اعتدال سلامه من برلين: عندما يقرأ المرء ما قاله يوشوا مور يوسف الأمين العام لمجلس المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يضع عندها علامة استفهام حول خطة الانسحاب التي وضعها رئيس الوزراء اريل شارون. ففي مقابلة صحافية له مع أحد المواقع الإلكترونية الألمانية وصف يوسف حل " الأرض مقابل السلام " بالخاطئ، فإسرائيل وحدها المسؤولة عن نشر السلام في غربي نهر الأردن.

ولم يرد مباشرة على السؤال بأن كثرة نقاط التفتيش التابعة للجيش الإسرائيلي تدمر الاقتصاد الفلسطيني وتعطل عمل القطاع الصحي في الضفة والقطاع، عدا عن ذلك كيف يمكن للفلسطينيين تثبيت القانون ونشر الأمن وهما الشرطان الأساسيان لعودة الوضع إلى طبيعته من دون حمل الشرطة الفلسطينية قطعة سلاح، بل اكتفى بالقول" على الفلسطينيين نزع السلاح من الميليشيات وتوحيد كل وحداتهم الأمنية، عندها نسمح لعنصر الأمن بحمل مسدس لا قطعة سلاح حربية كما ينص اتفاق أوسلو، كي لا يوجه في النهاية ضدنا ويقتل اليهود، عدا عن ذلك سيتابع الجيش الإسرائيلي تصفية " الإرهابيين" في كل مكان".

وفي رأيه أن هذه الشروط إيجابية ولا تجعل الشرطة الفلسطينية وكأنها عامل مساعد لإسرائيل، فمن صالح الفلسطينيين عدم وقوع اعتداءات ضد الإسرائيليين. وعليهم الآن تربية أولادهم على السلام عبر وسائل إعلامهم وإزالة ما تحتويه الكتب المدرسية من معلومات تحرض ضد اليهود كي لا يعتبر العمل المشترك ضد " الإرهاب " عمل خائن، ومن صالح الفلسطينيين التقليل من العمليات" الإرهابية".

ولم يتوان عن القول إن المنطقة ما بين الأردن والبحر الأبيض المتوسط هي أساسا ملك للشعب الإسرائيلي، "لكننا لست عميان ونعرف أن هناك شعب آخر يعيش، لذا نبحث عن نموذج للعيش معا. فنحن ضد تسفير الفلسطينيين، لكن أيضا ضد طرد اليهود. ولسنا محتلين لكن علينا التقليل من حضورنا في الأراضي الفلسطينية، وانتظار عشرين أو ثلاثين سنة كي يبرهن الفلسطينيون أنهم شركاء مخلصين ولا يشكلون خطرا علينا، عندما نسحب الجيش بشكل كامل من أراضيهم.

في الوقت نفسه عاد وناقض نفسه بالقول: " الآن وبسبب تورط الأمن الفلسطينية بعمليات" إرهابية" علينا البقاء هناك. عدا عن ذلك فهذه أرضنا ولن نتنازل عنها، وسوف نواجه " الإرهاب" بكل ما لدينا من قوة ، وإذا ما قام " إرهابي" بعملية في القدس وقتل عشرين طفلا سوف لن نتردد عن هدم قريته بالكامل".

ويرفض يوسف الاعتراف بوجود فلسطينيين بل يصر على تسميتهم بالعرب لعدم وجود شعب فلسطيني حسب قوله. فهم ليسوا مجموعة نمت لتشكل شعبا، بل تجمع لاجئين من كل العالم العربي. لكنه لا يعارض إقامة دولة فلسطينية لهذا السبب بل لأنها ستكون ضمانا لمواصلة الإرهاب والنزاع . والاختلاف الكبير بين إسرائيل الدولة الغربية المعاصرة والدولة المتخلفة التي ستنشأ يدعو للقلق. وهناك أيضا سبب جغرافي لرفضه هذا الدولة فلا يوجد مكان لدولتين وأفضل الحلول إقامة الفلسطينيين كونفدرالية مع الأردن أو مصر.

والأمين العام لمجلس المستوطنات غير مستعد للتقييد بخارطة الطريق وإزالة المستوطنات غير المشروعة في المناطق الأمامية طرد مستوطن واحد من بيته.