نيويورك: تعرض صور عن سوء المعاملة التي مارسها جنود اميركيون على معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب اعتبارا من الجمعة في متحفين في الولايات المتحدة مما يثير بعض الجدل.

والمعرض الذي يحمل عنوان "ادلة محرجة" ويضم حوالى 15 صورة سبق ونشرت بغالبيتها، اختيرت من بين خمسين صورة متوافرة. وتعرض الصور في المركز الدولي للتصوير في نيويورك ومعرض ورهول في بيتسبورغ حيث يظهر زخم هذه الصور من نوع جديد. ويعتبر المركز الدولي للتصوير الذي اسسه قبل 30 عاما المصور كورنيل كابا وتحول الى متحف ومدرسة مرموقة، ان هذه الصور توفر صورة "مختلفة تماما عن البطولة التي تدرس في صور الحرب" في القرن العشرين والتي كانت "حتى الان تميل اكثر الى اخفاء القساوة من كشفها".

ويقول بريان واليس مدير المعرض ان هذه الصور التي التقطها هواة ونشرت على شبكة انترنت هي التي "اجتاحت الضمير الاميركي وهزت ادراكنا للنزاع العراقي". وهو يرى انها "اقوى صور" لهذا النزاع و"باتت تطرح السؤال حول العلاقة بين الحرب والتصوير". وتظهر الصور الملتقطة بكاميرات سيئة النوعية او حتى عبر هواتف نقالة الجندية ليندي انغلاند تجر معتقلا بحبل ربط في عنقه او معتقلا يزحف على بطنه امام بقعة من الدم وقد جلس عليه جندي. وقد تم نسخ هذه الصور بحجم صغير وثبتت بدبابيس على لوح خشبي.

ويقول بريان واليس "ليس القصد منح قيمة لهذه الصور لانه عندما يعرض شيء ما في متحف يظن الناس انها قطعة فنية". وفي بيتسسبورغ (شمال شرق) ستعرض الصور فوق لوحة للفنان اندي وورهول تستند الى صورة لمواجهة بين الشرطة الاميركية ومتظاهرين مدافعين عن الحقوق المدنية في الستينات.

ويقول مدير المتحف توماس سوكولوفسكي "ورهول كان يمزج صورا صحافية مع اعماله الفنية"، موضحا "كان يقول انه على صعيد الفظائع لا يمكن للفن ان يطبع الاذهان مثل صورة تنشر في صدر الصحف. ولا حتى لوحة (غيرنيكا) لبيكاسو". لكن في ولاية بنسيلفانيا حيث متحف ورهول، والتي يتحدر منها بعض الجنود الضالعين في الفضيحة يواجه مقاتلون قدامى المعرض بغضب. ويقول جوزف دوغان رئيس "متحف الجنود والبحارة" بحدة "هذا من اغرب ما رأيته في حياتي. انهم يحكمون على اشخاص لا تزال محاكمتهم جارية".

ويقول مدير متحف اندي وورهول "تلقينا تشجيعات من (قدامى من اجل السلام) على سبيل المثال"، مضيفا "ثمة من يأسف لاننا نظهر الجيش او الحكومة بصورة سيئة ويقولون ان الامر بدافع سياسي. لكن هذا ليس هدفنا". ويوضح "هذه الصور هي واقع. قد تكون محرجة للحكومة وهي محرجة طبعا للاشخاص الضالعين فيها ولعدد من الاميركيين وفي النهاية انها محرجة للجميع لان بشرا قاموا بها". وفي المركز الدولي للتصوير تظهر اربع صور مأخوذة من وكالات انباء من بينها وكالة فرانس برس انعكاسات هذه الصور على الشرق الاوسط والعالم الاسلامي: من رسوم جدرانية في طهران الى تظاهرات في اسلام اباد.

وقرر متحف ورهول دعوة رجال دين وعسكريين وسياسيين وكتاب للتعبير عن رأيهم وكذلك الزوار. ولهذا الغرض، وضع لوح الى جانب الصور التي اثارت الفضيحة.