المعارض اللبناني عبدالملك لـ"إيلاف": دمشق تحاور سورية
المعارضة لا ترى فرقًا بين سفير او رجل أمن سوري

إقرأ أيضًا:
ماكينة التيار الحر تتحرك بتسهيلات فرنسية

فرنجية اثناء المؤتمر الصحافي
فـي لقـاء البريسـتول أمـس
الأربعاء (تصوير وائل اللادقي)

فداء عيتاني ونبيل جلول من بيروت: رأى امين سر لقاء قرنة شهوان سمير عبد الملك ان استبدال سورية لرجل امن بسفير في مجال العلاقات مع لبنان لا يعني الكثير للمعارضة التي تطالب بتنفيذ اتفاق الطائف، وان الحكم الحالي في لبنان يفرغ المؤسسات الدستورية من مضمونها، وان رئيس الجمهورية يوظف أخاه المتقاعد في المجلس الدستوري الذي يفترض ان يكون منزها عن الغايات، معتبرا ان وزير الداخلية اللبناني أعلن نتائج الانتخابات سلفا بكلامه الإعلامي، ممارسا شفافية تؤخذ عليه لناحية إظهار تدخلات السلطة السياسية في مجريات الانتخابات. واخذ أمين سر اللقاء المعارض المسيحي "قرنة شهوان" على المعارضين الذين لم يجروا نقدا ذاتيا لماضيهم السياسي خلال الحرب وبعدها، مشيرا إلى اهمية ما يقوم به المعارض وليد جنبلاط في هذا المجال، مؤكدا اهمية الانتخابات النيابية في اعادة توظيف الشعب اللبناني لسلطته ومن عبرها يمكن فتح النقاش مع سورية من دولة إلى دولة "بدل ان يحصل النقاش بين سورية ونفسها كما يجري حاليا". معتبرا ان اخطاء الدولة اللبنانية ومن خلفها سورية هي التي أدت الى صدور القرار الدولي رقم 1559. في ما يلي نص حوار لا تنقصه الصراحة .

•هل تعتقدون اليوم ان المعارضة في لبنان تقترب للتشكل في كتلة واحدة؟
نحن في قرنة شهوان سعينا ومنذ اربعة اعوام إلى اليوم لتوحيد صفوف المعارضة، وانما هذا المسعى، الذي كان يقوم على ثوابت وطنية، وبخطاب وطني يتوجه لكل اللبنانيين، واجهته صعوبات، ولكن ولكون هذه الثوابت التي ننطلق منها هي نتيجة قناعاتنا، فقد واظبنا على الأمر، واليوم هناك نقلة نوعية، وهذه المعارضة أصبحت بالفعل، خطابًا وتكوينًا، تضم كل الأطياف والاتجاهات، وهذا اول مصدر للتفاؤل.

•ما الذي وحد هذه المعارضة؟ هل هي المعركة الانتخابية؟ هل تحولت كل قناعات الحزب الاشتراكي (بقيادة وليد جنبلاط)؟

-لا لا، لم يغير قناعاته، وهم يعبرون عن الأمر، ومن يتابع حركة وليد جنبلاط يعرف انه يجري نقدا ذاتيا، وفي كلامه انه يجب طي صفحة الحرب وحين نقول بطي هذه الصفحة فان الأمر يجب ان يكون بناء على نقد ذاتي، وهو يقول انا اليوم حر، وهو نموذج أتمنى ان تحتذي به قوى اخرى في لبنان.

فهذه القوة الرئيسية تقول انها أخطأت وانها تتراجع عن الخطأ، ومن الضروري ان تمارس كافة أطراف المعارضة سلوكا مشابها.

•ماذا عن القوى الأخرى؟ وقرنة شهوان لماذا اقتربت من المعارضة الأخرى؟
قرنة شهوان لم تقترب هي بقيت على ثوابتها، والطرفان اقتربا من الموقف الوطني، نحن موقفنا كان ثابتا خلال الأعوام الأربعة الماضية، ونحن نطالب بتسوية داخلية تاريخية بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، على قاعدة ان هذه الديموقراطية التوافقية ارتضاها كل اللبنانيين تشكل جزءا من تكوينهم الاجتماعي، وتسوية تاريخية أخرى مع سورية، واقترحنا المعادلة التي تقول بأقصى أنواع السيادة والاستقلال مع أفضل العلاقات وأميزها بيننا وبين الدولة السورية.
لقد وضعنا هذه المعادلة منذ أربعة اعوام، ولكن وللأسف انه لم يكن هناك تجاوبًا معنا حينها.

