بكين : جرت مراسم تشييع الزعيم الصيني الاصلاحي جاو زيانغ الذي اقيل العام 1989 لمعارضته تدخل الجيش لقمع ربيع بكين، اليوم السبت تحت اشراف امني مشدد من قبل النظام الشيوعي.
وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية في مقال من ثلاث فقرات ان "الرفيق جاو زيانغ وري الثرى في مقبرة باباوشان الثورية صباح السبت" من دون ان تشير الى انه كان الامين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيسا للوزراء في السابق.
والنبذة الرسمية المقتضبة التي نشرتها الوكالة السبت حول جاو لم تشر ايضا الى المناصب التي تولاها.
بيد انها اعتمدت الصيغة التي باتت مكرسة وتقول ان "الرفيق جاو زيانغ ارتكب اخطاء خلال الاضطرابات السياسية في نهاية ربيع وبداية صيف العام 1989".
وتوفي جاو في 17 كانون الثاني/يناير عن 85 عاما اثر مشاكل في القلب. وكان امضى السنوات الخمس عشرة الاخيرة من حياته خاضعا للاقامة الجبرية بعد اتهامه بدعم اضطرابات ربيع بكين. وكان عارض تدخل الجيش الذي ادى لاحقا الى مجزرة ساحة تيان انمين في الرابع من حزيران/يونيو 1989.
وقال احد مراسلي وكالة فرانس برس ان مراسم التشييع التي دامت ثلاث ساعات وفق عائلته، جرت في مقبرة محاصرة امنيا.
واوضحت عائلة جاو ان مئات من عناصر الشرطة باللباس المدني انتشروا داخل وفي محيط اكبر مقبرة في بكين تقع في غرب العاصمة الصينية.
وقد تم التدقيق كثيرا بالهويات ومنع الصحافيون الاجانب من حضور مراسم التشييع.
واوقفت الشرطة نحو عشرين شخصا كانوا يرددون شعارات مؤيدة للديموقراطية قرب المقبرة على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وردد نحو ثلاثين متظاهرا غالبيتهم متقدمين في السن وقد وضعوا على رؤوسهم عصبة كتب عليها "حداد على جاو"، "نريد حقوق الانسان. نريد دولة القانون. روح جاو زيانغ لا تزال حية".
وقالت تشن ايلين (59 عاما) التي اتت من اقليم هوبيي (وسط) لوكالة فرانس برس "لا يسمح لنا بالبكاء علنا لكننا نريد البكاء هنا على زعيمنا المحبوب. كان رجلا صالحا".
وتقدر عائلة جاو عدد الذين تمكنوا من الوصول للمشاركة بمراسم التشييع بموافقة السلطات بنحو الفي شخص.
وقال وانغ زجيوي احد مساعدي جاو سابقا "كان جثمان جاو ضعيفا جدا وقد غزا الشيب شعره كله" موضحا ان الجثمان كان مغطى جزئيا بعلم الحزب الشيوعي الصيني.
وقد اوفد النظام الصيني المسؤول الرابع فيه جيان كينغلين لتمثيله في مراسم الدفن.
وقد ارسل عدة قادة صينيين سابقين وافراد من عائلات قادة راحلين باقات زهر لكن لم يتمكنوا من تدوين ما يريدون عليها على ما افاد ابن شقيق جاو .
وارسل رئيس البرلمان الاصلاحي السابق كياو شي اكليلا من الزهر وكذلك فعلت ارملة هو ياوبانغ سلف جاو الذي ادت وفاته الى اثارة حركة ربيع بكين العام 1989.
وتبقى هذه المرحلة من المحرمات في الصين ولا يزال النظام الشيوعي بعد مرور 16
عاما تقريبا على مجزرة تيان انمين يؤكد ان قرار قمع هذه الحركة المطالبة بالديموقراطية، كان القرار الصائب.
وكانت ساحة تين انمين خاضعة اليوم السبت لمراقبة مشددة.
وانتشرت حوالى عشرين حافلة وسيارة تابعة للشرطة في الساحة الضخمة بينها حوالى 12 آلية في محيط نصب ابطال الشعب الذي شكلت باقات الزهر التي وضعت عنده بعد وفاة هو ياوبانغ بداية التظاهرات العام 1989.