المؤتمر الوطني يرفض التعامل الاميركي المزدوج المعايير في العراق
بغداد : صدام رفض استئصال التهاب بالبروستات

أسامة مهدي من لندن: قال وزيرعراقي ان الرئيس المخلوع صدام حسين رفض اجراء عملية لاستئصال التهابات في البروتستات يعاني منها، فيما اكد الصليب الاحمر الدولي انه لايملك معلومات عن تدهور صحته، في وقت اكد فيه المؤتمر الوطني العراقي ماقال انه ازدواج للمعايير تتعامل به الولايات المتحدة تجاه منظمات مسلحة ايرانية وكردية تركية على الاراضي العراقية .

وقال بختيار امين وزير حقوق الإنسان العراقي إن الأطباء العسكريين الأميركيين أجروا فحوص أشعة ودم للرئيس السابق أظهرت أنه مصاب بالتهاب لكنه اكد أن صدام بدا في صحة جيدة. وأضاف في تصريح لقناة الجزيرة إن نتيجة فحوص الدم استبعدت إصابة صدام حسين بالسرطان إلا أن المسؤولين أرادوا إخضاع صدام لمزيد من الفحوص للتأكد بشكل قاطع من سلامته.

اشار الى ان صدام حسين المعتقل منذ الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي يعاني من التهابات مزمنة في البروستات لكنه رفض الخضوع لاستئصال نسيج ودراسته مجهريا للتأكد من استبعاد إصابته بسرطان البروستات حيث تعتبر التهاباتها من الأمراض الشائعة حيث يصيب 35 بالمائة من الرجال فوق سن الخمسين وهو غير متصل بالسرطان.

واكد مسؤول عسكري أميركي إن صدام لم يتعرض لسكتة دماغية كما اشيع هذا الاسبوع، وإنه حي يرزق، بينما قال متحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في عمان امس إن المنظمة لا تملك أية معلومات بشأن تدهور صحة صدام، واشار الى ان المنظمة الدولية زارت صدام مرتين على الأقل للإطلاع على أوضاعه ونقل رسائل إلى عائلته.

وياتي تصريح الوزير امين في وقت نفى فى مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي ان يكون صدام حسين قد تعرض لجلطة دماغية او قلبية، وقال في تصريح صحافي امس انه يتمتع بعناية صحية ممتازة حيث يزوره الطبيب صباح كل يوم وأنا أقرأ جميع التقارير اليومية عنه وعن الوضع الأمني في العراق .

وحول صحة صدام حاول نائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري خلال زيارته الحالية إلى الكويت عدم التطرق إلى الوضع الصحي لصدام، لكنه اكد أنه لن يخرج من العراق تحت أية ذريعة حتى لو كان الأمر يتعلق بعلاجه في الخارج، وقال إن الحكومة العراقية ستوفر خبراتها الطبية وإمكاناتها من الناحية الإنسانية لعلاج صدام.

كانت صحيفة ( ديلي ميرور) اللندنية هي أول من أثار الشبهات حول صحة صدام الاسبوع الحالي حين قالت إنه أصيب بجلطة دماغية قد تودي بحياته قبل بدء محاكمته مضيفة إن فريق المحامين الدوليين الذي سيتولي الدفاع عنه ما زال ينتظر الإذن من السلطات المعنية في بغداد للسماح له بزيارته.

و قال المحامي الاردني محمد الرشدان رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق ان الهيئة بعثت رسالة الى الصليب الاحمر الدولي تطلب فيها الاطمئنان على صحة صدام حسين مؤكدا ان لا معلومات متوافرة لديهم حول سوء حالته الصحية.

وقال الرشدان "كتبنا الى الصليب الاحمر وكوفي انان (الامين العام للامم المتحدة) وجهات مختصة في العراق لارسال طبيب لاعطائنا تقرير عن حالته الصحية والسماح لنا بمقابلته".واضاف ان "هذا الطلب قوبل بالرفض".

وتابع الرشدان "لا نملك معلومات عن وضعه الصحي سوى تلك التي وردت في رسالته الى اسرته والتي تشير الى انه مصاب بجروح طفيفة الا ان حالته الصحية جيدة".

واوضح ان هذه المعلومات كانت متضمنة في رسالة بعث بها صدام حسين الى ابنتيه رغد ورنا المقيمتين في عمان، في الجانب الخاص بملاحظات الصليب الاحمر على وضعه الصحي وقد اطلعت اللجنة على نص الرسالة في كانون الثاني/يناير من هذا العام.

