الحوزة تهاجم الصدر والسيستاني يدعو الأميركان الى الخروج

أسامة مهدي من لندن : قالت مصادر عراقية إن خلافات قد ظهرت بين الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي حول معالجة الوضع المتدهور في النجف، فيما دعت الحوزة العلمية الى خروج مسلحي الصدر والقوات الاميركية من المدينة ودانت ممارساتهم. في حين طالب ممثل للمرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بخروج القوات الاميركية منها في وقت اعلن أن خسائر الاشتباكات الجارية في مدن عراقية عدة منذ أيام ارتفع خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية الى 165 قتيلًا و600 جريحًا. وكشف عدد من اعضاء وفد يتوسط لانهاء القتال في النجف التقى الرئيس غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي عن وجود اختلاف في موقف المسؤولين الكبيرين من طريقة معالجة الوضع الامني المتدهور الذي تشهده المدينة ونقلت عنهم صحيفة " الصباح " البغدادية تاكيدهم على ان الياور ابدى تفهما ايجابيا لحل الازمة وتبنى المواقف العراقية الداعية الى وقف اطلاق النار، حقنا للدماء بينما شدد علاوي على خيار الحل العسكري الذي قال إنه اتخذ بالاجماع في اجتماع وزاري .
وقالت مصادر عراقية ان مسؤولا حكوميا كبيرا يعتقد انه رئيس مجلس الامن القومي موفق الربيعي قد توجه اليوم حيث بدات القوات العراقية والاميركية هجوما واسعا الى النجف (160 كيلومترا جنوب بغداد) للاجتماع بالصدر في محاولة لوقف نزيف الدم بعد ان كانت قالت امس انه وأركان حكومته الامنيين وفي مقدمتهم وزيرا الدفاع حازم الشعلان والداخلية فلاح النقيب، يتابعون عن قرب الوضع الامني ووقف تدهوره بعد ان وصل إلى مرحلة خطيرة واشارت الى ان السلطات ترفض اي هدنة مقترحة مع جيش المهدي التابع للصدر قبل القاء سلاحه .

ومن جهتها طالبت الحوزة العلمية في النجف في بيان لها اليوم حصلت عليه " ايلاف " قوات الصدر والاميركية بالخروج من المدينة وتسليم الامور الى الشرطة العراقية محذرة جميع الاطراف من اراقة الدماء وانتهاك الحرمات وتدمير البنى التحتية .
ودانت المرجعية ما اسمته بالاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الاجنبية وكذلك قوات الصدر لاتخاذها الصحن العلوي درعا لتحصن عناصرها المسلحة يطلقون منه النار مما يعرضها للانتهاك وقبتها ومنارتيها للتدمير .
وفيما يلي نص البيان :

(واتقوا فتنة لا تصيبّن الذين ظلموا منكم خاصة)

في الوقت الذي تدعو فيه الحوزة العلمية في النجف الأشرف إلى سيادة القانون والنظام واستتباب الأمن في أرجاء العراق كافة وبخاصة في النجف الأشرف عن طريق خروج القوات الأجنبية المسلحة و قوات السيد مقتدى الصدر كليهما، من المدينة الطاهرة،وتسليم أمرها إلى قوات الشرطة الوطنية العراقية، تحذر القوات الأميركية و قوات السيد مقتدى الصدر معا من التسبب في إراقة الدم الحرام وانتهاك الحرمات وتدمير البنى التحتية في مدينة السلام ومثوى الإمام علي (ع) ومقر المرجعية الدينية العليا.
وهي إذ تدين الاستعمال المفرط للقوة من قبل القوات الأجنبية، تدين من جهة أخرى قوات السيد مقتدى الصدر لاتخاذها الصحن العلوي الطاهر درعا يتحصّن به مقاتلوها المسلحون يطلقون منه النار مما يعرض الحضرة العلوية الشريفة للانتهاك وقبتها ومنارتيها ومبانيها الأخرى للعدوان والتدمير.
والحوزة العلمية إذ تبدي حرصها الشديد على الوحدة الوطنية وسيادة القانون والنظام في أرجاء العراق كافة، تهيب بالمواطنين في جنوب البلاد ووسطها وشمالها وشرقها وغربها إلى رصّ الصفوف والحفاظ على الأخوّة الوطنية وتربة البلد الواحد وعدم تعريض ثروات العراق الوطنية ومنشآته ومؤسساته للضرر.
وهي إذ تبتهل إلى الله عز وجل أن يطيل عمر سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله ويعجل برجوعه سالما معافى إلى أرض النجف الطاهرة تدعوه سبحانه أن يحفظ مراجع النجف الأشرف المرابطين في المدينة المقدسة والمصرين على البقاء فيها رغم المحنة كما أصرّ على ذلك سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم وأكده بيان مكتبه الصادر في النجف الأشرف.

والله من وراء القصد

الحوزة العلمية في النجف الأشرف
26 جمادى الأخرة 1426هـ - 12/8/2004م

ومن جهة اخرى دعا ممثل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني اليوم القوات الاميركية الموجودة في النجف حاليا الى الخروج من المدينة وحل الخلافات بالطرق السلمية بعد ان هاجمت هذه القوات بشكل واسع عناصر جيش المهدي التابع لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر .
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في مقره بمدينة كربلاء على بعد 110 كيلومترات جنوبي العاصمة العراقية بغداد في تصريح لرويترز "فتح باب الحوار البناء والانساني وتفهم الاراء وإعطاء المطاليب حقها الشرعي والقانوني ومعالجة الموقف بالحكمة والقانونية.. كفيل بتجنيب البلاد ويلات الحرب واراقة الدماء." وطالب الكربلائي القوات الاميركية بمغادرة مدينة النجف "وحل الامور بالطرق السلمية وعدم اراقة الدماء العراقية والتجاوز على العتبات المقدسة وأماكن العبادة لانها تشكل جانبا مهما من حياة العراقيين."
واشار إلى أن السيستاني الذي يعالج حاليا في بريطانيا يرفض اي عمل من شأنه ايذاء المسلمين مشددا على "ضرورة التآخي والتآزر بين الجميع.. وان يقف الجميع وقفة حاسمة لحل هذه الازمة وبما يجنب البلاد ويلات اراقة الدماء." واضاف الكربلائي "العراقيون أنفسهم قد تجاوزوا الخلافات وانهم ماضون قدما في تحقيق الامن والسلام والعيش بامن وسلام."

وعلى صعيد الخسائر البشرية الناجمة عن المعارك الدائرة في النجف ومدن اخرى بين جيش المهدي والقوات العراقية والاجنبية اعلنت متحدثة باسم وزارة الصحة العراقية مقتل 165 عراقيا واصابة 594 آخرين بجروح خلال الساعات ال24 الماضية في بغداد ومدن الجنوب العراقي .