مشاعر متباينة حيال العام 2005 في استفتاءات إيلاف:
لاجدوى من خدمة العلم ولا إصلاحات عربية

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: ودعنا العام 2004 بيدٍ أحزنها هول كارثة مدٍ بحري ضرب آسيا، الكارثة التي ضربت إخوتنا بالإنسانية ومازلنا نحصي أعداد ضحاياها، وشردت سواهم من معدمين أصلًا كانوا يعيشون في بيوت ترتعش فجرفها عصف المد قبل اقترابه منها ليجمع جثث المصطافين الأغنياء مع جثث السكان الفقراء. وكانت الهبة العالمية لإغاثة المنكوبين مدعاة تفاؤل بعد اتساع الهوة بين الناس قبل ذلك بسبب الإرهاب وطرق مكافحته، ليصحّ قول بأن "المصائب تختصر المسافات حتى بين المتعادين".

"إيلاف" التي أصرت على اكتساء حلة ترسم الفرحة على وجوه متصفحيها لتخفف وقع الحزن الذي تركه بينهم العام الفائت، سألت قراءها عن شعورهم بالعام الجديد، لتجد أن أكثر من ألفي متصفح متفائل بالعام 2005 في معرض إجابتهم على سؤال الاستفتاء.

وأبدى ما نسبته 37% من المتصفحين تشاؤمًا في العام الجديد، بينما أعرب 19% عن عدم اهتمامه، فيما قال 51% من المصوتين البالغ عددهم 4397 أنه يشعر بالفرح والتفاؤل بحلول العام الجديد. وهي نسبة كبيرة وحصيلة جيدة ومبشرة اذا ماعرفنا مايعانيه المواطن العربي من مكدرات العيش الكثيرة التي تبعث على التشاؤم. وكانت النسبة المتفائلة من المصوتين قد ادلت برأيها في بداية التصويت حيث مازالت الذاكرة مشبعة باحتفالات العام الجديد، إضافة الى استهلاله بالانتخابات الرئاسية في فلسطين والعراق؛ المكانين المثيرين للجدل عربيًا وعالميًا.

لا إصلاحات
أما في صفحة السياسة التي يهرع اليها متتبعو كل خبر فيها، فكانت الإصلاحات العربية السياسية والاجتماعية والاقتصادية سؤالها بعد أن تزاحمت الدعوات لها مع كثرة تردادها حتى من قبل الحكام العرب الذين يعتبرون العائق الاكبر أمامها وهو ما أدخلها في نفق بلا ضوء بعد أن اتضح ان دعوات الحكومات العربية لها ليست سوى احتوائها وتوجيهها الوجهة التي تثبت دعائم حكمها.

ووجد 64% ان الاصلاحات غير ممكنة عام 2005. وراى 36% انها ممكنة توزعوا بين 17% رأوا إنه عام الاصلاحات العربية و19% من الذين يعتقدون بإمكانية كونه عام الإصلاحات العربية. وكان عدد المصوتين في هذه الصفحة 2275. ولا استغراب في التناقض الذي يظهر بين الصفحة الرئيسية وصفحة السياسة، فأغلبية المصوتين في الصفحة الرئيسية أعربوا عن تفاؤلهم بالعام الجديد بينما الأغلبية في صفحة السياسة قالوا انهم متشائمين، إذ ليس أغلبية متصفحي إيلاف هم من محبي ومتابعي السياسة المتشائمين في أغلب الاحيان عربيًا.

لاتغيير
وضمن ذات السياق الخاص بالعام الجديد، فقد وجد مانسبته 69% من متصفحي قسم "كتاب ايلاف" ان المفكرين العرب لن يلعبوا دورًا تغييرًا في العام الجديد، إذ الحرية تعد شرطًا اساسيًا لكل تغيير حقيقي فما بالك على مستوى الفكر الذي تسعى معظم الأنظمة العربية لمحاربتة او تتطويعة لخدمتها. إضافة الى ذلك، فالإنسان العربي يعوّل على السياسي دون الثقافي في التغيير الذي يأمله بسبب يأسه من الثقافي العربي المنزوي بعيدًا.

أما الـ 27% فيرون ان العام الجديد سيشهد دورًا تغييريًا للمفكرين العرب بينما لا يهتم أو لا يعرف 4% من المصوتين الذين بلغ عددهم في هذا القسم 523 بالأمر.

تفاؤل بالتغيير
وفي السياق نفسه حول التغيير في العام الجديد، سال قسم "أصداء" إن كان العالم العربي سيشهد تغييرات سياسية مهمة، فكانت النسبة الاكبر لصالح التغييرات السياسية عربيًا إذ وجد 60% ذلك وخالفهم 33% مع نسبة ضئيلة هي 7% من مجموع المشاركين بالتصويت وعددهم 458 قالت انها لاتدري.

