بعد انتخاب محمود عباس (أبو مازن) مرشح حركة فتح لانتخابات الرئاسة التي ستجري غدا الأحد، سيسارع ارئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى الاجتماع معه وعلى جدول البحث مطلب واحد، وفقا لمصادر صحافية إسرائيلية.
وهذا المطلب هو وقف إطلاق صواريخ القسام من غزة على المستوطنات داخل الخط الأخضر، والتي لم يستطع شارون وقفها رغم حملات وصفت بالدموية على شمال وجنوب ووسط القطاع الضيق الممتد بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط.
وابلغ العاملون في مكتب شارون الصحافيين، بان لقاء شارون بابي مازن لن يكون للمجاملة، وانه ليس لديه أصلا أي وقت للمجاملات، ولكنه سيكون واضحا ومحددا مع أبي مازن، فالمطلوب وقف صواريخ القسام وملاحقة خلايا حركة حماس ومصادرة السلاح غير الشرعي.
وقلل المقربون من شارون من أهمية أن يقدم أبو مازن هو الأخر مطالبا لشارون، مشددين على انه لن يتم بحث أي شيء إلا بعد ما أسموه اختبار أبو مازن في مسالة وقف إطلاق صواريخ القسام.
وكان أبو مازن انتقد بشدة إطلاق هذه الصواريخ ولم يعتذر عن انتقاده حتى بعد إصدار مجموعات من المقاومة بيانا مشتركا تم فيه توجيه نقدا لاذعا لأبي مازن.
وتتفق المصادر الفلسطينية والإسرائيلية بان اليوم الذي سيلي انتخاب أبو مازن سيكون يوما أخر.
وحاول أبو مازن أن يكون دبلوماسيا في مؤتمر صحافي عقده في مدينة البيرة أمس، وقال ردا على سؤال حول راية في عملية نفذتها كتائب شهداء الأقصى جنوب مدينة نابلس "لا أريد أن أناقش العمليات لأنه هذه العمليات لها أسبابها ودوافعها، وانأ لا ابرر لأحد القيام بها، فالاحتلال ما زال موجودا، ولكن بعد الانتخابات سنبدأ صفحة جديدة".
وتحمل أجندة أبو مازن الكثير من ا لنقاط، وقال في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرنوت بان هناك ثلاثة أمور مطلوبة من إسرائيل وهي: إطلاق سراح الأسرى، وإزالة الحواجز، ووقف البناء في المستوطنات.
وقال بأنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق مع حماس لوقف إطلاق النار شريطة أن توقف إسرائيل سياسة الاغتيالات.
وتبدو مطالب أبو مازن من إسرائيل وكأنها تدخل في باب المستحيل، ويبدو انه أكثر من يدرك ذلك، ولهذا السبب قال "أن المسلمين يستخدمون عبارة إنشاء الله لإكمال العمل، فانا لا أقدم وعودا لشعبي ولكن سأبذل ما بوسعي".
ولا يعرف ماذا سيكون موقف أبو مازن، عندما يقابل شارون بعد الانتخابات ويطرح في وجهه مطلب وقف إطلاق صواريخ القسام بشكل فوري، رافضا أن يبحث أي شيء أخر.