سمية درويش من غزة: شهدت كافة مراكز الاقتراع في محافظات قطاع غزة توافدا للمواطنين على الصناديق ورغم ان الساعات الأولى لم تشهد إقبالا ملحوظا الا انه مع ساعات الظهر بدأت تتوافد الأسر الفلسطينية.

ولم تحل البرودة الشديدة ودرجات الحرارة المنخفضة، دون تمكن المواطنين خاصة النسوة والشيوخ من الإدلاء بأصواتهم، لانتخاب رئيس جديد للسلطة الوطنية خلفا للزعيم الراحل ياسر عرفات
وخلال تجول "إيلاف" في عدد من مراكز الاقتراع، شاهدت الابتسامات ترتسم على شفاه المواطنين في إشارة لدعمهم للانتخابات التي اعتبرها الجميع مؤشر ديمقراطي وتحول تاريخي ونقلة للمجتمع الفلسطيني.

وأكد العشرات من المواطنين الذين التقتهم "إيلاف" ، اليوم بدء الشعب الفلسطيني صفحة جديدة في حياته، للنظر نحو غد مشرق خاصة بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب الدائرة بينهم وبين الإسرائيليين والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والمصابين إضافة الى الفقر المدقع الذي تجرعوه.

وأكد أعضاء من لجان الانتخابات في مراكز الاقتراع في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" بان هناك إقبال شديد على مراكز الاقتراع وان نسبة التصويت بدأت تزيد عن 60% مما يدل على شعور الفلسطينيين بالمسؤولية تجاه دعم الانتخابات الديمقراطية.

وأعرب هشام عبد الرازق وزير الأسرى والمحررين لـ"إيلاف" عن أمله بان يكون إيصال الرئيس الجديد الى سدة الحكم يلبي طموحات وأمال الشعب الفلسطيني ،مشيرا الى ان هذا اليوم هو بمثابة عرس فلسطيني .وأهاب عبد الرازق بالمواطنين بان يمارسوا حقهم والتصويت في مراكز الاقتراع

وأكد ان وزارته ستعمل جاهدة على ضمان حق الأسرى في التصويت في الانتخابات التشريعية القادمة والذهاب مبكرا للجهات الإسرائيلية والقضائية لضمان حق الأسرى والمعتقلين في المشاركة في الانتخابات القادمة بعد حرمهم من التصويت في انتخابات الرئاسية ،متهما إسرائيل بأنها اختلقت الذرائع والحجج الواهية لمنع الأسرى من الانتخابات.

طائرات الحرب
هذا ولم تمنع طائرات الحرب الإسرائيلية التي بدأت بقصف مناطق وأحياء في محافظة رفح جنوب القطاع ،المواطنين من التوجه لمراكز الاقتراع.

وأفادت مصادر أمنية لمراسلتنا بان طائرات الحرب الإسرائيلية لم تغادر سماء القطاع والتحليق على ارتفاعات منخفضة ،مؤكدة قصفها لمخيم "يبنا" برفح وإطلاق النار العشوائي تجاه المدنيين.
وقال إبراهيم أبو النجا وزير الزراعة، عقب إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع للصحافيين ، إن الإقبال الجيد على صناديق الاقتراع، يعتبر رسالة إلى العالم، بأن شعبنا الفلسطيني يستحق حياة كريمة، عبر وضع حد للاحتلال الإسرائيلي ،وأضاف أبو النجا، أن الشعب الفلسطيني يعلق آمالا كبيرة نحو مستقبل أفضل في مرشحهم القادم لرئاسة السلطة.

المراقبين الدوليين
وذكر العديد من المواطنين في أنحاء مختلفة من القطاع، أن العملية الانتخابية تسير بكل يسر وسهولة، فيما انتشر في معظم مراكز الاقتراع عدد كبير من المراقبين الدوليين لمراقبة الانتخابات، إضافة إلى عدد من الصحافيين لتغطية هذا الحدث الهام في تاريخ الشعب الفلسطيني.

وبدورها اعتبرت الناشطة في حقوق المراة سوزان الأسمر، بان مشاركتها في الانتخابات أمانة يجب أن تؤديها، لتثبت بأنها جزء من هذا الشعب، الذي يتعرض يوميا لسياسة الهدم والتدمير من قبل الاحتلال الإسرائيلي، معربة عن أملها بان يعيش الجميع، حياة أفضل بعد جلاء الاحتلال.

العرس الفلسطيني
ومع ان الاحتلال الإسرائيلي هدف إلى عرقلة الانتخابات، ومنع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في العملية الانتخابية،من خلال إغلاق الحواجز بوجه الفلسطينيين وحرمهم من التنقل بسهولة ، الا ان إصرار الفلسطينيين كان واضحا على وجوههم في هذا اليوم الذي اسماه الكثيرون بأنه يوم" العرس الفلسطيني".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي فتحت صباح اليوم، نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه مركز اقتراع في بلدة خزاعة شرق جنوب القطاع، وذلك في ثاني خرق إسرائيلي، للعملية الانتخابية في نفس المنطقة، مما يدحض الادعاءات الإسرائيلية بمنح تسهيلات للمواطنين أثناء الانتخابات الرئاسية الجارية الآن في الوطن.

مثال جديد للديمقراطية
ووصفت الحاجة جازية حسين 55 عاما ،وهي تغادر إحدى مراكز الاقتراع برفقة زوجها بعد افتتاح المراكز الانتخابية بقليل، العملية الانتخابية، بأنها مثال جديد للديمقراطية الفلسطينية، وقالت إنها فضلت القدوم منذ فتحت المراكز أبوابها لتمارس حقها الانتخابي في هدوء قبل أن تتزايد أعداد الناخبين.

وساد الهدوء، المراكز الانتخابية بالرغم من توافد الناخبين إلى المراكز، بينما تواجدت عناصر الشرطة خارج المراكز، تنفيذا لتعليمات لجنة الانتخابات المركزية لحفظ الأمن والنظام.

ويتعين على الناخب الفلسطيني أن يضع إشارة " x " على بطاقة الانتخاب إلى جانب اسم المرشح الذي يختاره قبل أن يودع بطاقته في صندوق الاقتراع ،وقبل ذلك يخضع إبهام الناخب لحبر لجنة الانتخابات ، وهو تدبير اعتمدته اللجنة الانتخابية المركزية تفاديا لتكرار أي عملية تلاعب في الاقتراع خاصة وانه لا يمحى لمدة 48 ساعة.

اولويات الرئيس
وعلى الصعيد الشارع الفلسطيني غصت المتنزهات والأماكن العامة بالأسر الفلسطينية ودبت الحياة في المحلات التجارية والأسواق وشوهد العشرات من الأطفال يلهون وعائلاتهم بالأماكن العامة وذلك احتفالا وفرحا بهذا اليوم.

وأعربت ام نائل إحدى الأسر التي ذهبت للترفيه عن أطفالها بأحد منتزهات غزة ،عن أملها بان يكون هذا اليوم هو بمثابة صفحة جديدة في الحياة الفلسطينية مشيرة الى اولويات الرئيس الجديد هو فتح الطرق وإنهاء حالة الحرب اليومية وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني من خلال فتح باب الوظائف ومساعدة المنكوبين.