تفاؤل الـ60% هنا متأت من الانتخابات الفلسطينية والعراقية والاتفاق في السودان والهراوة الاميركية المرفوعة على رؤوس الانظمة الاستبدادية التي ترى في التغيير مقتلها.

الرواية العربية
كما في كل عام سيشهد العام الجديد طباعة عشرات الروايات العربية. وكما في كل عام سيمر عليها سريعا دون أن تحظى واحدة منها باهتمام عالمي كروايات الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز مثلًا.

في قسم الثقافة وجه المحرر الثقافي في إيلاف هذا السؤال الى قرائه فوجد ما نسبته 58% منهم ان لاتأثير عالميًّا ستحظى به اية رواية عربية في العام الجديد. انما 24% من 250 هم عدد المصوتين يتوقعون بروز رواية عربية على الصعيد العالمي. لكن نسبة ليست قليلة كما في كل مرة 18% لاتدري شيئا حول ذلك وهي نسبة تمتلك مسحة من تفاؤل حذر ازاء الروائيين العرب، فلم تنف او تؤيد صدور رواية عربية تحظى باهتمام عالمي.

كمبيوتر جديد
وللعام الجديد كمبيوتره أيضًا. فهل فكرت ان تقتني فيه جهازًا جديدًا بعد هذا الجهاز الذي انهكك بكثرة استخدامه؟ سؤال الكمبيوتر الجديد في العام الجديد طرحه الزميل طارق السعدي المشرف على قسم كمبيوتر وإنترنت الذي يرى ان الأغلبية المطلقة من المشاركين صوتت لصالح كلا بنسبة 52% تتضمن هذه الفئة أغلبية من المستعملين الذين لا يرغبون إطلاقا في الافتراق عن كمبيوتراتهم القديمة او حب الكمبيوتر الاول غير القابل للنقاش بالاضافة للفئات التي تعبر شراء الجديد مع مطلع العالم بدعة تجارية ليس الا فمادام الكمبيوتر صالحًا للاستعمال فلماذا استبداله؟..

في حين صوتت أغلبية متوسطة وليست بالقليلة على السؤال باختيار نعم بنسبة 40% وهي اما تعكس الفئات الميسورة التي تحب تغيير الكثير من الاشياء مع مطلع العام كما تغير اشياء ولوازم حياتية اخرى كرمزية للثراء والعيش الرغيد او من الفئات التقنية جدا التي ترى مع مطلع العام فرصة لاقتناء الكمبيوترات الحديثة المتضمنة لأحدث الخصائص والبرامج.
اما الفئة الاقل تصويتًا فكانت من النسبة التي لايهمها الامر بمشاركة 8% فالحديث لاغ عندها والكمبيوتر سواء كان قديمًا او حديثًا مثله مثل العام لايعني اية فرضية له باقتناء الجديد من عدمه، وهي فعلا فئة عدمية على الاقل من الزاوية التقنية. مجموع الذين صوتوا:504.


رياضة عربية
في قسم الرياضة وجه الزميل عبد الله الدامون سؤالًا لمتفرجيه حول الرياضة المتفوقة عربيًّا عام 2004 فوجد الدامون أن لا شيء سيقنع العرب أن شيئًا ما يسير بشكل جيد في هذا الزمن العسير. فسواء تعلق الأمر بالرياضة أو بالسياسة أو بالاقتصاد فإن الأشياء تبدو وكأنها تسير إلى منحدر سحيق. قراء إيلاف الذين شاركوا في استفتاء هذا الأسبوع حول الرياضة التي تفوقت عربيًّا سنة 2004 أجاب أغلبهم أنه لا توجد أية رياضة متفوقة. وقال 44 في المائة من مجموع المصوتين (766) في استفتاء إيلاف إنه لم تتفوق أية رياضة عربية سنة 2004، فيما قال 31% إن كرة القدم هي المتفوقة، بينما اعتبر 25 % أن ألعاب القوى هي الأكثر تفوقًا خلال العام الماضي.

ويرى الدامون ان ما يمكن استنتاجه هو أن الآراء لدى قراء إيلاف تتنوع وتختلف حسب اختلاف المناطق والبلدان. فمن الطبيعي أن يقول القطريون إن كرة القدم هي المتفوقة لأنهم فازوا بكأس الخليج قبل أيام. ومن الطبيعي أن يقول العمانيون ذلك لأنهم لعبوا مباراة النهاية. كما أنه من الطبيعي أن يقول أنصار فريق الاتحاد السعودي إن كرة القدم تفوقت لأن فريقهم خلق المعجزة وفاز بكأس آسيا للأندية.