•مقابل هذا الكلام الايجابي إلى أقصى الحدود فان جزءًا من المعارضة، وخاصة الممثل في قرنة شهوان، يطرح شعارات طائفية بالعمق، ولا يمكن تبرير ان هذا الكلام جاء ردة فعل، وكأن السياسة هي زجل؟
نعم انا اؤيدك، هذا الكلام مرفوض، وهذا الكلام رفض من قبل مكونات أساسية من داخل قرنة شهوان قبل ان يتم رفضه من خارجها، واستدعى ذلك ان يخرج صاحب هذا القول (حول النوعية والكمية للمواطنين اللبنانيين) بأربعة توضيحات بمعنى العودة عن الخطأ، وان كان لم يلفظ كلمة "خطأ"، وهذه إحدى المساوئ....

•بمعنى انه لم يمارس النقد الذاتي؟
لا لم يمارس النقد الذاتي، لنكن واقعيين، حين استشهدت بتجربة وليد جنبلاط، وان كنا على نقيض معها، فلان هذا الرجل أجرى نقدا ذاتيا وقال انه اخطأ في عدة نقاط. وهكذا بالضبط يمكن ان نطوي صفحة (الماضي) وليس بان نطويها بشكل ملتبس.

بينما الكلام الطائفي الذي قيل في لحظة نشوة، ومن بيار امين الجميل تحديدا، لانه لم يصدر من مكان اخر، نحن نحاول الان الا نجعله ينسحب على كل قرنة شهوان، لهذا انا اقول ان أول من أدان هذا الكلام هم اطراف من القرنة نفسها، وفي اول اجتماع للجنة التنسيق للمعارضة كان هناك موقف مشترك يدين هذا القول.

•ماذا عن الكلام الذي تتبناه القرنة والذي يعني بان المسلمين في لبنان مغلوب على امرهم، وان قرارهم مصادر...
لا لا، انا استطيع ان أؤكد لك انه ورسميا لم يصدر مرة واحدة كلام عن القرنة بهذا المعنى. ولكن القرنة ليست جبهة سياسية كالجبهة اللبنانية، هي حركة اتفقت على مشروع، وبقدر انسجام الأعضاء مع هذا المشروع ينتمون إلى اللقاء (قرنة شهوان).

•حركة تنتمي إلى طائفة؟
لا، هي تنتمي إلى الوطن، الظروف ومنذ أربعة أعوام لم تسمح للحركة بان تكون متنوعة ومتعددة، واقتصر الأمر على ان يكون خطابها وطني، وهذا واقع الحال.

وللتذكير فقط، لطالما كان هناك قوى تحاول التفريق بين السياسيين على قاعدة متطرف ومعتدل، وكان هناك رغبة لفرز المجتمع اللبناني بطوائفه وداخل هذه الطوائف نفسها وفي قوى الاجتماع فيه، خاصة ان بعض هذه القوى المنتمية إلى القرنة سبق ان شاركت في الحرب، واتهمت انها تعاملت (مع إسرائيل) او هي تعاملت، ونحن وقفنا أمام هذا الواقع اللبناني، فاما ان نقول اننا يجب ان نجري نقدا ذاتيا ونطوي الصفحة، وهذا ما قامت به دول قبلنا عاشت تجاربا مشابهة، او ان نبقى على الممانعة ونتابع ارتكاب الأخطاء.
وفي قرنة شهوان قلنا انه ولكسر هذه الحلقة المفرغة بين المعتدل وغير المعتدل، المتطرف والمتعامل –وهي بالمناسبة تهم وتطال كل الطوائف -، حاولنا طي الصفحة عبر القول في بياننا التأسيسي بان ما نلتزم به هو ما نعلنه، وما نلتزم به هو ان لبنان هو دولة تدار بهذا الشكل، والتعاون هو ديموقراطي، والحوار هو الوسيلة، وعدم الاستقواء بالخارج، وكان هناك نقدا ذاتيا ولكن كجماعة، لكسر الحلقة المفرغة ولتتقدم إلى اللبنانيين بمشروع مستقبلي وليس مشروع من الماضي.

