بغداد : قال مسلحون عراقيون امس (الخميس) انهم سيقاتلون "لشهور وسنوات" لتحرير بلادهم من الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة في الوقت الذي جرى فيه تنصيب عدوهم الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن لولاية ثانية. وقبل ساعات من اداء بوش اليمين اذاعت جماعة يقودها حليف القاعدة ابومصعب الزرقاوي شريطا صوتيا يحث المتشددين الاسلاميين على كانون الثاني(يناير) انها تحطم الروح المعنوية "للطاغوت" الاميركي.
وقالت جماعة عراقية اخرى هي انصار السنة انها قتلت بريطانيا وسويديا الا انه لم يتسن التحقق من صحة الزعم الذي ورد بموقع على الانترنت. وقالت شركة جانوسيان لادارة المخاطر الامنية ومقرها لندن التي كانت قد ذكرت الاربعاء ان بريطانيا وموظفا عراقيا قتلا وان مواطنا اجنبيا فقد ان الموظف المفقود برازيلي وانها لا تعرف شيئا بشأن قتيل سويدي.
وقال الجيش الاميركي انه تم العثور على جثة بريطاني واحضرت الى قاعدة قرب بلدة بيجي التي وقع فيها هجوم قاتل نفذه مقاتلون يوم الاربعاء. وقال الاميركيون ان برازيليا فقد في نفس الهجوم. وطالب أقارب ثمانية صينيين مخطوفين في العراق بانقاذ حياتهم مع اقتراب نهاية المهلة التي حددها الخاطفون لاعدامهم. وعرض مقاتلون شريط فيديو الثلاثاء يظهر العمال الصينيين يحرسهم مسلحون وقالوا انهم سيقتلونهم ما لم توضح الصين التي عارضت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق خلال 48 ساعة سبب وجود مواطنيها في البلاد. وحث الرئيس الصيني هو جين تاو المسؤولين في العراق على عدم ادخار جهد لاطلاق سراح الرهائن.
والى جانب الخطف شن مقاتلون يحاولون الاطاحة بالحكومة المؤقتة المدعومة من الولايات المتحدة سلسلة من الهجمات قبل اول انتخابات متعددة الاحزاب خلال حوالي نصف قرن. ووقعت خمسة هجمات انتحارية على الاقل يوم الاربعاء في بغداد. وقال الجيش الاميركي ان 26 شخصا لاقوا حتفهم. وكان البيان المنسوب الى جماعة الزرقاوي رسالة تذكير بالتهديد الذي يواجهه العراقيون وهم يستعدون للتصويت. وقال المتحدث الذي عرف نفسه بانه الزرقاوي نفسه "هذا هو الجهاد قيمة وثمرة يأتي بعد صبر طويل ومكوث مديد في أرض المعركة... مكوث يستمر شهورا وسنوات متتالية".واضاف "هذا ما نتيقنه في حربنا مع حامل لواء الصليب الطاغوت الاميركي المتبجح .. فمع بطشه وتجبره بالعتاد والسلاح يلقى هوانا نفسيا وكسرا معنويا." ولم يحمل التسجيل الذي اذيع في موقع اسلامي على الانترنت امس تاريخا. وتطرق المتحدث في التسجيل الى ذكر العيد الذي يحل الخميس.
وقد أشار بوش ضمنا الى سياسته التي تثير جدلا شديدا في العراق في خطاب تنصيبه بواشنطن في وقت لاحق. وقال مخاطبا الوف الاشخاص الذين تجمعوا عند مبنى الكونغرس الاميركي بواشنطن "قادتنا الاحداث والحس السليم الى نتيجة واحدة وهي ان بقاء الحرية بارضنا يعتمد بشكل متزايد على نجاح الحرية في اراض اخرى".
وتسببت الانتخابات التي تجرى الاحد بعد المقبل لاختيار مجلس وطني في انقسام العراق. ويؤيد أغلب شيعة العراق الذين يمثلون 60 في المئة من السكان الانتخابات التي من المتوقع أن ترسخ الهيمنة السياسية للشيعة.
ولكن أعمال العنف المشتعلة في المناطق التي يمثل السنة أغلب سكانها أضرت باستعدادات الانتخابات التي تجرى هناك. ويقول عدد من زعماء أحزاب العرب السنة انهم سيقاطعون الانتخابات لان المناخ العام ليس آمنا بالنسبة لانصارهم لكي يصوتوا. وحث حزب سياسي شيعي بارز وهو جزء من تحالف يتوقع ان يكون اكبر الفائزين في الانتخابات السنة على المشاركة وقال ان عدم مشاركتهم لا تعني انهم سيستبعدون من الحكومة. وقال المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في بيان "ان عدم الفوز في الانتخابات لا يعني الغياب عن ساحة الفعل والتأثير." وقلل زعيم شيعي آخر من المخاوف ازاء ان يؤدي العنف والخلافات حول الانتخابات الى حرب اهلية.
وقال ابراهيم الجعفري نائب الرئيس العراقي وزعيم حزب الدعوة ان خلفية الذين يقتلون الشيعة ربما تكون سنية الا ان هناك فهما على نطاق واسع بانهم لا يمثلون التفكير السني مضيفا انه لا السنة ولا الشيعة مستعدون لقبول حرب اهلية.
ويصر رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي على اجراء الانتخابات في موعدها المقرر وتقول واشنطن ان أي ارجاء سيعني انتصار المسلحين. وتظهر استطلاعات الرأي التي أجريت في كل أنحاء البلاد أن نحو 70 في المئة من العراقيين يرغبون في الادلاء بأصواتهم إذا أمكن ذلك.