استفتاء "إيلاف" .. لا وداع لعام تسونامي
"الفزاعة" الزرقاوي يهزم بوش الثاني!

نصر المجالي من لندن: مر العام 2004 بكل انشطاراته وانفطاراته الزلزالية - بحرًا وبرًا - ومآسيه التي لا تعد ولا تحصى، من دون وداع، أو تحقق رجاء لكثير من شعوب الأرض، ولا يعتقد أن شخصًا ذرف دمعة واحدة على فراق ما يمكن أن يحمل اسم "عام تسونامي" الكارثي الذي ستظل البشرية تعاني من آثاره لعقود تأتي، ففي جعبة استفتاء "إيلاف" الماضي كانت هنالك الكثير من القضايا الجدلية سياسيًا وشبابيًا وفنيًا ورياضيًا واقتصاديًا، ولعل من أغرب المصادفات أن يتفوق أبو مصعب الزرقاي وهو "الفزاعة" الأميركية التي قد تكون وهمية في شعبيته بين المصوتين على الرئيس الأميركي الذي يطارده ورصد للقبض عليه 25 مليون دولارًا، وجاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ثالثًا بينهما. ولمرة ثانية خلال اشهر معدودات، يستطيع بعض المشاركين في استفتاءات "إيلاف" اختراق الحقائق والانتصار لطرف دون الآخر، وسط منافسة حادة، ولفت الانتباه الرقم الكبير للمشاركين في الإجابة على سؤال الموسيقى للاستفتاء الفائت، حيث بلغ المصوتين (129119 ) حول من ترشح مطربًا للعام بين ثلاثة هم: عمرو دياب الذي حقق 11 % من نسبة المصوتين وكاظم الساهر 42 % بينما تفوق فضل شاكر بنسبة 46 %، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يا ترى لأي من المطربين الثلاثة جهة يعتمدها في المسارعة لترشيحه مطربًا للعام؟ وتعتقد نسبة كبيرة من متابعي "إيلاف" أن الانتخابات العراقية ستجري في موعدها، كما لم تصدق نسبة كبيرة ادعاءات طرابلس بأنها لم تكن وراء التخطيط لاغتيال ولي العهد السعودي.


وفي تفاصيل الاستفتاء، فإن أبو مصعب الزرقاوي الذي يعتقد أن يقود عمليات التفجير والقتل في العراق تفوق بفارق 3 نقاط على الرئيس بوش في السؤال الخاص بالصفحة الأولى بمن يرشح المتابعون أهم شخصية للعام 2004. وتحصل بوش على نسبة 42% والزرقاوي على 45%، فيما الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على 13%. وكان مجموع الذين صوتوا :7389.

ومن بين 2990 صوتوا على سؤال حول ما مدى صدقية موقف الحكومة الليبية بعد علاقتها بمحاولة اغتيال ولي العهد السعودي؟ فإن نسبة 17 % أيدت بينما رفضت موقف طرابلس نسبة 65 % وقال 18 % أن الأمر لا يهمهم.

كتاب وأصداء
وأعربت نسبة ملحوظة هي 72% عن أن الانتخابات العراقية ستجري في موعدها المحدد، وكان هذا هو محور قسم (أصداء) بينما أعربت نسبة 15 % عن تشاؤمها، وهناك 13 % لا يهمهم الأمر. وبلغ عدد من ساهم بالتصويت:547 .

وردا على سؤال قسم كتاب "إيلاف"، فإن نسبة لا بأس بها 49 % تعتقد أن انتصار الديمقراطية في بريطانيا لن يكون لصالح الأصوليين بينما قالت نسبة 38% عكس ذلك، وهناك نسبة 13 % قالت أنها لا تدري، من بين الذين صوتوا وعددهم:377 .

الكويز والصحافة العربية
وإذ الواقع الاقتصادي العربي هو العربة التي تجر الحصان السياسي راهنًا، أو هكذا يقال، فإن عديدًا من متابعي "إيلاف" يخشون من أن إسرائيل اقتحمت البنية الاقتصادية عبر اتفاقية الكويز مع الأردن ومصر، وكان هذا محور سؤال لقسم "الاقتصاد".

