كشفت مصادر دبلوماسية غربية ل " إيلاف " عن وجود ضغوط سياسية داخل الولايات المتحدة لنقل الملف السوري من وزارة الخارجية إلى وزارة الدفاع ( البنتاغون ). وأوضحت المصادر أن قوى اميركية راديكالية من تيار " المحافظين الجدد " من كتاب وصحافيين وأكاديميين أميركيين مستمرة بحملة داخل الولايات المتحدة لنقل الملف السوري من يد موظفي الخارجية إلى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكبار مساعديه وفي مقدمتهم بول وولفووتيز.

وأماطت المصادر الغربية اللثام عن أن " الدافع لهؤلاء لنقل الملف السوري إلى البنتاغون هو شكوكهم بأن تتمكن الوزيرة المرتقبة كونداليزا رايس من تحقيق طموحاتهم في الشرق الأوسط وذلك لأنها لن تقوم بتغييرات جذرية في سلك الموظفين العاملين بملفات الشرق الأوسط ".

هذا في وقت عبّرت مصادر سورية عن " استيائها " الشديد من الحملة " الأميركية – الإسرائيلية " على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو في الرابع والعشرين من الشهر الحالي. وأرجعت المصادر هذه الحملة إلى " رغبة الإدارة الأميركية نبذ سياسة الحوار وتمسكها بسياسية الضغوط وحصار سورية وعدم الاكتفاء بمعاقبتها وإنما معاقبة كل من يتعاون معها ".

ويرى مراقبون سوريون أن إدارة بوش تحاول إغلاق جميع النوافذ على سورية لذلك فإنها سوف " تستاء من أي دولة تفتح نافذة لسورية وترّحب بها وتقيم معها علاقات استراتيجية ".

وكانت الصحافة المقربة إلى " الصقور " ، في الإدارة الأميركية ، شنّت حملة واسعة على وزير الخارجية الأميركي وشدّدت على أن سياسته تجاه بلدان الشرق الأوسط " ليست حازمة " مشيرة إلى أن تصريحاته حول العراق قبل الانتخابات الأميركية كانت " مزعجة جدا " لحملة الرئيس جورج بوش. وعلى الرغم من ذلك ، يبدو أن تيار الصقور " غير مقتنع " بالجهود التي يمكن أن تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية المرتقبة رايس طالما لم تتخلّص من الدبلوماسيين الذين عملوا تحت جناح باول.

من جهة أخرى ، أبلغت مصادر سورية مطلعة " إيلاف " أن تغطية بعض وسائل الإعلام العربية للضغوط الأميركية الآن على سورية هي تغطية " غير موضوعية " و " مجحفة " وأحيانا هدفها إثارة القارئ لا نقل الحقائق له.

وأوضحت المصادر أن بعض الصحف العربية دأب مؤخرا على " وضع تخيلات ومخططات عسكرية لهجوم أميركي محتمل على الحدود الشرقية لسورية " مشيرة إلى أن هذا الحديث الصحافي بات الموضوع اليومي لبعض الصحف العربية وكأنها " ترغب بوقوع حرب على سورية اليوم قبل غد ".

وتصف المصادر السورية المشاهد والتغطية الصحفية لبعض هذه الصحف ، التي لم تشأ ذكر اسمها ، بأنها تغطية " ميلودرامية أو هوليودية ترقى الى مستوى الخيال وهدفها أن تثير القارئ العربي الذي يبحث عن معلومات جديدة فلا يجد أمامه سوى هذه التغطية المثيرة بمعلومات وأرقام مختلقة وبعيدة عن الدقة والموضوعية الإعلامية".

وكانت أشارت صحف عربية في الآونة الأخيرة إلى احتمال أن تقوم الولايات المتحدة بإجراء عسكري ضد سورية تحت تأثير " لوبي الصقور " في الإدارة الأميركية والذي يزعم " تورط دمشق في أعمال العنف بالعراق " ، إلا أن هذا ما تنفيه دمشق بشدة وتطالب بتقديم " أدلة مقنعة" عليه.