•هل تمكنتم من التسوية مع وليد جنبلاط وأطراف أخرى من المعارضة حول سلاح المقاومة والوجود السوري؟
لنعود إلى المبدأ، وهو اننا يجب ان نوسع المساحات المشتركة على حساب ما يفرق بين الشعب اللبناني، ويمكن دائما "تظهير السلبيات او تظهير الايجابيات" وفي هذه اللحظة نحن نقول لنغلب الايجابيات على ما عداها. اذا اردنا دولة تحكم بطريقة ديموقراطية ووسيلة حكمه حرة وتحترم الاخر، فان هذه مساحة مشتركة هامة جدا للبنانيين. ولكن بالمقابل نحن لا يمكننا ازالة الخلافات، وانا لا يمكنني إذابة الأطراف، لا يمكن ان أتحول إلى عوني (تيار العماد عون) ولا مطلوب من العونيين ان يصبحوا شيئا آخر؛ لكل طرف قناعاته، اما المواضيع التي هناك خلافات حولها فهي نقاط للنقاش، وحول موضوع سلاح المقاومة والوجود السوري فنحن نتمسك باتفاق الطائف، ونقول ان هذا الاتفاق لم ينفذ، نفذ اعتباطيا ولكنه لم ينفذ...

•عفوًا ولكن هناك عدة قراءات لاتفاق الطائف.
دعنا لا ندخل في القراءات. بالنسبة للوجود السوري في اتفاق الطائف تم تحديد الأمر بوجوده في منطقة البقاع، وان السلطة اللبنانية هي صنيعة الشعب اللبناني وليست صنيعة السلطة السورية، على الاقل ليكون النقاش بين دولتين وليس نقاشا بين الدولة السورية ونفسها كما هو واقع الحال الان.

وهذه هي اهمية الانتخابات الان، حيث يمكن للشعب اللبناني ان يعيد توظيف سلطته، مهما كانت هذه السلطة، فهي تعبر عن الشعب اللبناني، وهي تفاوض باسمه، وهي تلزم كل اللبنانيين، فهذه السلطة عندها لن تمثل فقط الموالاة، بل كل الشعب اللبناني.

•ولكن تمسككم باتفاق الطائف في مواضيع كالانسحاب السوري وسلاح المقاومة يعني تخليكم عن القرار الدولي الرقم 1559.
كل بيانات قرنة شهوان التي صدرت منذ صدور القرار الدولي لم تحمل أي تأييد لهذا القرار، ونحن كنا نقول ان الاخطاء التي أوقعت السلطة نفسها بها، ومن خلفها سورية، هي التي استدرجت الخارج، ونحن ضد اقحام الخارج بأوضاعنا الداخلية. بل على العكس، فنحن مع ان يتمكن اللبناني من معالجة مشكلاته وتوليد سلطته، ونرى ان الضغط الخارجي نرى نتائجه في دولة مثل العراق. ونحن لدينا قراءة اخرى في قرنة شهوان للقرار الدولي، ولا تطالبني بما تتحدث عنه أطراف في اللقاء، فانا التزم بما يصدر عن لقاء قرنة شهوان، ولا التزم بما يصدر بشكل متفرق.

•ثمة معلومات حول اتصالات قامت بها السفارة الأميركية معكم؟
كاي اتصالات لدينا اتصالات مع كل السلك الديبلوماسي، وهو سلك معتمد في لبنان، والقوانين الدولية ترعى وجوده.

•ولكن في ظل التهديد الأميركي بمراقبة الاتصالات ومتابعة السياسيين والضباط العسكريين...
لا، نحن قلنا كلامًا أكثر وضوحًا مما تطلبه، فقد قلنا إن القرار الدولي الرقم 1559 ليس فيه مشاركة لبنانية ولا حتى بسهم واحد، وهذا استدرجنا إلى مشكلات اخرى مع اطراف عدة، وكنا نطالب دائمًا بتطبيق اتفاق الطائف.

