أسامة مهدي من لندن: إثر تفجير سيارة مفخخة بمسجد شيعي في بغداد اليوم ومقتل وإصابة حوالي 50 شخصًا حذر علماء دين شيعة وسنة من أعداء داخليين وخارجيين يسعون لاشعال فتنة طائفية بينما إعترف رئيس الوزراء أياد علاوي بان حكومته لاتضمن أمنا كاملا خلال الانتخابات المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي في وقت يعقد وزير الداخلية فلاح النقيب غدًا مؤتمرًا صحافيًا يعلن فيه خطة أمنية كاملة بهذا الصدد ويعرض صورًا لارهابيين اعتقلوا مؤخرًا.

ففي خطبهم في صلاة الجمعة، حذر أئمة وخطباء مساجد العاصمة العراقية بغداد من قيام أعداء العراق من الداخل والخارج بإشعال فتيل فتنة طائفية بين السنة والشيعة.

وقال الشيخ موفق الراوي في خطبة الجمعة من جامع عمر المختار السني في حي اليرموك إن الأعداء يراهنون على إثارة الفتنة الطائفية وإشعال فتيل الحرب بين السنة والشيعة وأضاف أن المرجعيات السنية المتمثلة بهيئة علماء المسلمين والمرجعيات الشيعية بذلوا كل جهدهم ليوقفوا هذه المؤامرة الكبرى على هذا البلد الآمن.

كما اتهم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الشيعي عبد العزيز الحكيم جماعة أبو مصعب الزرقاوي وأنصار صدّام حسين بالسعي الى اشعال حرب أهلية في البلاد وقال في رد فعله على الهجوم الذي إستهدف المسجد الشيعي إن كل هذه المحاولات تهدف إلى إحداث الإنقسام بين أبناء الشعب العراقي مشددًا على أن محاولاتهم ستفشل.

واضاف الحكيم إن تلك المجموعات دأبت في الفترة الأخيرة على تحقيق هذا الهدف الأجرامي حيث قتلت آية الله سيد محمد باقر الحكيم واغتالت عضوي مجلس الحكم السابق عز الدين سليم وعقيله الهاشمي وقال إن جميع تلك المحاولات تهدف إلى شق الصف وخلق الشقاق بين أبناء الشعب العراقي.

واستنكر الشيخ محمود الصميدعي في خطبة الجمعة من جامع أم القرى مقر هيئة علماء المسلمين المرجعية السنية للعراقيين انفجار السيارة المفخخة قرب مسجد للشيعة معتبرًا أن هذه الانفجارات محاولات تهدف للإيقاع بين العراقيين.

وقال إنه في الوقت الذي نستنكر فيه هذه الأعمال من استهداف للمساجد والحسينيات والكنائس "فإننا لا نراها إلا ألاعيب الهدف من ورائها أن تفرق الأمة وتشتت صفها" وأضاف ان الحكومة العراقية مازالت تريد إجراء الانتخابات وهي لا تستطيع أن تحمي رجالها ورموزها ومساجدها .."فكيف ستتمكن من أن تحفظ سلامة الناخبين؟".

واشار الصميدعي "لهذا نحن في هيئة العلماء نكرر ونصر على أنه لا بد من وجود أجواء مناسبة للانتخابات خالية من ضغط الاحتلال حيث تكون الانتخابات مطلبا عراقيا لا أجنبيا .

ومن جهته اكد امام وخطيب مسجد براثا المستهدف "إن هذه العملية الإجرامية لن تثني ابناء شعبنا عن المضي في مسيرة دحر الإرهاب وتدعيم العملية السياسية الرامية لبناء عراق تعددي فيدرالي، وسيبقى مسجد براثا ومصليه على إلتزاماته تجاه الوحدة الوطنية ونبذ التطرف والفتنة الطائفية".