لكن هناك شريحة عريضة أخرى لن تقبل بغير ألعاب القوى بديلا. وهؤلاء في الغالب الأعم مغاربة، أو مغاربيون من كل شمال إفريقيا يعتزون بانتمائهم الجغرافي ويصوتون لمن يرفع رايته في السماء. لذلك فإن هشام الكروج بطل الأبطال في أثينا وفي الملتقيات العالمية كان الأكثر تفوقًا والأكثر اكتساحاً للألقاب. لكن الغالبية العظمة قالوا إنه لم يتفوق شيء ولم يتفوق أحد. لا منتخب قطر ولا الاتحاد السعودي ولا المغربي هشام الكروج. وهؤلاء لديهم الكثير من الصواب. فكأس الخليج جرى بين العرب ومن الأكيد أن يفوز بها فريق عربي. وكأس آسيا لا يعني الكثير جدا في الكرة العالمية. أما هشام الكروج فإنه فرد حقق ألقابًا في ظل ترد شامل لألعاب القوى مغربيًّا وعربيًّا.
لا شيء إذن.

خدمة العلم
هل من جدوى للخدمة الالزامية التي تسمى خدمة العلم؟ هذه الخدمة التي ينظر اليها الكثير من الشباب كممحاة لكل ماتعلمه الشاب في حياته التي سبقت الخدمة بسبب القسوة التي يتعامل بها العريف مع الجندي المكلف بخدمة العلم رغم انفه بل قد تودي بحياته في اوقات الحروب كما حصل في العراق الذي خاض بخادمي العلم اكثر من حرب اودت بحياة معظمهم فيما قضى المتبقون منهم عشرين عاما متواصلة كمكلفين بخدمة العلم.


الزميلة نسرين عز الديم المشرفة على قسم الشباب وجهت سؤال خدمة العلم وجدواها على زوار قسمها. وترى الزميلة نسرين انه وعلى الرغم من الاطار الوطني البحت لتجنيد الشباب من اجل خدمة وطنهم، الا ان هذه المدة غالباً ما تكون على حساب الشباب نفسه اذ تترواح بين سنتين او سنة او اكثر. فلا يكاد يتخرج من الجامعة حتى يمضي الفترة المحددة له في خدمة العلم.. الامر الذي يضع جانبًا اي خطط مستقبلية او فرص عمل. وعليه علت الصرخة مطالبة بإلغاء خدمة العلم في الوقت الذي تصر فيه الجهات المسؤولة على ضرورة الالتزام بها 59% من مجموع الذين صوتوا (700) اكدوا انهم لا يؤمنون بجدوى خدمة العلم مقابل 31 % لا تزال تؤمن بجدواها و10% لا تزال متحفظة الى حد ما حول الانضمام الى المعسكر الرافض او المؤيد.


عام بؤس
الخاتمة التي تركنا بها العام المنصرم القت بظلالها على متصفحي قسم التحقيقات الذين سالناهم عن انطباعهم عنه فرأى 54% منهم (203) انه كان لهم بمثابة عام بؤس. وخالفهم 27% الذين كان لهم عام فرح وبهجة. وبين المجموعتين كانت نسبة 20% لم تهتم به. اذ مر عليهم كسواه. ملقين بآمالهم مع النسبة الاكبر من اليائيسن والمتفائلين أيضًا بالعام الماضي صوب العام الجديد.

اليورو قادم يادولار!
شهد العام المنصرم تفوقا لليورو على الدولار الى اعلى مستوى منذ انطلاقه حد انه لامس الـ 1.40 دولار لليورو الواحد بعد ان كان اليورو يساوي 80 سنتًا مقابل الدولار.

هذه السطوة اليوروية رافقت مصوتي قسم الاقتصاد الذين يرى 41% منهم ان العام القادم سيكون عام اليورو فيما 29% يرون انه سيكون عام النفط. انما 30% يرون ان العام 2005 سيشهد أزمة اقتصادية كبرى.

صحف الحكومة
مع اتساع ثورة الانترنت ودخولها معظم البيوت حتى العربية الممانعة منها فقد وجدت الصحف الحكومية العربية نفسها في مساحة تضيق مع الايام. في قسم جريدة الجرائد كان السؤال عن هذه الصحف الحكومية العربية ومدى تأثيرها.

