نصر المجالي من لندن: علمت "إيلاف " الليلة أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الذي حاز على ولاية ثانية في البيت الأبيض في الانتخابات الأميركية الأخيرة، سيزور منطقة الشرق الوسط في ما بين شهري شباط (فبراير) وأذار (مارس) المقبلين إيذانا بتحرك عملي جديد تتعهد من خلاله واشنطن بدور مهم في مسالة التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيلين.

والزيارة كما علم من مصادر البيت الأبيض، تأتي في ضوء ما دعت إليه الحكومة العمالية البريطانية لعقد مؤتمر لبحث قضايا المنطقة، والتعجيل بعقد لقاء يتلاقى فيه الفلسطينيون والإسرائيليون وجهات ذات اتصال من الشرق الأوسط ودول المجموعة الأوروبية، وكذلك الأمم المتحدة من أجل التوصل على قرار يحسم الكثير من القضايا بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي وخصوصا إذا ما تم انتخاب قيادة فلسطينية معتدلة بديلة في التاسع من يناير (تشرين الثاني) الذي يستهل أول أيامه غدا السبت.

وكانت آخر زيارة لرئيس أميركي للمنطقة تعود إلى العام 1997 ، حين زار الرئيس الأميركي بيل كلينتون المناطق الفلسطينية وإسرائيل، في محاولة منه للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وخلال الزيارة حاولت واشنطن من بعد ذلك جمع الطرفين في محادثات في منتجع كامب ديفيد لكنها انتهت إلى الفشل فيما بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، حيث كانت هنالك شكوكا متبادلة.

ومنذ ذلك الحين دأبت إسرائيل، ممثلة بالتيار اليميني الليكودي الحاكم بقيادة رئيس الوزراء آريل شارون على اتهام سلطة الرئيس الراحل ياسر عرفات بعرقلة التفاوض، بين الطرفين حيث كان الراحل عرفات متهما بدعم الإرهاب، وعدم محاولة إجراءات إصلاحية سياسية كانت أو اقتصادية على الساح الفلسطيني الذي ظل محتلا على الدوام لإسرائيل، من دون أي قرار فلسطيني وسط حصار على صاحب القرار الفلسطيني عرفات في رام الله على أن قضى في نوفمبر الماضي.

ومن بعد وفاة عرفات التي شابها كثير من التساؤلات، فإن انتخابات رئاسية ستجري لخلافته، وبدأت منذ اليوم حيث تنافس كبيرن بين تيارات فلسطينية عديدة، لكن يبدو أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي قادت النضال الفلسطيني لأربعين عاما ستحوز الرئاسة من خلال محمود عباس (أبو مازن) الذي يعتبره غالبية الشعب الفلسطيني "ختيارا واختيارا مؤيدا بالأصوات وممثلا للشعب الفلسطيني وصولا إلى غاياته وطموحاته".

ومحمود عباس، وأحد من الرجال المعتدلين في العمل الفلسطيني، وهو شغل أول منصب لرئاسة الوزراء الفلسطينية قبل عامين، لكنه استقال لخلافات مع الرئيس عرفات، ليتولى المهمة من بعده الرئيس أحمد قريع (أبو العلاء) الذي هو مهندس اتفاقيات أوسلو.

وأخيرا، فإنه إن تم انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الوطنية، ومع وجود أحمد قريع رئيسا للوزراء، فغن كل الاحتمالات واردة بتقارب فلسطيني إسرائيلي نحو التسوية على خلفية من خطة خريطة الطريق المؤيدة أميركيا، إذ الرئيس جورج دبليو بوش سيباركها ويعلن انطلاقتها في زيارته المقبلة في غضون أسابيع معدودات للمنطقة.