسع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ستسلم فورا ملف عرفات إلى ناصر القدوة بوصفه أحد أفراد أسرة عرفات المقربين، وعضواً في السلطة الفلسطينية في الوقت ذاته .
ووفقاً لنصوص القانون الفرنسي فإن من يحق لهم طلب الملفات الطبية هي أسرة المتوفي، وفي حالة عرفات فهم كل من زوجته السيدة سهى عرفات، وابنته (حال بلوغها السن القانونية) وابن شقيقته ناصر القدوة .
وسبق أن أعلن روحي فتوح، رئيس السلطة الفلسطينية المؤقت أن السلطة شكلت لجنة خاصة للتحقيق في اسباب وفاة رئيسها الراحل ياسر عرفات وسط تنامي الشائعات بانه مات مسموماً، موضحاً أن اللجنة شكلت برئاسة وزير الصحة الفلسطيني جواد الطيبي وعضوية احد القضاة وعدد من كبار الاطباء.
ومضى فتوح قائلاً إن رئيس اللجنة سيسافر على رأس وفد فلسطيني الى فرنسا للاطلاع على تفاصيل الظروف التي ادت إلى وفاة عرفات، مشيرا إلى أنه طلب رسميا من فرنسا عبر قنصلها
العام في القدس تقريرا طبيا بأسباب وفاة الرئيس عرفات "من اجل اطلاع الراي العام الفلسطيني والعربي على حقيقة الظروف الصحية التي ادت الى وفاة الرئيس عرفات" حسب تعبيره .
وفي لقاء متلفز بثته فضائية عربية شكك الدكتور اشرف الكردى طبيب الاعصاب المعروف الذي كان يشرف على صحة رئيس الفلسطينية ياسر عرفات في إمكانية تعرضه للتسمم باستخدام أنواع خاصة من السموم التي لا تظهر آثارها مختبرياً إلى بعد فحوصات معقدة، في إشارة إلى أن أجهزة الاستخبارات عادة ما تستخدم هذه الأنواع من السموم في التخلص من خصومها، لافتاً إلى أنه لم يسمح له بمرافقة عرفات إلى المستشفى العسكري الفرنسي، بصفته الطبيب الخاص له والمتابع لحالته منذ زمن بعيد، ووصلت الشائعات السائدة في الأوساط الشعبية إلى حد اتهام بعض كبار رجال السلطة الفلسطينية بالضلوع في المؤامرة المزعومة لتسميم عرفات، المرتقب أن يحسمها التقرير الطبي الفرنسي، مع النظر بعين الاعتبار إلى مواقف فرنسا المؤيدة تقليدياً للفلسطينيين، وإبداء كافة الأطراف الفلسطينية ثقتها في باريس وما يصدر عنها في هذا المضمار الخاص بعرفات، الذي لم يكن اختياره لأحد مستشفيات فرنساً قراراً يخلو من بعد سياسي .
إقرأ أيضًا...
حالة تأهب إسرائيلية أثناء الجنازة
مصر تستقبل جثمان عرفات بمراسيم رسمية
اليوم دفن عرفات والكويت تشارك في الجنازة
التعليقات