بهية مارديني من دمشق: حذّر رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري مساء اليوم (الاحد) من تداعيات مايحصل في العراق على دول الجوار معتبرا ان انهاء الاحتلال سيشكل مفتاح الحل والسبيل المؤدي الى تهدئة المنطقة واستقرارها.
جاء ذلك خلال جلسة مباحثات في مبنى رئاسة الوزراء في دمشق بين رئيس الوزراء السوري ورئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز .
واعرب عطري عن امله ان تسفر المباحثات عن تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وتطرق الى معاناة الفلسطينين في الاراضي المحتلة منتقدا الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وجدد دعوة سورية الى مباحثات السلام حسب قرارات مجلس الامن الدولي الداعي الى انسحاب اسرائيل حتى خطوط 1967
من جهته اعتبر الفايز ان التعاون الاقتصادي والعلاقات بين البلدين جيدة بدليل نمو التبادل التجاري بينهما ودعا الى التنسيق بين سورية ودول جوار العراق فيما يخص الاوضاع هناك كما دان الممارسات الاسرائيلية في فلسطين مشددا على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان.
وفي هذا الصدد لا يشك مراقبون في كون زيارة الفايز الى دمشق انجازا بحد ذاتها نظرا لدقة الظروف التي تمر بها العلاقات السورية الاردنية.
فالمراقبون لم ينسوا بعد قصة تهريب الأسلحة التي قيل أنها كيماوية عبر الحدود السورية وكان يعتزم المهربون تفجيرها في العاصمة الاردنية لايقاع اكبر قدر من الضحايا ،كما يتذكرون قضية تهريب اسلحة عبر الحدود السورية الىالاردن كما لن يفوتهم بالطبع ايقاف دمشق لشاحنات اردنية تحمل بضائع اسرائيلية كانت متوجهة الى شمال العراق ، وبالطبع مازالت قضية انتقال الشاحنات بين البلدين والرسوم التي فرضت واحدثت نوعا من التجاذب بين دمشق وعمان ماثلة في الاذهان .
ازاء كل هذه الملفات يتساؤل المراقبون ماذا بوسع الفايز ان يفعل خلال زيارته الحالية الى دمشق ؟والسؤال بالطبع يبدو اكثر من مشروع ولكن الجواب عليه يبدو اكثر من صعب ايضا ، نظر لدقة الظروف وارتباط سياسات البلدين بمواقف متناقضة كل التناقض وان حرص الجانبان في تصريحاتهما العلنية على الايحاء بأن كل شيء "اخوي وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقيين ".
بداية يستطيع الفايز ان يطرح على بساط الزيارة كل مايريد من قضية الحدود المشتركة التي لايبدو اثارتها في هذه الفترة من البراءة بمكان، اذا ما رجعنا الى قضية اثارة موضوع التسلل عبر الحدود السورية العراقية كما انه يستطيع اثارة قضية الشاحنات والرسوم الذي اكدت اسمى خضر انه انتهى والملف الزراعي والصناعي والمائي الى اخر القضايا المعلقة ولكن عندما يصل الامر الى فتح الملفات السياسية هل يبدو الفايز في وضع يستطيع معه إحداث اختراقات خصوصا اذا ماعدنا الى الوراء قليلا لنجد ان زيارة العاهل الاردني الى دمشق وزيارة الرئيس بشار الاسد الى عمان لم تحققا كل ما كان يطمح اليه البلدان من تحسين للعلاقات في ضوء اختلاف التوجهات والسياسات .
بالطبع سيتم الاعلان بعد نهاية الزيارة عن سلسلة من الاتفاقات والتفاهمات التي تنتهي بعناق حار ولكن الامر ربما لا يدوم طويلا اذا ما استمر التأزم في العراق وفلسطين وسنعود الى الحكاية القديمة الممتدة منذ اكثر من خمسين عاما ،فالاردن يريد ان يختط سياسات مستقلة عن اقليم بلاد الشام الذي بدوره لن يفتأ يلعب دور الاخ الكبير الذي لايسمح لاشقائه بتهديد مصالحه وهكذا ربما يجد الاردن بمليكه الشاب الفرصة مواتية لذلك في ظل الاستحسان الاميركي للمواقف الاردنية وفيما عدا ذلك ستبقى الحساسيات موجودة حتى صوغ سلام شامل في الشرق الاوسط لا يستثني احدا من ظله .
- آخر تحديث :
التعليقات