•كيف ترون التغييرات التي أجرتها القيادة السورية بتكليف وليد المعلم بالملف اللبناني؟
عندما نقول اننا نعتمد اتفاق الطائف فذلك يعني السلطة والحكومة في سورية، اما ان ترجح سورية دور سفير بدل دور رجل امن فالأمر لا يعنينا، ما يعنينا هو تنفيذ اتفاق الطائف، وما ورد في الطائف انه يمكن للبنانيين توليد سلطتهم، وانهم يمكن ان يقيموا أفضل العلاقات – من دولة لأخرى – مع سورية، علاقة ودية وليس علاقة تابع ومتبوع.

•بالتالي كل الكلام السياسي عن تحولات في النظرة السورية إلى لبنان انتم غير معنيين بها؟
ليس تمامًا، نحن نرغب بان تصل السلطة السورية إلى قناعة مفادها ان هذه الطريقة في إدارة الملف اللبناني أوصلت لبنان وسورية إلى علاقات لا نحسد عليها، وهذه العلاقات ليست علاقات أشقاء، وعلينا بذل جهد كبير لتصفيتها من الشوائب.

ومن غير الطبيعي ان يتم ادارة الملف اللبناني بهذه الطريقة، كأن يتم التعيين، ومن أعلى وظيفة إلى أدناها، انطلاقًا من عنجر (مقر قيادة المخابرات السورية في لبنان)، ولا اعتقد ان هناك دولة ترضى بذلك او تحتمله. ولا أرى تجربة مشابهة في العالم.

•أتعتقدون ان سورية لا تتدخل الان بالانتخابات؟
حين طالبنا بسلطة محايدة لإدارة الانتخابات فلم يكن ذلك مطلبا نظريا. هناك ثوابت في الحياة السياسية اللبنانية تقضي بالإتيان بحكومة محايدة عند المفاصل التي يحصل خلالها تشكيك بحياد السلطة، والذي لا ينوي تزوير الانتخابات فهو يسعى إلى حكومة محايدة لنفي التهمة عن نفسه.

•محايدة بالنسبة لمن؟ هذه حكومات لبنانية وغارقة في الشأن المحلي.
محايدة بمعنى الا تكون خصم وحكم في ان، بالأمس القريب قال وزير الداخلية – الذي اتهم بشفافية عالية وصراحة مفرطة – قال وهدد بحال حصول تحالف مع قوة اخرى بان يعيد النظر بقانون الانتخابات النيابية، وكأنه يعلن النتائج سلفًا. ويخرج رئيس الحكومة ليقول باننا فهمنا التضامن الوزاري بشكل خاطئ.....لا لقد فهمناه بشكل صحيح، كيف يمكن ان يكون الأمر أكثر وضوحًا بعد؟

ثم تأتيك رزمة واحدة من ابتزاز الشعب اللبناني ورشوته، وهم يتعاملون مع اللبنانيين وكأنهم شعب قاصركما يروجون هم، وبطريقة تنم عن انهم لا يعرفونه، وبرأيي الانتخابات المقبلة ستكون خير وسيلة لتغيير هذه النظرة عن الشعب اللبناني.

•كيف تصنفون مشروع القانون الانتخابي؟
سبق ان طالبنا في قرنة شهوان بالعودة إلى قانون العام 1960، ولم نلفظ كلمة قضاء (كتقسيم اداري) واذا عدت إلى قانون العام 1960 ترى بان التقسيمات الادارية مختلفة، وبالتالي ليس هو نفسه.

وكان مطلبنا قانون العام 1960، لان تصرفات أهل السلطة تؤكد على ضرورة وجود حكومة محايدة ومراقبة دولية للانتخابات، فيخرجون بنظريات تقول بان المراقبة تنال من السيادة، بينما نذكر انه في الانتخابات الرئاسية في أميركا وخاصة في الولايات التي كان هناك امكانية لحصول خلافات فيها تم وضع مراقبين، بالتالي مفهوم السيادة بحاجة لتوضيح.

بحال كانت سلطة الوصاية السورية لديها رغبة بإبقاء هذه الحكومة فستكون عندئذ لهم المصلحة بطلب مراقبين لإزالة صبغة التزوير عن الانتخابات المقبلة. وعلى الأقل لنفي تصاريح كالتي صدرت مؤخرًا عن وزير الداخلية.

