نصر المجالي من لندن: تصاعدت ردات الفعل اليوم (الخميس) على الساحة البريطانية وخصوصا من اليهود البريطانيين وأنصارهم ضد الأمير الصغير هاري ثاني أنجال ولي عهد بريطانيا وهو الثالث على خط العرش البريطاني من بعد ارتدائه قميصا يحمل الشعار النازي، وطالب ناشطون يهود بريطانيون وسياسيون على مستوى كبير، الأمير هاري بضرورة زيارة معسكر الاعتقال النازي أوتشوفيتز ليرى بعينه الحقائق، حول ما فعله النازيون الألمان ضد اليهود في أربعينات القرن الماضي خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي بيان لأحد أهم المراكز والمؤسسات اليهودية البريطانية وهو مركز فيسينتال لحقوق الإنسان اليهودي طالب الأمير الصغير هاري بزيارة معسكرات الاعتقال "حتى يرى بنفسه المآسي التي خلفها الحكم النازي في أربعينات القرن الماضي".

وكانت صورة للأمير هاري نشرتها الصحيفة الشعبية المتخصصة بالفضائح (ذي صن) وهي من مطبوعات كثيرة يصدرها في لندن والولايات المتحدة وأستراليا وإسرائيل، الناشر الملياردير روبرت ميردوخ، حيث كان يرتدي قميصا يحمل إشارة النازية بالصليب المعقوف أثارت ردات الفعل الساخطة من جانب أنصار الصهيونية واليهود على الساحة البريطانية.

وقال الحاخام اليهودي مارفين هاير وهو مؤسس مركز فيسينتال إن "ظهور الأمير البريطاني في تلك الصورة مثير للسخط، وهو أمر معيب لبلاده التي قدم آلاف من جنودها أرواحهم لقهر الحكم النازي، وكذلك إنه احتقار لضحايا ذلك الحكم النازي البغيض".

وأضاف "نحن نناشد الأمير هاري لمرافقة الوفد البريطاني الذي سيزور أوشوفيتز في السابع والعشرين من الشهر الحالي لإحياء الذكرى الستين لضحايا النازية، وحين يشارك في الذكرى، سيرى الأمير بعينه آثار تلك الكارثة".

وكان المتحدث الرسمي السابق باسم قصر بكينغهام الملكي البريطاني ديكي آربيتر ندد بما فعله الأمير الصغير ، وقال في حديث للراديو 4 في هيئة الإذاعة البريطانية "مع استذكار ضحايا المحرقة النازية، فإن اعتذارا مكتوبا من جانب الأمير غير كاف"، وأضاف "على الأمير الذي وصل سن الرشد أن يعتذر بشكل شخصي عن غلطته التي لا تغتفر، فكلنا يعرف التاريخ جيدا، والأمير تجاوز سن العشرين والمراهقة وتصرفاته محسوبة عليه".

ومن جهته، قال آندي بايك، من وحدة مقاومة الفاشية "الأمير هاري واحد من الشباب البريطاني المتعلم والمثقف جيدا وهو يستعد ليكون ضابطا في الجيش، ارتكب حماقة لا تغتفر في ارتدائه ذلك القميص، ولا ندرك ما إذا كان الأمير مهتما بنتائج فعلته". وأضاف "ما فعله الأمير هاري يشكل إساءة ليس لليهود وحسب بل لآخرين كثيرين في المجتمع البريطاني".

ودعا بايك ، الأمير هاري ليس للاعتذار وحسب بل أن يقدم عملا ما ليؤكد عمليا ابتعاده عن النازية البغيضة، وكذلك النأي بنفسه عن الهيمنة التي يعتادها الجنس الأبيض عن غيرهم من البشر، وأن يبتعد عن مفهوم اللاسامية والعنصرية، كونه أميرا في أسرة ملكية مؤثرة في القرار العالمي.

وأخيرا، عبر اللورد جانر، وهو رئيس سابق للمجلس اليهودي البريطاني عن امتعاضه من الأمير هاري، بقوله "ارتكب الأمير خطيئة، وأعرف أنه اعتذر عما فعله، ولكن يجب التنبيه إلى أن بريطانيا التي ضحت بجنودها في الحرب ضد النازية، لا يمكن أن تتحمل عملا غبيا يصدر عن أمير مثل هاري".

يشار إلى أن الأمير هاري الذي فقد والدته الأميرة ديانا وعاش يتيما، طوال السنوات الثماني الماضية، حيث والده ولي العهد الأمير تشارلز لا يعطيه الرعاية الكافية لانشغالاته البروتوكولية، أثار دهشة الجميع في ارتدائه للقميص الذي يحمل الإشارة النازية خلال حفلة اجتماعية مع أصدقاء له.

وطالب زعيما حزبي المعارضة مايكل هيوارد (المحافظون) وتشارلز كينيدي (الأحرار الديمقراطيون) الأمير هاري بالاعتذار رسميا وعلانية عن الفعل الذي قام به، ومن جهته قال رئيس الوزراء البريطاني العمالي توني بلير "نحن نتعامل مع القصر الملكي في هذا الشأن وستكون النتائج حسنة بما يرضي الجميع". كما طالب نواب في البرلمان البريطاني بسحب طلب تعيين الأمير هاري في القوات المسلحة، حيث سيتخرج نهاية هذا الشهر من الكلية العسكرية الملكية الشهيرة ساندهيرست.

وإليه، فإن دبلوماسيين أجانب يتقدمهم وزير خارجية إسرائيل سيلفان شالوم، عبروا عن استنكارهم لما صدر عن الأمير البريطاني الصغير، وقال شالوم"على الأمير الذي ارتكب خطيئة أن يتعلم الكثير".