وتشير الزميلة رانية أخضر، إن اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة" الكويز" تركت بصمتها في نهاية العام 2004 حيث وقع كل من الاردن ومصر مع اسرائيل على الاتفاقية بهدف، دخول نسبة معينة من المنتجات الى السوق الاميركي دون اي رسوم جمركية، ويبقى هدف اسرئيل هنا الحصول على حصة من المدخلات في المناطق الصناعية الاردنية والمصرية، تلك الاتفاقية تلقى جدلا واسعا في الشارع الاردني والمصري لاعتبار ان تلك الخطوة ستبشر بعلاقات تطبيع مع اسرائيل ترفضها القاعدة الشعبية اصلا، واستفتاء الاقتصاد سأل القراء عما اذا اكنت اسرائيل دخلت في البنية الاقتصادية للمنطقة عبر "الكويز" ، فرأت نسبة 65 % من 543 مشاركا ان اسرائيل استطاعت دخول القطاع الاقتصادي العربي، فيما رفضت نسبة 11 % هذه الفرضية ولم تحدد نسبة 24% موقفها من القضية.

إضافة إلى ذلك، لا يرى قراء كثيرون أن الصحف العربية نجحت في تقديم صورة مغايرة للنظرة عن العالم العربي العربي؟، ففي مشاركة من 690 قارئ، قالت نسبة 84 % أنها هذه الصحافة فشلت، بينما عارضت هذا الرأي نسبة 10% ، ونسبة 6% ، قالت لا أدري، وربما أن هذه النسبة لا تمارس القراءة أو أن ليس هواية بذلك.

لا انتماء دينيا
ويبدو أن واحدا من الأسئلة المثيرة للجدل في الاستفتاء الماضي، كان يهدف إلى الصميم، حين وجه قسم (شباب) سؤالا لجمهور النجيل الجديد حول درجات انتمائهم الديني، وتقول الزميلة نسرين عزالدين المشرفة على قسم (شباب) الآتي: يعد الايمان ومدى القرب من الله من الامور الحساسة التي يفضل البعض احيانا عدم مناقشتها. فالايمان بالله يجب ان يتبعه من دون مناقشة الالتزام بكل تعاليم الله. الا ان الاختلاف عادة ما يكون حول درجة إتباع هذه التعاليم وتبنيها. ولعل المشكلة الابرز التي تواجه المجتمعات المتدينة هي التعصب الديني، هذا التعصب الي يؤدي الى مشاكل اجتماعية وفردية لا تعد ولا تحصى. ولا يمكن انكار التعصب الديني الموجود وبقوة في مجتمعاتنا، هذا التعصب الذي غالبا ما يجتذب الشباب داخل منظمات واحزاب متطرفة.

11% اعترفوا بتعصبهم الديني مقابل 15% اعترفت بعدم انتمائها الديني و74% وصفت نفسها بالمعتدلة دينيًا. إذن، ووفقًا لهذه العينة فإننا مجتمع معتدل ديني مع فئة لا تتجاوز الـ11% من المتعصبين و15% من الذين لا يؤمنون بشيء. وحول مدى صحة هذا الاعتدال الديني، فان المقارنة بين النتيجة والواقع متروكة لكل قارئ ولخصوصية مجتمعه"، وكان مجموع الذين صوتوا :741 .

إيدز وتعتيم عربي
وإذ الصحافة العربية لا تعكس واقع الحال العربي، حيث المعلومات مغيبة، فإن الحال ذاته يبدو يسري على الواقع الصحي، وكثير ومن الدول العربي تخفي الآفات التي تتعرض لها شعوبها، من الحصبة والزكام مرورا بالتفوئيد والحمى والبلهارسيا وصولا إلى الإيدز، ويبدو أن الحال من بعضه "ديموقراطيا وصحيا" مع اختلاف العلل والمسببات.

من البدهي أن يوصف بمرض العصر وهو أكثر الآفات فتكا، كونه يحصد أرواح الآلاف من الناس في العالم سنويا، ورغم الجهود التي تبذل على الصعد الطبية والاحصائية والاجتماعية كافة، فلا يزال المرض يشكل مصدر قلق لدى الكثير من الدول العربية، خاصة وان الحديث عن المرض يعد من المحرمات الاجتماعية لدى الكثيرين وامام هذا الواقع الاجتماعي تبقى الاحصائيات لمرضى الايدز في العالم العربية شبه مغيبة، وان وجدت تبقى معدلات الاصابة طي الكتمان، واستفتاء قسم "الصحة" القى الضوء على موضوع التعتيم الذي يلف معدلات الايدز في عالمنا العربي، وحاول معرفة الاسباب من خلال 767 مشارك، 32% رأت الاسباب سياسية، ونسبة 15 % ردتها لعدم قدرة على القيام باحصائيات علمية تؤدي الى نتائج دقيقة في هذا الحقل، اما النسبة الاكبر وهي 54 % رأت السبب يعود للاهمال العام.