•وكيف ترون إلى القانون كقانون؟
القانون بنفسه جزء من العملية الانتخابية، هناك أيضًا الإشراف على الانتخابات والعملية الانتخابية، فمثلا في انتخابات المتن الفرعية تحولت المخافر إلى مكاتب انتخابية، والعملية الانتخابية هي سلسلة من الاشراف إلى الطعن والمجلس الدستوري، ونحن منذ فترة نطالب بعودة المجلس، الذي تم تعطيله، والى اليوم لا زال الخلاف حول المجلس الدستوري.

هناك تفريغ لمؤسسات النظام اللبناني، فالمجلس الدستوري اتى بنص من اتفاق الطائف، وكذلك المجلس الاقتصادي الاجتماعي، والمجلس الاعلى للاعلام، وهذه مجالس تم تفريغها من مضمونها، قدموا لنا اشكالًا وهي بالحقيقة جثث، كما جرت محاولات لتحويل النظام اللبناني إلى جثة، كأنهم يقولون "اتريدون نظاما ديموقراطيا وفيه رئيس منتخب؟ لا بأس نعدل الدستور" ونطعن كل حياتنا السياسية في محاولة لالغائها.

واعتقد ان ما تحاول المعارضة القيام به هو اعادة احياء الحياة السياسية، لاستعادة التراث الذي يتمتع به الشعب اللبناني.

•ومشروع القانون الجديد هو محاولة إضافية لضرب هذه الحياة السياسية؟
انا اعتقد ان مشروع القانون، وبحال لم يترافق مع حكومة محايدة أو مراقبين دوليين ومع مجلس دستوري محترم مشهود له بالكفاءة، لا ان يأتي بأخيه لأنه عاطل عن العمل...

•هل تتحدث عن شخص محدد؟
اتحدث عن نصري لحود (شقيق رئيس الجمهورية اميل لحود)، وحين اكون متهمًا فانا انفي التهمة بالغاء امكانية طرحها وليس بتحويلها إلى ازمة. المجلس الدستوري يجب ان يكون فوق الشبهات وان تكون مصداقيته ونزاهة أعضائه هي التي تفرضهم، غير مسموح ان يكونوا موضوع تجاذب. وطرح أي اسم لهذا المجلس يجب ان يكون غير قابل للنقاش وفوق كل الشبهات هذا دور المجلس الدستوري إنما إذا دخل هذا الموضوع في البازارات السياسية يلتغي دوره.

•إذا افترضنا أن المعارضة أو احد أفراد هذه المعارضة أخطأ باللجوء إلى كلام يستشف منه حدة طائفية التركيبة التي تزداد شراسة طائفية بالفترة الأخيرة من أين يأتي هذا الجو؟
نحن عشنا حرب، وهذه الحرب لم تكن فقط حرب الآخرين، يجب ان نكون واضحين، اللبنانيون كانوا أدوات رئيسية في هذه الحرب. إذا أردنا أن نعفي أنفسنا من هذا الدورفبذلك أيضا نخطئ بحق أنفسنا وبحق الشعب اللبناني.

برأيي ان هناك الكثير من الناس الذين لم يستخلصوا الدروس من تلك الحرب ولا تستخلص الدروس ببيان إنما بالممارسة وتغيير الذهنية. أنا انتقد قسم أساسي أنا موجود معه وهذا لا يعني أنني إذا كنت مع فريق أن أتغاضى عن أخطائه.

اعتقد ان الجو في البلد مع كل ما مر به من حالات تطرف يجب ان نعمل ونداويه من كل هذه الأمراض. وللأسف ان هذه الانتخابات ستكون للبعض مناسبة لرفع سقف لكسب الأصوات.

وواحدة من ميزات قانون القضاء (الدوائر الصغرى) ان المعارك الانتخابية ستكون ضمن كل طائفة تقريبا وبالتالي هذه الأطراف التي لم تستخلص دروس الحرب وقدم لها خياران: خيار التطرف وخيار الاعتدال واختارت التطرف يعني هذا اننا بمشكلة حقيقية، ويعني ذلك ان البلد يحتاج إلى الكثير من العمل. وباعتقادي ان هذا المسار طويل، فالحرب لا تنتهي بقرار والأمر يحتاج إلى أجيال لتبني ثقافة الحياة وليس ثقافة الموت.

