أثارت معارضة نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام لتغيير المادة الثامنة من الدستور ،والتي تنص على ان حزب البعث هو "القائد للدولة والمجتمع", الكثير من النقاشات في الاوساط السورية ، وفي ظل وجود اجماع داخل قياد ة الحزب الحاكم على بقاء المادة الثامنة والتاكيد على ان ما يجري من تطوير للعمل السياسي والحزبي يجب ان ينضوي تحت هذا المبدأ ، برزت اراء تؤكد على وجوب دراسة المادة الثامنة لتنسجم مع مواد الدستور الاخرى.
وفي هذا الصدد قال الدكتور جورج جبور النائب في البرلمان السوري والمستشار السابق للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد "ان المادة الثامنة لها جذورها التي تمتد الى ايام الوحدة السورية المصرية حيث اشترط الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حل الاحزاب ووافق حزب البعث على ذلك ،في حين رفض الحزب الشيوعي السوري ثم صدر دستور مؤقت للجمهورية العربية المتحدة ونص على ان يكون الاتحاد القومي حزبا وحيدا وبعد ذلك شهدت سورية فترة اضطراب سياسي من عام 1961 حتى عام 1963 الى ان حصل تحالف حزبي بعثي ناصري ثم اتى عام 1963 ليتسلم البعث السوري الحكم ولتنشا دساتير بعثية تبدلت ثلاث مرات وكان اخرها دستور عام 1973 وهو اطول دستور يحكم البلاد" .
واكد جبور لايلاف على تكريس فكرة الحزب القائد للدولة والمجتمع منذ ثورة اذار ،"ولكن الان هناك كلام على المادة 8 من الدستور هل هي ضرورة ؟،وانا اقدر رأي السيد عبد الحليم خدام ومعارضته لالغائها ولكن من المفيد دراستها والحديث عن مدى انسجامها مع المواد الدستورية مثل المادة 26 التي تكفل لكل انسان الحق في المشاركة في الحياة السياسية" .
وراى جبور ان هناك حاجة لمناقشة سياسية واسعة بشان المادة الثامنة ومواد الدستور الاخرى والتحلي بروح وطنية في ظل ما يلمسه من تمسك بقيادة البعث ودوره .
وكان خدام في لقاء مع مجلة "ابيض واسود" الخاصة والتي يملكها ابن وزير الدفاع السوري عارض تغيير المادة الثامنة وميز "بين عملية تطوير الحزب والدولة والمجتمع التي هي حاجة وطنية " و"بين عملية تغيير النظام واستبدال نظام جديد به".
و اجاب ردا على سؤال حول صحة ما يشاع أن حزب البعث العربي الاشتراكي سيتحوّل إلى حزب سوري ان "هذا الأمر غير وارد لا من قريب ولا من بعيد، لأن التخلي عن البعد القومي للحزب هو التخلي عن الهوية والتخلي عن التاريخ وعن المستقبل، إن ما يناقش هو تطوير صيغة العمل في الحزب قومياً، بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة في المجال القومي" .
الجدير بالذكر انه كانت قد تحدثت مصادر سورية عن اقالة الدكتور مهدي دخل الله المدير العام لجريدة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية ورئيس تحريرها ، بسبب مقال تعرض للتنظيم القومي لحزب البعث وانعكاس نظرية البعث حول الوحدة العربية انعكاساً تاماً على نظريته التنظيمية حيث قال في افتتاحية الجريدة "كان البعث يتميز بين الأحزاب العربية الأخرى بهذا التنظيم القومي، بينما اكتفت حركات أخرى بالفكر القومي دون التنظيم. هذا التميز، الذي كان من قبل عقود موقع اعتزاز وفخر، يكاد يبدو الآن موقع ضعف وقصور " .
التعليقات