وجاء في بيان اصدره عقب الانفجار :

يعلن مكتب سماحة الشيخ جلال الدين الصغير إن العناصر الإرهابية المتطرفة قامت مجدداً باستهداف مسجد براثا ظهر هذا اليوم وفي الساعة الثانية عشر بسيارة مفخخة نوع " سليبرتي " محاولاً اجتياز الحاجز الأمني الأول للمسجد واسفر الحادث الأجرامي هذا عن جرح طفل صغير ورجل من شرطة المرور علماً ان وكالات الأنباء ارادت ان تخفي معالم هذه الجريمة بالقول ان الأنفجار وقع امام احد البنوك مستهدفة عناصر من الشرطة العراقية, في حين ان الإنفجار وقع امام دار الحنان لشديدي العوق وهو في محيط المسجد الأمني.

إن هذه العملية الإجرامية لن تثني ابناء شعبنا عن المضي في مسيرة دحر الإرهاب وتدعيم العملية السياسية الرامية لبناء عراق تعددي فيدرالي، وسيبقى مسجد براثا ومصليه على إلتزاماته تجاه الوحدة الوطنية ونبذ التطرف والفتنة الطائفية.

حفظ الله العراق بسنته وشيعته وبمسلميه وأديانه الأخرى وبعربه وأكراده وتركمانه وسائر القوميات وتبت يد العناصر الإرهابية المتطرفة في سعيها البغيض لنشر الفتنة الطائفية.
مكتب الشيخ جلال الدبن الصغير

أما رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي فقد اقر اليوم أنّ الخطة الأمنية التي حدّدتها حكومته لحماية الإنتخابات المقبلة لن تكون قادرة على منع وقوع جميع العمليات المسلّحة وأشار إلى أنّ الخطة لن تكون كافية لمواجهة ما وصفه بالإعتداءات الوحشية.

وقال إنّه لا يمكن الجزم بعدم حدوث أية عمليات لأنّ المسلّحين سيواصلون محاولتهم لإفشال العملية السياسية لكنه عبر عن ثقته بقدرة القوات العراقية على مواجهة مثل تلك التّحديات.

واشار علاوي الى ان احدى الدول المجاورة سلمت السلطات العراقية الشخص المتهم بالوقوف وراء محاولة اغتياله في العاصمة البريطانية لندن عام 1978.

وقال في حديث مع قناة "العراقية" الحكومية "بدأنا نلمس في الاونة الاخيرة تعاونًا من بعض الدول الجوار التي لم تكن تتعاون في السابق مع العراق". واوضح انه "كمثال على ذلك فان احدى دول الجوار سلمت العراق قبل يومين شخصًا اتهم بمحاولة اغتيالي" دون ان يحدد اسم الدولة.

واضاف ان "تنفيذ عملية اغتيالي تمت عندما كنت خارج العراق في العاصمة البريطانية لندن عام 1978 واصبت في حينها وبقيت مدة اكثر من سنة في المستشفى".

وكان هذا الشخص اقتحم شقة اياد علاوي في لندن في الرابع من شباط (فبراير) عام 1978 وحاول قتله بأستخدام فأس مما ادى الى اصابته بجروح خطيرة بقى على اثرها في إحدى مستشفيات لندن لمدة عام، وقال علاوي إنه اقام دعوى قضائية ضد صدام حسين عندما علم انه يقيم في دولة مجاورة للعراق واوضح ان الاجهزة الامنية والقضائية طلبت رسميًا ان يسلم هذا الشخص وهو عراقي وسلم قبل يومين من قبل تلك الدولة المجاورة.

ومن جهة اخرى يعقد وزير الداخلية العراقي ظهر غد مؤتمرًا صحافيًا في بغداد سيشرح فيه تفاصيل الخطة الامنية التي ستطبق خلال فترة انتخابات لحمايتها وتوفير اجواء امنة وسليمة للمقترعين فيها كما سيعرض صورًا وافلامًا لاعترافات ادلى بها مسلحون اعتقلوا مؤخرًا عن نشاطاتهم الارهابية وارتباطاتهم الداخلي والخارجية مع الجهات التي تنفذ وتساعد على عمليات التفجير والاغتيال والتدمير والمواجهات في العراق.