من هنا إن الانتخابات هي محطة وليست نهاية المطاف، هي محطة لمواصلة المسيرة وهي بحاجة لكافة الأطراف و يعني ذلك ان يكون الاعتدال موجودًا عند كل الأطراف اللبنانية.

•بهذا المنطق لا نستطيع أن نلوم السلطة إذا كانت تعمل من منطلق طائفي؟
أنا الوم هذا المنطق وهذه الذهنية.

•يعني لا نستطيع ان نلوم السلطة إذا كانت تعمل بهذه الذهنية؟
اعتبر أن الدولة جزء من هذه الذهنية والمطلوب تغييرها، ولا اتهمها وحدها بأنها بهذه الذهنية. وعندما تستحضر أنت تصريح الشيخ بيار الجميل طبعا هذه الذهنية بحاجة للتغيير وليست ما يجب ان نحافظ عليه.

وهو حاول وعلى امتداد اربعة توضيحات ان يقول انه لم يقصد ما فهم من كلامه، ومن الجيد اثارة هذه الضجة، وبهذه المناسبة بالذات حتى يستطيع هذا الفريق السياسي المتهم بما اتهم به بكافة مراحل الحرب، ان يكون له المجال بان يوضح و بصوته انه لم يكن يقصد ما فهم من كلامه سواء كان يقصد او لا.

وبرأي فان التوضيح كان مفيدا وأعطى انطباعا أمام الشعب اللبناني بان الاعتدال هو الطريق الذي يجب ان يسلك وليس التطرف، ولو كان الأمر بالعكس من ذلك لما كان هناك من توضيح ولكننا سمعنا كلام أسوأ مما صدر.

•هل تعتقد ان المعارضة تستطيع ان تدخل الانتخابات موحدة و تحقق نتائج جيدة؟
لدينا تجربتان بالانتخابات الفرعية التي حصلت في بعبدا والمتن. وفي المتن ليس هناك من طائفة غير المسيحيين كانت مرشحة السلطة هي ابنة ميشال المر، وكان شقيقها وزيرا للداخلية، وكان هناك أيضا رئيس الجمهورية في بداية عهده وهو ابن المتن أيضًا وقد صرح آنذاك ميشال المر بأنه لا يقبل النصر الا وبزيادة 10 آلاف صوت كانت كل مقومات الدولة معه.

في تلك الانتخابات توحدت المعارضة وانتصرت بالرغم من موازين القوى الموجودة، السوري كان موجودًا والسلطة بكل قوتها، وأنا شخصيًّا كنت من المتخوفين من الخسارة، ورغم كل هذه العوامل وبسبب توحد المعارضة وخلق ديناميكية أمام الشعب أعطيته خيارًا و قد صوتوا للخيار المعارض واضطرت السلطة آنذاك أن تسقط المجلس الدستوري وثلاث هيئات قضائية لتوقف محطة ام تي في (MTV).

اليوم هناك ضغط معنوي أمام المعارضة وامام الناس، السلطة لا تأخذ الناس بالاعتبار وبرغم الدراسات التي تجريها السلطة، ولكنها للاسف لا تأخذ بالنتائج ولا تقيم اعتبارًا لتغير الظروف، وهناك محاولة لاسغباء اللبنانين، ولا اعتقد ان محاولة استغباء اللبنانيين مجدية.

•اكرر سؤالي هل تستطيع المعارضة بكامل مشاربها السياسية ان تدخل الانتخابات موحدة؟
نعم. ويجب على الجميع القيام بتسويات من اجل هذه الوحدة، والجميع في المعارضة عندهم شعور بضغط الناس، والناس لن ترحم اي فريق مهما كان شأنه او قوته الجميع سيكونون تحت هذا الضغط وسوف يقومون بهذه التسوية.

•هل سنرى أعضاء من قرنة شهوان يتنافسون على نفس المقاعد؟
استبعد ذلك، لا استطيع ان اجزم مائة بالمائة و لكنني استبعد ذلك.