أسامة العيسة من القدس: يحمل الجسر التاريخي على نهر الأردن قرب مدينة أريحا ثلاثة أسماء، أردنية وفلسطينية وإسرائيلية، ولكن الآلام التي يعيشها المسافرون عبره من والى الأردن، اكبر من اختلاف في الأسماء، وتتهم هذه الأطراف منفردة بالتسبب في معاناتهم.

الأردنيون يسمونه جسر الملك حسين، والإسرائيليون احتفظوا باسم منشئه الجنرال البريطاني اللنبي، الذي احتل فلسطين من العثمانيين، وبعد إنشاء السلطة الفلسطينية أسمته معبر الكرامة.

والذي يدفع ثمن هذه الاختلاف الرمزي في الأسماء المسافرون الفلسطينيون الذين يقضون عدة ليال بين الأشجار في مدينة أريحا، انتظارا للمرور عبر الجسر إلى الأردن.

وتتكرر على هذا الجسر مأساة معبر رفح التي تفاقمت بعد إغلاق السلطات الإسرائيلية للمعبر.
ويتهم مسؤولو المعبر من الجانب الفلسطيني السلطات الإسرائيلية بالتسبب في الأزمة لتحديدها عدد الذين يتوجب مرورهم من الفلسطينيين الذين يأتون من الخارج لقضاء إجازاتهم الصيفية أو في أثناء عودتهم بالإضافة إلى المسافرين لأسباب عديدة إلى الأردن اغلبها أسباب اجتماعية حيث يوجد في الأردن التجمع الفلسطيني الأكبر.

ولكن المسافرين يتهمون الجانب الفلسطيني بسوء إدارة مهامهم، حيث يتجمع الآلاف للعبور منتظرين دورهم، ولكن ما يسمونه الواسطة تلعب دورا في مرور كثيرين يتجاوزون الآلاف الذين ينتظرون على الدور.
وبسبب ما يقال انه سوء إدارة فان الاتهامات تطال الموظف الصغير والعتال وحتى أي مسؤول كبير في تسهيل مرور أقرباء أو معارف أو آخرين نظير تلقي رشاوى.

وحسب مصادر رسمية فلسطينية فانه تم تحويل نحو 200 قضية رشاوى على الجسر إلى الشرطة الفلسطينية للتحقيق، ومعظم المتورطين فيها موظفين صغار مثل العتالين، والذي يملك الواحد منهم نفوذا هاما في الجانب الفلسطيني على المعبر.

وأدى ضيق المسافرين إلى اعتداء اثنين منهم على العقيد منير الفتياني المدير الفلسطيني للمعبر
ويصعب من مهمة السلطة الفلسطينية من ضبط الأوضاع حتى لو أرادت هو عدم وجود صلاحيات حقيقية لها على المعبر، ودورها هو دور تنظيمي في مدينة أريحا قبل انطلاق الحافلات إلى الجسر، حيث يعيش المنتظرون ظروفا غاية في الصعوبة في ظل غياب خدمات ومنشات مناسبة.

وبعد وصول الحافلات إلى الجسر حيث السلطات الأمنية الإسرائيلية تسيطر بشكل كامل، تبدا معاناة جديدة ولكن بشكل اقل، فالذين يسعفهم الحظ ويصلون إلى تلك النقطة فانهم سيمرون في النهاية رغم التأخير والإجراءات الأمنية.

والمرحلة الثالثة هو وصولهم إلى الجانب الأردني وهو اقل تنظيما من الجانب الإسرائيلي وافضل تنظيما من الجانب الفلسطيني، والمشكلة في هذا الجانب ليس الخروج منه ولكن الدخول حيث يتواجد الآلاف في انتظار الدخول الذي تتحكم فيه السلطات الإسرائيلية.ويقضي الآلاف ليلتهم على الجانب الأردني حتى يسمح لهم بالدخول.

وما بين الأطراف الثلاثة تستمر مأساة المسافرين على جسر النهر المقدس الذي لا يكف عن الجريان غير عابئ بما يدور حوله.