واضاف "نشعر بقلق على حالته الصحية بعد ان شاهدناه هزيلا على شاشة التلفزيون ولاحظنا من خلال الصور التلفزيونية ان اصبع ابهامه الايمن مصاب بجروح".

ومن جهة اخرى رفض المؤتمر الوطني العراقي سياسة ازدواج المعايير التي تتبعها الولايات المتحدة مع منظمات مسلحة ايرانية وكردية تركية موجودة على الاراضي العراقية .

وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان سردارعبد الله في بيان ارسل الى " ايلاف " اليوم ان منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة وقفت ضد الشعب العراقي وشاركت في قمع انتفاضاته ضد النظام السابق لكن واشنطن توفر لها الحماية بينما تحارب حزب العمال الكردستاني برغم احترامه لخصوصيات الوضع العراقي ولم يتدخل في شؤونه الداخلية .

وفيما يلي نص البيان :
في الوقت الذي يلطخ تاريخ منظمة خلق الإرهابية في العراق اكثر من جريمة ، ارتكبتها المنظمة بحق ابناء الشعب العراقي في كردستان وجنوب العراق ،وفي الوقت الذي كانت القوات المرتزقة لهذه المنظمة تقمع انتفاضة العراقيين المباركة،لا بل هي المسؤولة الأولى عن توقف قوات البيشمركة والمنتفظين في كردستان عن التقدم لتحرير بقية مناطق العراق من نظام صدام،

كانت قوات حزب العمال الكردستاني سابقا وحزب مؤتمر شعب كردستان حاليا قواتًا لحزب سياسي يحترم خصوصيات الوضع العراقي ولم تتدخل ولو لمرة واحدة في القضايا الداخلية ولم تعاون النظام السابق على ظلم وقمع ابناء العراق وحاولت على الدوام الأحتفاظ بافضل العلاقات مع قوى المعارضة العراقية الوطنية. وبعد سقوط صدام لم يبدر من مؤتمر شعب كردستان تجاه العراق والعراقيين إلاُ كل خير، ولم يتهدد العراق وامنه ولو لمرة واحدة انطلاقا من مناطق تواجد قوات الحزب الكردستاني. في ضوء كل هذه الحقائق اليس من الغريب ان تنفرد الولايات المتحدة الامريكية بقرارت سيادية تخص العراق وحكومته الوطنية فتقرر وضع ارهابيي منظمة خلق تحت الحماية الدولية بينما تترك مؤتمر شعب كردستان عرضة للصفقات ؟

اننا نستنكر ازدواجية المعايير الذي تمارسه الولايات المتحدة في مثل هذه المسائل وبالمقابل ندعوها الى اعطاء كل ذي حق حقه، كان من المفروض ان تقدم هذه الحماية لمؤتمر شعب كردستان ، لا لإرهابيي خلق الإيرانية ، يجب على الولايات المتحدة ان تتفهم مخاوف العراقيين من هذه القضايا.وفي نفس الوقت ندعو حكومتنا التي ندعم جهودها المباركة في محاربة الإرهاب ان لا تتهاون في تنفيذ قرار مجلس الحكم بحق منظمة خلق ، ونتساءل اليس من الغريب ان تسارع حكومتنا الوطنية الى اعتبار مؤتمر شعب كردستان منظمة ارهابية ، بينما تحجم عن تنفيذ قرار عراقي يدعو الى معاقبة منظمة ارهابية ساهمت في قمع العراقيين؟

ان شعب كردستان لا يمكنه ان يتهاون تجاه اي تعاطف ،او سكوت تجاه الجرائم التي اقترفتها منظمة خلق الإرهابية بحق ابناء شعب كردستان وتحالف هذه المنظمة الأمني والسياسي والعسكري مع صدام، ولا يمكن ان ينسوا الشهداء من المدنيين الذين سقطوا بيد مسلحي منظمة خلق،وفي المقابل لا يمكنهم ان يتفهموا او يقبلوا اية اجراءات او ممارسات سياسية او امنية او عسكرية مجحفة بحق ابناء جلدتهم من اكراد تركيا المنتمين الى مؤتمر شعب كردستان والمتواجدين على اراض عراقية، سواءا أتت هذه الممارسات من جانب الحكومة العراقية ، او من دول اقليمية او اجنبية،هذه مسألة سيادية بحتة ونرى ان من مسؤولية الحكومة العراقية ان لا تسمح لأي كان بخرق سيادة العراق وان تتخذ كل هذه القرارات وفقا لمصالح العراق وابناء شعبه ،وبما ينسجم مع المعايير الإنسانية الجميلة التي يتمتع بها العراق الجديد .