سمية درويش من غزة: في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر فلسطينية ان محمود عباس "أبو مازن " رئيس السلطة، سيصل الأربعاء القادم إلى قطاع غزة للقاء قيادات الفصائل الفلسطينية، من أجل بدء حوار شامل يهدف للتهدئة والوصول لاتفاق وقف إطلاق نار متبادل مع إسرائيل، اتهم رئيس حكومة إسرائيل الحكومة الفلسطينية الجديدة بعدم فعل شيء للحد من العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية اتجاه الإسرائيليين، مهددا في الوقت ذاته باتخاذ إجراء عسكري أشد تجاه المقاومة الفلسطينية.

وكانت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" قد أعربتا أمس عن استعداداهما لدرس خيار التهدئة بعد توقف كل أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

ورغم موافقة حركات المعارضة الفلسطينية لتهدئة غير معلنة بعد، تزيد إسرائيل من ضغطها على الشارع الفلسطيني من خلال إغلاقها للمعابر وتصعيد هجماتها تجاه المدنيين العزل في محاولة لإفشال أي حوار فلسطيني داخلي للتهرب من استحقاقاتها ،وعدم الإيفاء بالشروط التي قد تطلب منها برعاية أوروبية او اميركية.

ومع ارتفاع وتيرة التصعيد بين الجانبين يبقي المدنيين الفلسطينيين الفريسة السهلة لرصاص القناصة وصواريخ الاباتشي ،ومعابر الموت الذي أصبح يطلق عليها من قبل السكان المحليين.
قال ساهر خويلدي 36 عاما نريد وقفا للحرب الدائرة ،موضحا بان السكان هم الحلقة الأضعف في الصراع الدائر وان الأطفال أصبح عنوانهم الرعب والخوف.

ورأى خويلدي في حديثه لـ"إيلاف" بانه يجب على فصائل المقاومة إعطاء فرصة للرئيس المنتخب وتمكينه من التحاور والتفاوض ،كي يتمكن من إخراج الفلسطينيين من دائرة الحرب والفقر .
ويجمع ألاف الفلسطينيين على ضرورة إعطاء الدبلوماسية الفلسطينية فرصة للوصول الى بر الأمان ،كما يرفضون بشدة التصعيد الإسرائيلي الواقع عليهم ،ويؤكدون حقهم في الدفاع عن أنفسهم.
وبين تصريحات شارون، ورغبة القيادة الجديدة بإعطاء فرصة للتهدئة والحوار ،وتعطش الفلسطينيين للحياة الآمنة ،يبقى الباب مفتوحا على مصراعيه، لما سيحرزه به ابو مازن خلال اليومين القادمين في اجتماعه مع الفصائل الفلسطينية ،لاسيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي الأكثر معارضة لإبرام أي اتفاقات سلام مع العدو الإسرائيلي.