أسامة مهدي من لندن : قال مقربون من المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني انه اجرى عملية قسطرة في القلب بمستشفاه في لندن بعد ظهر اليوم وان حالته الصحية جيدة فيما علمت " ايلاف " انه كلف العالم النووي حسين الشهرستاني باجراء اتصالات في النجف نيابة عنه لانهاء الازمة فيها في وقت بدات القوات الاميركية بالانسحاب من مركز المدينة القديمة بالترافق مع توقعات باعلان قريب عن انتهاء الاشتباكات التي تشسهدها منذ الخامس من الشهر الحالي .
وابلغ الدكتور غانم جواد مدير مكتب الثقافة والاعلام في مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن " ايلاف " ان عملية القسطرة اجريت في مستشفى ثالث هو هارتسفيلد لامراض القلب حيث ظهر ضيق متقدم في شرايين القلب تمت معالجته بالتوسيع من خلال ادخال انبوب للشريان الضيق ونفخه لتوسيعه عن طريق " بالون " واكد ان صحة المرجع جيدة ولم تصاحب العملية اية مضاعفات وصحته مستقره وهو يتشوق للعودة الى النجف باسرع وقت .
واضاف ان ممثلين عن السيد السيستاني يقودون حاليا وساطة في النجف بين جميع اطراف الازمة التي تشهدها مؤكدا على ضرورة حقن الدماء والحفاظ على حياة مواطنيها ووقف نزيف الدم في اسرع الاجال .

واكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني اليوم ان المرجع يبذل جهودا شخصية من اجل تطويق ازمة النجف . وقال الكربلائي في خطبة الجمعة من ضريح الامام الحسين وسط كربلاء امام مئات المصلين ان "المعلومات الواردة الينا من المشفى أن سماحة السيد علي السيستاني ورغم اعتلال صحته يبذل جهودا شخصية طيبة لتطويق هذه الازمة وايقاف نزيف الدم". واضاف ان "سماحته يقوم باتصالات واسعة من اجل تحقيق لقاء مباشر مع السيد مقتدى الصدر وقد كلف شخصية سياسية مرموقة للتوصل الى حل".
واوضح الكربلائي ان "هذه الشخصية وصلت امس الى مدينة النجف وتعرضت الى اطلاق نار كثيف لذلك فأنها لم تتمكن من لقاء السيد مقتدى الصدر مباشرة وغادرت النجف وعادت الى كربلاء حيث التقيت بها وسنحاول اليوم تحقيق اللقاء مع السيد مقتدى الصدر".
ونفى ممثل السيستاني التقارير التي تحدثت عن توقيت مغادرة السيستاني مع الاحداث الجارية حاليا في مدينة النجف وقال ان "بعض الشخصيات ذات النوايا المشبوهة تقوم باطلاق تكهنات حول مغادرة السيد علي السيستاني الى لندن وهي تكهنات باطلة وهدفها ايجاد شرخ بين الجماهير والمرجعية الحكيمة". واكد الكربلائي ان "هذه الرحلة تم الاعداد لها قبل اسبوعين بعد ان تم تشخيص حالته السريرية بأنه يحتاج الى فحوصات طبية خارج العراق".
ودعا رجل الدين الى تقديم العون والمساعدة لاهالي مدينة النجف النازحين الى كربلاء بسبب احتدام المعارك . وقال "نظرا لظروف مدينة النجف فقد نزح الى كربلاء اعداد كبيرة من ابناء النجف لذلك نرجو منكم الاهتمام بهم اهتماما اخويا وتقديم المساعدة والشراب والمأكل والملبس لهم".
وكان مكتب السيستاني في النجف اصدر بيانا امس حول اوضاع النجف قال فيه : تمرّ مدينة النجف الأشرف وعدد من المدن العراقية الاخرى في هذه الأيام بظروف مأساوية، حيث تنتهك فيها الحرمات وتزهق الأرواح وتراق الدماء وتدمر الممتلكات ولا رادع ولا مانع .
