روحي عازار من دبي وبهية مارديني من دمشق: لم يكن الأول من آب (أغسطس) يوما عاديا فيسورية من جهة هو الذكرى التاسعة والخمسون لتأسيس ‏‏الجيش السوري، ومن جهة أخرى هو اليوم الذي شهد لقاء الرئيس السوري الشاب بالحرس القديم من الجنرالات السوريين، وقد يكون اللقاء الأخير بين الرئيس الشاب وهذا الحرس.
إذ التقى الرئيس الأسد بهذه المناسبة كبار القادة الذين شملهم قانون "منع التمديد" في الجيش السوري الذي صدر مؤخرا. وأقام الأسد مأدبة عشاء تكريمية للقادة السوريين كانت تشير بشكل غير مباشر إلى انها "مأدبة الوداع".
وكان من بين أبرز هؤلاء الجنرالات الذين التقاهم الأسد في ذكرى الجيش: نائب رئيس الأركان العماد فاروق عيسى ، العماد أحمد عبد النبي ( نائب وزير الدفاع )، العماد توفيق جلول (رئيس هيئة تفتيش الجيش) و العماد إبراهيم صافي (نائب وزير الدفاع). وجميع هؤلاء سيخرجون للتقاعد في نهاية العام الحالي.
وذكرت نشرة " كلنا شركاء "، التي يصدرها أيمن عبد النور في دمشق ، ان الخطوات التنفيذية الفعلية للمرسوم " مرسوم منع التمديد " بدأت بالظهور حيث تقاعد العماد عبد الرحمن الصياد ( نائب رئيس هيئة الأركان ) البارحة 18/7/2004 بعد بلوغه الرابعة والستين ، وسيلحقه بالتقاعد النائب الآخر (الأخير المتبقي) لرئيس الأركان العماد فاروق عيسى بتاريخ 14/10/2004وكذلك العماد أحمد عبد النبي ( نائب وزير الدفاع ) 8/12/2004 والعمادان توفيق جلول ( رئيس هيئة تفتيش الجيش ) وإبراهيم الصافي ( نائب وزير الدفاع ) بتاريخ 1/1/2005 ، علماً أن العماد شفيق ديب فياض (نائب وزير الدفاع (كان قد سبقهم للتقاعد منذ حوالي العام . ‏
هذا على صعيد الجيش، وأما على صعيد أجهزة الاستخبارات سيفتتح التقاعد اللواء هشام اختيار ( مدير إدارة أمن الدولة ) وذلك بتاريخ 18/1/2005 . وسيتقاعد اللواء حسن خليل (رئيس شعبة المخابرات العسكرية ) بتاريخ 14/2/2005. وسيليه في اليوم التالي تقاعد اللواء غازي كنعان (رئيس شعبة الأمن السياسي ) بتاريخ 15/2/2005 . ‏ وأخيراً اللواء عز الدين اسماعيل ( مدير إدارة المخابرات الجوية ) بتاريخ 18/4/2005 - حسب نشرة " كلنا شركاء ".
يذكّر هذا اليوم السوريين بتضحيات الجيش السوري في حروب خاضها في القرن الماضي ، وقد تكون ذكرى تأسيس الجيش السوري - والتي هي مناسبة لقاء الأسد بالحرس القديم - مناسبة أخرى فعلا لتحديث الجيش السوري ورفده بالعناصر الشابة التي تنتمي إلى جيل الرئيس السوري الشاب و تحمل تطلعاته الإصلاحية.
ومن جهة أخرى أكدت مصادر "ايلاف" ان عدد السجناء السياسيين المفرج عنهم مساء امس الثلاثاء في الساعة التاسعة والنصف بتوقيت دمشق 43 معتقلا من بينهم عميد السجناء السياسيين عماد شيحه )51 عاما( ، كما افرج مساء اول من امس الاثنين عن 35 معتقلا سياسيا مما يرفع عدد المفرج عنهم الى 78 وليس 91.
وكانت العديد من وكالات الانباء قد ذكرت ان السلطات السورية افرجت في الاسابيع الاخيرة عن 251 معتقلا سياسيا بينهم 91 في اليومين الماضيين ومن ضمنهم عماد شيحه احد اقدم هؤلاء المعتقلين و المسجون منذ 1975 حيث اتهم بتفجير اهداف اميركية في دمشق في السبعينات والانضمام الى المنظمة العربية الشيوعية ، بينما كانت اسباب اعتقال بقية المفرج عنهم على خلفية انضمامهم لجماعات دينية.
وبينما ثمنت جمعية حقوق الانسان في سورية في بيان وردت لـ"ايلاف " نسخة منه هذه الخطوة باطلاق سراح هذه الدفعة وتمنت الافراج عن بقية السجناء اعتبرهم المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية في بيان وردت ل"ايلاف" نسخة منه انصاف احرار ، وتمنى لهم المعافاة السريعة من الأمراض الفتاكة التي تحيق بهم نتيجة ظروف الاعتقال التي مروا بها ، والتعذيب الذي تعرضوا له.