كومبيوتر وإنترنت:
ولا تتوقع نسبة كبيرة من قراء إيلاف أن يتم أي تقدم صارخ ملحوظ في شأن التعاطي مع أحدث تكنولوجيات العصر، ففي رؤيته لأجوبة المشاركين على سؤال قسم "كمبيوتر وإنترنت" فإن الزميل طارق السعدي يعلق من الرباط بالقول "كان سؤال صفحة الكمبيوتر 'للعام المنصرم 2004' هو كيف تتوقع محتوى الانترنت في العالم العربي عام 2005؟ مبشر أو عادي أو متخلف؟

وكانت النتائج معتدلة الى حد كبير بحيث صوتت نسبة 31% (من مجموع الذين صوتوا :446 ) بكونه مبشرا معربة عن فرحتها الكبيرة وأملها في محتوى الانترنت العربي الذي ترى فيه تقدما متواصلا مما يجعل عام 2005 حسب هذه الفئة المصوتة عاما للمحتوى العربي على الشبكة بامتياز. في حين ترى النسبة الكبرى من المصوتين 35% أن محتوى النت العربي عام 2005 سيكون عاديا يعني لا جديد على الشبكة العربية وسيواصل نفس المحتوى بخيره وشره مسيرته دون تحقيق اي تطوير نوعي او كمي".

ويضيف "وهو ما فتح شهية نسبة أخرى ليست بالقلليلة من المصوتين بلغت 34% لتوقل بان محنوى النت العربي عام 2005 سيبقى "متخلفا" كموقف صارم اتجاه الانترنت العربي الذي لاترى منه فائدة ولا امكانيات مادية وذهنية لتطويره وهو موقف تشاؤمي كبير كما هو واضح".

الرياضة:
وحيث لا نبارح العاصمة المغربية، مع القفز من تقنية المعلومات إلى آلية العقول والأجسام وهي الرياضة، فإن كثيرين من المشاركين في الرد على سؤال قسم الرياضة لا يوافقون على توسيع كأس الخليج لتشمل مستقبلا سورية والأردن وفلسطين، ويشير الزميل عبد الله الدامون إلى أن 53 المائة من مجموع المصوتين (1371) في استفتاء إيلاف يرفضون توسيع كأس الخليج لتشمل سورية والأردن وفلسطين. بينما 39 بالمئة يقولون نعم لتوسيع هذه الكأس. أما ثمانية في المائة فلا يهمهم إن توسعت أو غمرتها أمواج المحيط الهادي".

ويضيف "كأس الخليج دورة ناجحة في كرة القدم بين منتخبات تسكن منطقة واحدة، أو بعبارة أصح بين منتخبات تطل على بحر واحد. وهذه الإطلالة على البحر الواحد هي التي منحتها صلاحية المشاركة أو عدم المشاركة في كأس الخليج. لكن هناك اليمن الذي بدأ المشاركة في هذه الدورة قبل سنتين. إنه لا يطل على الخليج وليس غنيا بالبترول وبمناطق التبادل الحر. لكن اليمن جاء إلى الدورة رغبة في جعله الحصان القصير الذي يمكن لكل المنتخبات أن تمتطي ظهره وتفوز بالثلاث نقاط. ففي الماضي كانت منتخبات خليجية أخرى تلعب هذا الدور. لكن اليوم تغيرت الأشياء وجيء بمنتخب اليمن كي يفرق النقاط بالثلاث على كل فريق يلعب معه".

ويتابع الدامون القول "منتخب اليمن فعل المطلوب منه في مشاركته الأولى، لكنه حاول في مشاركته الثانية أن يكسر هذا الاعتقاد بقيادة المدرب الجزائري العنيد رابح سعدان, وكاد يربح الرهان لولا أشياء كثيرة. لكن الخليجيين، أو عددا كبيرا منهم على الأقل يتمنون لو يزول اليمن، من الدورة طبعا. وهذه أمنية معلنة لا يخفونها. فمن حقهم أن يلعبوا بالطريقة التي يشاؤون، والدورة اسمها كأس الخليج، وليس كأس الخليج والمحيط الهادي وشواطئ سومطرة".

يشار إلى أن الذين شاركوا في الاستفتاء يفوق عددهم الألف، وأغلبهم لصالح إبقاء الدورة على حالها. ربما لأنهم يعرفون بالتجربة أو بالغريزة أنه كلما اجتمع العرب أكثر كلما فسدت الأجواء وتلبدت السماء بالغيوم، حتى لو كانت في الرياضة.

تراث لم يفهم
وقد يكون التراث العربي بكل تجلياته عبء ثقيل، ولكن نسبة ملحوظة من الذين شاركوا في الرد على سؤال قسم "ثقافات" (263 )، وهي 63 % تعترف بأنه غني، ولكنه لم يفهم، وترى نسبة 30 % أنه سبب مشاكل العرب، فيما نسبة ضئيلة لم تتجاوز 7 % قالت أنه لا قيمة له.

