توعدت بالانتقام وبموجة اغتيالات ضد الحركة
القاعدة تتهم فتح تزويد الأميركيين بمعلومات مخابراتية

مخيم عين الحلوة
عادل درويش من لندن: جدد تنظيم "القاعدة" تحركه ضد منظمة فتح، كبرى منظمات التحرير الفلسطينية، في مخيم عين الحلوة الفلسطيني في جنوب لبنان، متهمة المنظمة بالتعاون مع المخابرات اللبنانية لاغتيال عملاء القاعدة قبل عامين، ومساعدة الأميركيين، بمعلومات أدت إلى القبض على خالد شيخ أحمد، من قيادي القاعدة في باكستان، حسب معلومات مصادر دبلوماسية غربية في بيروت، حذرت من احتمال اندلاع حرب سرية بين منظمات اسلامية مختلفة.

وتحذر مصادر استخباراتية غربية وشرق أوسطية، الأمن اللبناني من احتمال موجة من العنف والاغتيالات تبدأها القاعدة ضد حركة فتح الفلسطينية بعد فك شفرات رسائل هاتف محمول وبريد الكتروني، في الأسبوعين الماضيين اعقبهما رسائل على عدد من المواقع الجهادية الإسلامية على شبكة الإنترنت، تتوعد فيها القاعدة قيادي فتح في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان. وتتهم رسائل القاعدة حركة فتح بالتعاون مع المخابرات الداخلية اللبنانية لتدبير حادث اغتيال زعيم عمليات القاعدة في عين الحلوة، ابو محمود المصري ( والمعروف ايضا بفاروق المصري) قبل عامين عندما انفجرت مرسيدس بيضاء انتظرت عند مدخل المخيم اثناء مروره فقتلته في آذار (مارس) 2003، يومين فقط قبل اعتقال الاميركيين لخالد شيخ احمد، في كراتشي، حيث اتهمت القاعدة الفلسطينيين أيضًا، بالتآمر للتبليغ عن مكانه.

فلسطينيون في مخيم عين الحلوة اللبناني يحتفون بفوز أبومازن
ووقتها اعلنت حركة تسمى نفسها "شباب العمل المسلح الفلسطيني" المسؤولية مشيرة في بيانها انهم قرروا "قطع رأس الأفعى" بعد إدانته، حسب قوله، في عدد من التفجيرات داخل المخيم، الذي انتقل إليه عام 1997. وقد تعرف ضباط المخابرات اللبنانية على المصري وقتها، مفيدين انه فلسطيني من نابلس وان اسمه الحقيقي احمد محمد حامد علي، واسمه الحركي المصري، حيث يتولي قيادة عمليات القاعدة في جنوب لبنان.

وكان المصري يتزعم مجموعة اسلامية متطرفة تعرف "بعصبة الأنصار" والتي كان يوجه نشاطها لخدمة القاعدة، حسب تقرير المخابرات اللبنانية. ويضيف مصدر دبلوماسي أميركي أن كل من المخابرات الإسرائيلية والأردنية، أكدتا معلومات المخابرات اللبنانية. وقدم الأردنيون أدلة على تورط المصري عام 1999 في عدد من العمليات الإرهابية لحساب القاعدة، ضد عدد من الأماكن المقدسة المسيحية على طوال نهر الأردن، وكان مطلوبًا للعدالة في الأردن.

وبعد فراره إلى لبنان، تورطت عصبة الأنصار في عدد من الهجمات الإرهابية ضد مواقع الجيش اللبناني، ووضعتها الخارجية الأميركية على قائمة جماعات الإرهاب العالمي التي تشملها الحرب ضد الإرهاب.

وتتوعد رسائل القاعدة فتح بالانتقام بعد اتهامها باغتيال المصري، وكانت قيادات المخيم الفلسطينية والمخابرات اللبنانية وقتها اتهمتا الموساد (المخابرات الإسرائيلية) باغتيال المصري، قائلين إن هليكوبتر إسرائيلية حلقت فوق المخيم يوم اغتيال المصري وفجرت القنبلة المخبأة في السيارة لحظة مروره، بريموت كنترول لاسلكي.

وقالت مصادر غربية لـ"إيلاف" إن البلدان المتعاونة في مكافحة الإرهاب تولي هذه التطورات اهتمامًا خاصًا، لاسيما وأن رسائل القاعدة التي تم فك رموزها، وأيضًا تهديداتها على الإنترنت، تشير إلى "إجراء تحقيق موسع حول ظروف اغتيال الأخ المصري"، حيث تتهم القاعدة فتح واللبناننين بتدبير اغتياله.

ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إنها المرة الأولى التي تشير فيها القاعدة إلى إجراء تحقيق حول مصرع أحد ناشطيها: كما انها المرة الأولى التي تعلن فيها القاعدة انها تعمل بنشاط في لبنان، كما انها المرة الأولى التي تعلن فيها عزمها على الثأر من اغتيال احد قياديّها، او القتال ضد منظمة اسلامية زميلة.

الملاحظ ان اعلان القاعدة الثأر من فتح جاء في يوم تنصيب محمود عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية. وعلمت إيلاف أن الأميركيين وحلفاءهم في الحرب على الإرهاب حذروا مخابرات عدد من البلدان الإسلامية من احتمال التصعيد في عمليات الحرب السرية بين عدد من الجماعات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، وربما الخليج.