وسماحة السيد السيستاني دام ظله الذي اقتضت ظروفه الصحية ان يكون بعيداً عن النجف الأشرف في هذه الأيام العصيبة يتابع _ وهو على سرير المستشفى _ بألم بالغ وقلق شديد معاناة أهله وأبناءه العراقيين ويشاركهم في آلامهم ومصائبهم ، ويواصل مكتبه بذل جهود حثيثة ومع مختلف الأطراف من المسؤولين العراقيين وغيرهم لوضع نهاية سريعة للوضع المأساوي الراهن.
وان سماحته دام ظله اذ يدعو كل الأطراف ذات العلاقة للعمل الجاد من أجل انهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ووضع أسس تضمن عدم تكرارها مستقبلاً يدعو الله جلّت آلاؤه ان يجعل العراق آمناً ويدفع عنه كل سوء ومكروه انه سميع مجيب .
وابلغ الدكتورغانم جواد مدير مكتب الثقافة والاعلام في مؤسسة الخوئي الخيرية
وكان مقربون من المرجع اشاروا الى مصاعبه الصحية بدات قبل اسابيع وان وزارة الخارجية البريطانية عرفت بهذه الرحلة قبل اسبوعين من موعد تقديم جوازات سفر السيستاني ونجله وطبيبه الخاص للحصول على التأشيرة من السفارة البريطانية في بيروت رافضين بشدة اتهامات اطلقها مساعدون لرجل الدين مقتدى الصدر بانه غادر الى خارج العراق مهيئا لتصفية جيش المهدي التابع للصدر.
يذكر ان السيد السيستاني وصل بعد ظهر الجمعة الماضي الى لندن لتلقي العلاج بعد تعرضه الى "مشكلة بسيطة في القلب" . واكد احمد الخفاف مدير مكتب المرجع في بيروت عدم وجود اي علاقة لسفر السيستاني الى لندن بالمعارك الجارية في النجف وقال "ان سفر سماحة السيد علي السيستاني هو سفر علاجي وطبي وليس له اي ريط بما يدور حاليا بمدينة النجف الاشرف". واضاف ان هذه المدينة المقدسة كانت قد شهدت احداثا مماثلة منذ شهرين وبقي سماحته هناك ولم يخرج من النجف". واكد ان هذه السفرة "اعد لها قبل اسبوعسين او ثلاثة وتزامنت بطريق الصدف مع ما يجري".
و قال السيد جواد الشهرستاني الوكيل المطلق و صهر المرجع الأعلى آية الله ان السيستاني " قلق جدا بشأن الوضع المتأزم في النجف الأشرف". وأضاف " ان السيد السيستاني قال بأنه يود ان يكون بين الشعب العراقي في محنته الحالية و لا يرغب بالفراق عنهم".وأكد الشهرستاني بأن وضع السيد السيستاني الصحي حاليا مستقر وانه سوف يعود الى النجف فور تحسن حالته الصحية مشيرا الى أن وضع السيستاني الصحي مرتبط بوضع العراق "فمع تحسن الوضع تتحسن حالته الصحية إنشاء الله" .
ومن ناحية اخرى اشارت تقارير صحافية الى ان القوات الاميركية بدات بالانسحاب من مركز مدينة النجف القديمة الذي دخلته امس خلال مطاردتها لقوات جيش المهدي الذي خاضت معه معارك ضارية منذ الخامس من هذا الشهر حيث تشهد المدينة منذ ليلة امس هدوءا حذرا .
ويبدو ان هذا الانسحاب جاء اثر تواصل مفاوضات بين مسؤولين رسميين عراقيين وممثلين عن الصدر بهدف الاتفاق على انهاء القتال وتوقيع اتفاق هدنة دائمة حيث تتركز المفاوضات على عشرة شروط عرضها الصدر اليوم في مقدمتها انسحاب القوات العراقية والاميركية من النجف مقابل القاء جيش المهدي التابع له للسلاح واناطة امر حماية المراقد المقدسة بالمرجعيات الدينية .