محمد الخامري من صنعاء: شهدت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة (محكمة امن الدولة) في صنعاء صباح اليوم جلسة عاصفة ضمن الجلسات المخصصة لمحاكمة المتهمين الخمسة عشر، واحدهم يحاكم غيابيا ، في قضايا إرهابية وتفجير الناقلة الفرنسية ليمبورج وطائرة شركة هنت الأميركية ، إذ انسحب احد عشر محاميا من محاميي المتهمين بعد ربع ساعة فقط من بداية الجلسة ، بسبب عدم تمكينهم من تصوير الملفات وهو الأمر الذي رفضته النيابة العامة تبعا لقرار المحكمة الذي صدر في الجلسة السابقة الذي نص على عدم تمكين محاميي المتهمين من تصوير الملفات والاقتصار على اطلاعهم على مضمونها وفقا لنص المادة 314 من قانون الإجراءات الجزائية.

كما شهدت جلسة اليوم، عقب انسحاب المحامين، ترديد المتهمين لهتافات كثيرة وبأصوات عاليه تتضمن المبايعة على محاربة أميركا وإسرائيل لكل من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والزعيم الشيعي المتمرد حسين بدر الدين الحوثي الذي تطارده السلطات في جبال مران شمال محافظة صعدة (240 كيلو مترا شمال العاصمة صنعاء) منذ أكثر من شهر.

وكانت المحكمة قد استعرضت في جلستها صباح اليوم ما قدمته النيابة العامة كأدلة جنائية ومضبوطات أحرزتها الأجهزة الأمنية في قضايا انفجار حي القادسية بالعاصمة صنعاء، وانفجار منزل نائب رئيس جهاز الأمن السياسي بالعاصمة ايضا، وقضية طائرة الشركة الأميركية هنت ، والهيئة العامة للطيران والأرصاد المدني ، والتخطيط لتفجير سفارات أجنبية منها الأميركية والألمانية والبريطانية ، بالإضافة إلى قضية تفجير الناقلة الفرنسية ليمبرج ، إذ عرضت النيابة 14 صندوقاً مملوءة بالمواد المتفجرة إلى جانب أنواع من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي قدم احد خبراء المتفجرات استعراضا كاملا لها وشملت مؤخرة صاروخ تم انفجاره، وقاعدة إطلاق صواريخ سام2 مضاد للطائرات ، وصاروخين من نوع ميتش ، و 114 قالب متفجرات من مادة سي3 وزن القالب 1 كجم و 238 قالب متفجرات من مادة تي ان تي وزن القالب 400 جم و 506 قوالب متفجرات من مادة تي ان تي وزن القالب 200 جم ليبلغ مجموع وزن تلك المتفجرات 310.5 كجم.

كما عرض خبير المتفجرات بندقيتين كلاشينكوف إحداهما آلية لقذف القنابل التي كانت بحوزة المتهمين مع صواعق لها ، وبقايا مواد من مساج الفيبرجلاس الذي يستخدم في صنع القوارب البحرية والقطع المأخوذة من القارب الذي تم به تفجير الناقلة الفرنسية ليمبورج بالإضافة الى قطع معدنية للمولد الخاص بالقارب.

كما قدمت النيابة العامة تقارير فنية وأمنية وجنائية لجميع القضايا ، بشكل تفصيلي وطالبت المحكمة حجز القضية للمرافعات الختامية في الجلسة القادمة.

من جانب آخر وعلى نفس الصعيد قرر رئيس الجلسة القاضي أحمد الجرموزي التخاطب مع نقيب المحامين اليمنيين بشأن عدم التزام أعضاء النقابة المحامين بحضور جلسات المحكمة والدفاع عن المتهمين حسب تكليف المحكمة لهم في وقت سابق.

وكان المحامي والمتهمون قد أكدوا في جلسة اليوم أن النيابة وأجهزة الأمن السياسي لم تنفذ أياً من قرارات المحكمة كزيارة أهالي المتهمين ونقلهم إلى السجن المركزي من سجن الأمن السياسي ، كما وعد القاضي بالاتصال برئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي بشأن تحسين أوضاعهم.

وقررت المحكمة رفع الجلسة الى يوم السبت القادم ومواجهة المتهمين او محاميهم بأدلة الإثبات التي قدمتها النيابة.

يذكر أن الجلسة الماضية التي عقدت يوم السبت الماضي كانت قد رفعت بعد مهاترات بين النيابة العامة والمتهمين الذين اشتكوا أثناء تلك الجلسة من استفزاز أحد ضباط الأمن السياسي لهم وترديدهم شعارات معادية لأميركا ، ومناصرة زعيم تنظيم القاعدة ، الامر الذي أثار ضجة داخل قاعة المحاكمة واضطر القاضي لتوجيه أمن المحكمة لمنع أي شخص الاقتراب من قفص المتهمين.