رام الله: اعلن وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات صباح اليوم معلقا على النتائج غير الرسمية لانتخاب محمود عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية، ان "الكرة الان في الملعب الاسرائيلي". وقال "اهم تحدي هو استمرار السياسات الاسرائيلية في الاستيطان والجدار والعدوان". وحذر من انه "ما دام ذلك مستمرا ستظل اللامور مرشحة للانهيار". وقال ان "ادارة الرئيس (الاميركي جورج) بوش مطالبة بالزام الحكومة الاسرائيلية بالعودة الى طاولة المفاوضات وعملية السلام".

وقد اشاد الرئيس بوش امس بحسن سير انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية والمشاركة الكبيرة فيها واعلن انه مستعد للعمل مع المرشح الذي يفوز فيها.

وافادت استطلاعات الرأي التي اجريت مساء امس الاحد عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع ان عباس فاز بنحو ستين بالمئة من اصوات الناخبين متقدما بفارق كبير على المرشحين الآخرين. ويفترض ان تعلن لجنة الانتخابات المركزية صباح اليوم النتائج الرسمية.

قيادي في حماس في الضفة الغربية يهنئ محمود عباس
وهنأ الشيخ حسن يوسف احد ابرز قياديي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الضفة الغربية اليوم عباس (ابو مازن) "بمناسبة فوزه".

وقال حسن يوسف "اتصلت بابو مازن وهنأته بمناسبة فوزه" في الانتخابات حسب ما افادت استطلاعات الراي مساء امس الاحد.

وحول ما اذا كانت حركة حماس ستلتزم بما سيصدر عن السلطة الوطنية من قرارات لاحقا قال يوسف "نحن نحترم اختيار الشعب الفلسطيني لكن يجب الاخذ في الاعتبار ان ابو مازن حصل على اصوات 65% من 60% من الناخبين وهي نسبة متدنية". الا ان رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر اعلن مساء الاحد ان نسبة المشاركة بين الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية بلغت 70%.

واكد يوسف "ان حصول ابو مازن على هذه النسبة يوضح حجم التاييد لقرار حركة حماس مقاطعة الانتخابات" معتبرا ضمنا ان الاربعين بالمئة التي لم تصوت تجاوبت مع الدعوة الى المقاطعة. وكانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي دعتا الى المقاطعة "ترشيحا واقتراعا".

لكن حسن يوسف اضاف "لا يجوز اعطاء احكام مسبقة ونحن الان لا خيار امامنا الا الجلوس تحت سقف واحد وتصويب اشكال الخلل الذي اصاب كل نواحي الحياة". وقال "يجب ترتيب البيت الداخلي لمواجهة الاخطار المحدقة" بالشعب الفلسطيني.

وسائل الاعلام الاسرائيلية ترحب بفوز عباس
وفي ردود الأفعال رحبت وسائل الاعلام الاسرائيلية اليوم بانتصار عباس بغالبية، معتبرة بصورة عامة انه يمثل "بداية جديدة". وعنونت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار "اننا نبدأ من جديد. رئيس جديد للفلسطينيين وحكومة جديدة في اسرائيل".

وكتبت الصحيفة "ان موجة عارمة حملت عباس الى السلطة. ثمة من يمكننا التحدث اليه"، مشيرة الى ان "الرئيس الجديد دعا الى وقف الارهاب" وان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيتصل به قريبا ليقترح عليه عقد اجتماع "ربما الاسبوع المقبل".

وابدت صحيفة معاريف الحماسة ذاتها مشيدة بالانتصار "الكبير" الذي حققه عباس. واعتبرت الصحيفة ان فوز ابو مازن يفتح "صفحة جديدة بين اسرائيل والفلسطينيين لانهم انتخبوا للمرة الاولى زعيما يدعو الى نهاية اعمال العنف ضد اسرائيل".

من جهتها كتبت صحيفة هآرتس انه "بتحقيقه انتصارًا انتخابيًّا واضحًا، فان عباس حصل على تفويض واضح يخوله تحريك عملية السلام والسيطرة على الناشطين ووضع حد للفساد في السلطة الفلسطينية".

واوردت صحيفة "جيروزالم بوست" الصادرة بالانكليزية ان "المسؤولين الاسرائيليين يعتبرون ان التفويض الذي حصل عليه عباس ينبغي ان يسمح له باتخاذ تدابير من اجل وقف اطلاق صواريخ او قذائف هاون على اسرائيل بدون ان يجازف باثارة حرب اهلية".

وكتبت الصحيفة ان "اسرائيل ستطلب استئناف التنسيق الامني فورا" مع الفلسطينيين، مضيفة ان "المسؤولين الاسرائيليين يعولون على العناصر الثلاثين الفا في الاجهزة الامنية الموضوعة في تصرف السلطة الفلسطينيين من اجل ان ينتشروا ويمنعوا اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون".

صحف باريس ترى أملا في السلام
أما في فرنسا فتصدر انتخاب محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية صباح اليوم الصحف التي اجمعت على التاكيد بان فوزه يحمل آمالا باحلال السلام.

واعتبرت صحيفة "لو فيغارو" المحافظة ان تصويت الفلسطينيين لمحمود عباس هو تصويت للسلام، مشيرة الى ان "محمود عباس حصل على 66% من الاصوات بحسب اول استطلاع للرأي اجري لدى الخروج من مراكز الاقتراع".

من جهتها، عنونت صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية على الامل الذي يحمله عباس، معلنة ان "رئيس منظمة التحرير الفلسطينية انتخب بدون مفاجأة خلفا لياسر عرفات على رأس السلطة الفلسطينية".

من جهتها، تساءلت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية "بعد التصويت، متى الدولة؟" وكتبت الصحيفة "ان التفاوض في السلام يستلزم وجود شخصين. ياسر عرفات وجد في اسحق رابين (رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي قتل عام 1995) المحاور الذي اتاح فتح طريق اوسلو".

روكار: السلطة الفلسطينية ستكتسب "احتراما"
من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشال روكار (اشتراكي) الذي يقود وفد المراقبين الاوروبيين الى الانتخابات الفلسطينية، اليوم ان انتخاب عباس سيمنح السلطة "احتراما دوليا".

وقال روكار متحدثا لاذاعة "راديو فرانس انترناسيونال" انه "لن يكون في وسع الحكومة الاسرائيلية ان تستمر الى الابد في نفي هذا الاحترام" الذي اكتسبته السلطة الفلسطينية. واعتبر ان "محمود عباس يتحمل مسؤولية الخطوات الاولى في مجال الادارة الداخلية للسلطة الفلسطينية واستعادة السيطرة على الاجهزة (..) اما على صعيد المفاوضات الدولية، فان الخطوة الاولى تعود لاسرائيل".

ووصف رئيس الحكومة السابق محمود عباس بانه "يتمتع بخبرة طويلة في السلطة والعمل السري والكفاح والتفاوض والقيادة الفعلية للسلطة الفلسطينية". وقال "انه رجل محنك وجدي ورزين ومعتدل"، مشيرًا الى ان عباس هو "الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يقول بوضوح ان الارهاب يضر بالشعب الفلسطيني اكثر من سواه".