ومع انتهاء عام 2004 وانطلاقة العام الجديد، طرح قسم الموسيقى في إستفتائه الخاص، سؤالاً عن ترشيحات الجمهور للقب أفضل مطرب للعام المنصرم. وكان الإختيار بين 3 أسماء هي كاظم الساهر، عمرو دياب وفضل شاكر. نسبة كبيرة شاركت في هذا الإستفتاء وبلغت الذورة نظرًا للمنافسة الكبيرة بين الأسماء الـ3 المطروحة، ويتمع كل من هؤلاء الفنانين بشعبية وجماهيرية كبرى، ليبلغ عدد المشاركين في الإستفتاء في اسبوع واحد 129119 مصوتاً.

واحتل النجم فضل شاكر المرتبة الأولى في التصويت ليحقق نسبة 46 % من الأصوات، بينما احتل كاظم الساهر المرتبة الثانية بنسبة 42 %، وكانت المرتبة الثالثة لعمرو دياب بنسبة 11 % فقط. وتقول الزميلة رولا نصر من بيروت في تعليقها على الأجوبة "المنافسة الحامية التي شهدها التصويت خلال الأسبوع الماضي، واقتراب كل من فضل وكاظم من المرتبة الأولى انتهت لصالح فضل شاكر الذي كان نجم العام بامتياز، سواء من خلال مشاركته في أكثر من مهرجان منها الدوحة، هلا فبراير، ليالي دبي وقرطاج، محققاً نسباً عالية جداً في الحضور، لدرجة ان احد الصحف التونسية كتب عن مشاركة فضل في قرطاج بأنها اكنت التعويض الأكبر عن غياب جورج وسوف عن المشاركة (كان هذا طبعاً قبل أن تتأكد مشاركة الوسوف في المهرجان المذكور)، وأيضاً حقق فضل نجاحاً مميزاً على مدى العام من خلال أغنية "ضاربة" مثل "سيدي روحي"، "يا حبيبي تعالى"، "لو على قلبي" وغيرها".

تلفزيون وموضة
اما قسم منوعات فقد طرح سؤاله في الاستفتاء الماضي عن الدولة التي تعتبر الأنشط في مجال الإنتاج التلفزيوني، وكانت الترشيحات بين مصر وسوريا والإمارات. ونالت مصر المركز الأول في التصويت بنسبة 52%، (مجموع الذين صوتوا :181) بينما سورية في المركز الثاني بنسبة 34%، وكانت الإمارات في المرتبة الثالثة بنسبة 14%.

وكان من الطبيعي ان تحتل القاهرة المرتبة الأولى خصوصاً لجهة الزخم الكبير في إنتاج عشرات وعشرات المسلسلات التلفزيونية التي حققت أعلى نسبة مشاهدة خصوصاً في شهر رمضان.

ولكن ما دام الجواب كذلك، عن الانتاج التلفزيوني، فمن هي الدولة التي تحتل المرتبة الاولى في عالم الموضة؟ وكانت الترشيحات ما بين فرنسا، ايطاليا ولبنان. ونالت فرنسا التي يعتبرها الجميع عاصمة الموضة في العالم، المركز الأول بنسبة 43%، (من مجموع الذين صوتوا :403 ) بينما حلت ايطاليا في المرتبة الثانية بنشبة 32%. اما لبنان فقد نال نسبة 25 % ليحلّ في المرتبة الثالثة.

وتعلق الزميلة رولا بالقول "ورغم ان المركز الذي حققته بيروت هو الثالث، الا ان نسبة ال25 % تعتبر مؤشراً جيداً، خصوصاً وان كثيرين يجدون في بيروت عاصمة الموضة عربياً، لا بل هي استطاعت ان تحقق كراتب متقدمة في العالم، والدليل بروز الكثير من المصممين اللبنانيين الذين يشاركون في اسابيع الموضة حول العالم، وصاروا عالميين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ايلي صعب، زهير مراد، روبير ابي نادر وغيرهم كثر".

وأخيرا، فإنه انتظارا لنتائج استفتاء الأول من العام الجديد، فإنه لا بد من نافلة القول أن 327 مشاركا ردوا على سؤال قسم التحقيقات وهو كان : أين ستحتفل بعطلة راس السنة؟ ، فالنسبة الأكبر 47 % قالت أنها لا تحتفل، بينما 39 % يحتفلون مع الأسرة فيما نسبة 14 % تفضل الاحتفال مع الأصدقاء...