من بين 665 الذين شاركوا الاجابة توقع 53 بأن تأثير هذه الصحف سينحسر في المستقبل، فيما توقع 44 بالمئة بأن يستمر التأثير، بينما تبنى 3 في المائة مذهب اللاأدرية.
الزميل محمود الجاري المشرف على قسم جريدة الجرائد يرى ان الذين توقعوا بانسحار تأثير الصحف الحكومية يكونون قد وجهوا بطريقة أخرى رسالة إلى الحكومات العربية تدعوها إلى رفع أيديها عن الصحف خاصة والإعلام بصفة عامة، ويقولون لها إن صحفها لن يكون لها في المستقبل أي تأثير في توجهاتهم واختياراتهم، وإن تلك الصحف ستصبح مع توالي الأيام مجرد نشرات داخلية يتقاذفها الموظفون في الإدارات إن كانت صالحة للقذف من قريب أو بعيد.


اغنيات هابطة
قسم الموسيقى طرح في استفتائه الأسبوعي، وخلال الأيام الأولى من العام 2005، سؤالاً عن ظاهرة او موجة الأغنيات الهابطة التي برزت بشكل كبير خلال العام المنصرم. وكان السؤال: هل تعتقد ان موجة الأغنية الهابطة في 2005 ستكرّس أكثر، ام سوف تنحسر. وكانت النتائج على الشكل التالي: 56% من المصوتين قالوا انها ستكرّس أكثر، بينما اعتبر 33% منهم انها ستنحسر، ليقول 11%: لا يهمني.

الزميلة رولا نصر المشرفة على القسم مع قسم الموضة قالت: للأسف اتت النسبة الأكبر لمن قالوا ان الظاهرة ستكرس اكثر، ربما لعدم تصديقهم بعد اليوم امكانية بروز فنانين جدد يحملون بالفعل رسالة فنية، صادقة على الأقل، وهذا بسبب تزياد هذه الموجة يوماً بعد يوما دون حسيب او رقيب. ترى على من يقع اللوم؟؟؟
اغنية رقم واحد
اما في قسم منوعات، فقد طرح سؤال عن سهرات ليلة رأس السنة عبر شاشة التلفزيون، واي السهرات تمت متابعتها أكثر. وكان السؤال: ما هي السهرة التلفزيونية التي تابعتها، بينما كان الإختيار بين سهرة ستاراكاديمي 2 على شاشة ال بي سي، وبرنامج الأغنية رقم واحد عبر شاشة المستقبل، او الحفل الغنائي لهيفاء وهبي الذي عرض على شاشة روتانا.
واتت النتائج على الشكل التالي:

نال برنامج ستاراكاديمي في ليلته الأولى التي كانت بطاقة تعريفية عن الطلاب الجدد، نسبة 22% من المصوتين، وهي النسبة الأقل، بينما نالت هيفاء وهبي نسبة 34% من الأصوات. اما النسبة الأكبر فقد حققها برنامج الاغنية رقم واحد في حلقته الخاصة عن ابرز اغنيات 2004 مع نجوم مميزين مثل ملحم زين وسعود ابو سلطان وغيرهم من ابناء برنامج سوبر ستار2، ونال البرنامج نسبة 44 % من المصوتين وهي النسبة الأكبر.

فورة مصممين
اما في قسم موضة، فقد طرح السؤال: هل تعتقد ان عام 2005 سيشهد فورة مصممين عرب؟ وكانت النتائج:


37% قالوا كلا، و43% قالوا نعم، بينما قال 21% لا اعرف.
قد يكون هذا مؤشرا إيجابياً، حسب الزميلة رولا نصر، ودليل تفاؤل في ان يعتبر الجمهور ان العام الجديد سيبشر بولادة مصممين عرب مميزين، او في بروز من هو موجود حالياً بشكل اكبر واكثر فعالية، نظرًا لما يتمتع به الشرق من ذوق رفيع في مختلف مجالات الموضة.

محكومون بالامل
التفاؤل الذي بدأنا به قراءتنا لاستفتاءات الاسبوع الفائت نختم به في قسم الصحة بإيلاف حيث كانت اجابات 59% من المشاركين فيه والبالغين 892 متفائلًا بأن يشهد العام الجديد إكتشاف علاج للايدز الذي اهلك الملايين من الناس خاصة الاطفال منهم. ولم يفرق بين احد دون آخر اذ كان بينهم ابن المناضل الافريقي نلسون مانديلا الذي مات منذ ايام بذات الداء.

31% تعتقد عدم امكانية التوصل الى اكتشاف حاسم، ونسبة11% لم تستطع تحديد موقف معين تجاه تلك المسألة الطبية. ويبقى الامل هو الملجأ الاخير خاصة للمبتلي بهذا المرض أو سواه. كما قال الكاتب المسرحي السوري الراحل وهو يكابد مرض السرطان قبل سنوات(نحن محكومون بالامل).