عامر الحنتولي من عمان: بدأت في العاصمة الأردنية عمان قبل قليل، أولى اجتماعات وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق اضافة الى مصر والبحرين، ومندوبين عن الأمم المتحدة والجامعة العربية، وينتظر أن يصدر وزراء خارجية دول جوار العراق بيان عمان الختامي في جلسة مسائية وأخيرة هذا المساء.

ووصل وزراء الخارجية الى مقر الإجتماع في فندق لارويال عمان أحد أجمل وأضخم الفنادق الأردنية ، وهو مملوك لرجل الأعمال العراقي نظمي أوجي، الذي كان معارضا لرئيس النظام العراقي المخلوع صدام حسين.

وأكدت مصادر دبلوماسية عربية لـ"إيلاف" ، تشارك في وفود حكوماتها الى المؤتمر، ان أهم بنود مسودة البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية "بيان عمان"، هي تأكيد دول الجوار على عدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، والالتزام بحسن الجوار والحفاظ على حدود العراق ووحدته، وأمنه واستقراره. وتشير مسودة البيان الختامي بحسب المصادر الى أهمية مشاركة جميع مناطق العراق وفئات شعبه في الانتخابات، باعتبارها واجبا من أجل مستقبله ووحدة أراضيه ، وتشدد مسودة البيان على أهمية مساعدة الحكومة العراقية في اتمام مهمتها التي تنتهي بعد اجراء الإنتخابات.

وأكدت الدول المشاركة في أعمال المؤتمر في بيان عمان الختامي ، حيث اطلعت "إيلاف" على نسخة منه قبل تلاوته المفترضة هذا المساء، "على ضرورة الحفاظ على أمن العراق واستقراره، كونه ضرورة مشددين على أهمية التزام دول الجوار بدعم الشعب العراقي من أجل تحقيق طموحاته الوطنية، وللحفاظ على سيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه، والالتزام بنصوص ميثاق الامم المتحدة بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، ومبدأ حسن الجوار لضمان حق الشعب العراقي في حياة آمنة ومستقره، وفي تقرير مستقبله بحرية وبالوسائل الديموقراطية، وممارسة السيطرة الكاملة على موارده الطبيعية. وشددت مسودة البيان على أهمية التزام دول جوار العراق بدعم الشعب العراقي، ومشاركته في انتخابات الثلاثين من الشهر الجاري.

وجاء في المسودة، ان وزراء خارجية دول الجوار يعربون عن أملهم بأن تؤدي هذه الخطوات الى تشكيل مجلس وطني انتقالي يتولى مسؤولية تشكيل حكومة انتقالية، وصياغة دستور العراق وصولا الى الحكومة المنتخبة دستوريا بحلول نهاية العام الحالي، وفق الجدول الزمني لقرار مجلس الأمن 1546 ، كما جاء في المسودة، ان وزراء الخارجية قد أجمعوا على استعداد دول الجوار للتعاون مع الحكومة العراقية المؤقتة، كما أكدوا أهمية ادانة جميع أعمال الارهاب والخطف والاغتيال، مما يتعرض له المدنيون العاملون في المؤسسات المحلية والاجنبية و المنظمات الدولية والانسانية، وأعضاء البعثات الدبلوماسية والصحافيون، مشددين على ضرورة مساندة الحكومة العراقية المؤقتة في ذلك، واتخاذ خطوات عملية للاسهام في استقرار العراق، واعادة تأكيد التزامات الدول الاعضاء في الأمم المتحدة بما جاء في قرار مجلس الامن »1546«.

وشددوا على ضرورة دعوة أبناء العراق بجميع اطيافه وفئاته الى اداء واجبهم من خلال التوجه الى صناديق الاقتراع من أجل تقرير مستقبلهم، حيث ان الانتخابات هي الفرصة الوحيدة المتاحة على طريق الديمقراطية والحرية.

في سياق متصل قال وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط لدى وصوله الى مطار الملكة علياء الدولي مساء أمس للمشاركة في مؤتمر دول جوار العراق، انه يصعب توقع سير العملية الانتخابية في العراق، وذلك بسبب الظروف التي يمر بها المجتمع العراقي، نافيا ان تكون بلاده لعبت دورا لحث بعض الدول للمشاركة في المؤتمر، لكنه أشار الى ان مصر تبادلت الرأي والمشورة مع بعض الأطراف، بهدف الاعداد لهذا المؤتمر، وان كل الأطراف كان لديها النية للمشاركة، وان هناك مؤشرات تدل على أهمية حضور جميع الاطراف للحفاظ على وحدة هذه المجموعة / دول جوار العراق ومصر كما قال الوزير المصري أبو الغيط الذي نفى أيضا وساطة مصرية لاقناع سنة العراق للمشاركة في الانتخابات ، داعيا الشعب العراقي الى المصالحة ولم الشمل، وان تتوقف أعمال العنف، والسير باتجاه العملية السياسية وصولا الى استقرار العراق، وخروج القوات الأجنبية من أراضيه.

من جهته قال مدير عام وزارة الخارجية الايرانية زمان نيا الذي يرأس بلاده، ان أكثر الاتهامات لإيران بالتدخل في الشأن العراقي عارية عن الصحة، وهي اتهامات مستمرة دون أساس، وتجعل الوضع العراقي معقدا ، مؤكدا ان دول الجوار العراقي ستعمل على حث الشعب العراقي لاختيار مستقبله بنفسه، وبملء ارادته الحرة. وردا على سؤال حول غياب وزير الخارجية الايراني كمال خرازي عن حضور الاجتماعات، أوضح المسؤول الإيراني نيا ، ان هذا الغياب سببه "الإرتباطات الكثيرة له".

وكان وزيرا خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، وسوريا فاروق الشرع قد وصلا الى الأردن اليوم قبل فترة قصيرة من بدء أعمال المؤتمر.