اعتدال سلامه من برلين: هل بدأت الحرب الأميركية ضد إيران بسبب برامجها النووية في ألمانيا؟ سؤال يطرح نفسه بعد الضغوط التي مارستها الإدارة الأميركية على شركة إنتاج الحديد الضخمة الألمانية توسن وكروب لإحداث تغيير لأعضائه في مجلس الإدارة ، وذلك بعدم طرح اسم محمد نافاب للترشيح وهو عضو في المجلس منذ حوالي عشرين عاما كممثل الجانب الإيراني المالك لنسبة معينة من الأسهم في الشركة ومسؤول عن العلاقات الخارجية في وزارة الصناعة الإيرانية.

وأبدى رئيس مجلس الإدارة غرهادر كروم أسفه لاستبعاد نافاب لكن كما قال كان على الشركة الامتثال لقانون أمريكي الذي لم يترك لها الخيار ولو تم تجاوزه للحق بها خسائر اقتصادية مستهدفة وفادحة.

وحسب قوله فان إقالة الإيراني كانت نتيجة اتفاق وقع مع الحكومة الأميركية عام 2003، وقيامنا بهذه الخطوة أعاق وضع الشركة على اللائحة السوداء للشركات غير المؤهلة للتعامل معها لامتلاك بلدان " وغدة " فيها أكثر من خمسة في المائة من الأسهم، وتطبق هذا القانون شركات صناعة السيارات الأميركية الكبيرة عندما تختار وكلاء لها.

وعندما وقع الاتفاق مطلع عام 2003كانت تملك إيران منذ عهد الشاه حوالي 8،7 من مجموعة أسهم شركة توسن وكروب، وفي شهر أيار( مايو) عام 2003 اشترت الشركة الألمانية من الشركة الإيرانية القابضة IFIC أسهم بقيمة 17 مليون يورو بعدها انخفضت المشاركة الإيرانية إلى حوالي الخمس في المائة.

وكان من المفترض أن يبقى عضو مجلس الإدارة الإيراني نافاب حتى نهاية تفويضه لكن الامتياز التي يتمتع به الطرف الأمريكي عجل في استقالته.

وعلق مسؤول كبير في الشركة على إقالة الإيراني بالقول " الإيرانيون مالكو أسهم عاديون جدا لكن لا يمكننا اتخاذ أي خطوة بوجود قانون أمريكي كهذا".
وخضعت الشركة الألمانية بالطبع للضغط الأمريكي، فهي لا تريد خسارة السوق الأميركية حيث يصل حجم مبيعاتها فيه إلى ثمانية مليارات يورو سنويا أي قرابة خمس إنتاجها الكامل.

ولم يقتصر الأمر على الشركة الألمانية بل أعلن اتحاد شركات النفط البريطاني بي بي BP يوم أمس عن تجميد مشاريعه في إيران ، ووصفت طهران وصفت هذه الخطوة بأنه فصل غير محبب.

وكان مدير اتحاد الشركات جون براون قال أمس بسبب حضورنا الكثيف في الولايات المتحدة ليس من المعقول تعريض علاقتنا مع الأمريكيين لعلامة استفهام بشكل دائم، وفي الوقت الحالي من الخطأ جدا استمرار وجودنا في إيران لأنه سيلحق الأذى بأعمالنا في الولايات المتحدة، كما أضاف" الأمور السياسية مع طهران لا تسير بشكل جيدا حاليا".

ويعتقد وزير النفط الإيراني بدشان سنغنيه بأن ما قامت به الشركة البريطانية خدمة للأمريكيين فقط.