نصر المجالي من لندن: وصل إلى لندن بعد ظهر اليوم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على رأس وفد كبير يضم وزراء وفعاليات سياسية واقتصادية وثقافية في مستهل زيارة تمتد أربعة أيام تخللها نشاط سياسي واقتصادي واسع، حيث يقود وزير الخارجية محادثات مجلس التنسيق السعودي البريطاني المشترك مع النظير البريطاني جاك سترو.

وهذا المجلس تم تشكيله بين الجانبين منذ سنوات تحت شعار (مملكتين ..تحديات المستقبل) ومن مهماته تواصل التشاور بين المملكتين على صعد كثيرة لدعم وترقية التعاون بينهما في المجالات كافة. وينعقد هذا المجلس دوريا كل عام.

وترتبط المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بعلاقات وثيقة منذ مطلع القرن الماضي حيث وقعتا اتفاقيات كثيرة في المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية. وسيشارك في المحادثات سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بلاط سانت جيمس الأمير تركي الفيصل.

وقالت مصادر سعودية إن الأمير سعود الفيصل سيلتقي خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين البريطانيين، كما سيلتقي مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني.

وسيلتقي الأمير السعودي يوم غد الإثنين مع عدد من الكتاب وممثلي الصحف ووسائل الإعلام العربية التي تنطلق من العاصمة البريطانية ومن ضمنها صحيفة (إيلاف)، وذلك بترتيب من السفارة السعودية، حيث سيطلع هؤلاء على آخر التطورات الراهنة على الساحة العربية وموقف المملكة من تلك التطورات.

وسيلقي وزير الخارجية السعودي يوم الأربعاء المقبل محاضرة في جامعة أكسفورد حول الحوار والتفاهم بين الحضارات، يذكر أن جامعة أكسفورد أقامت قبل سنوات بدعم من رجال أعمال سعوديين ونظراء بريطانيين مركزا متخصصا للدراسات الإسلامية، حيث الرئيس الفخري للمركز هو ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز المهتم كثيرا بحوار الحضارات وكذلك الإسلام وإشعاعاته الحضارية.

يذكر أن المملكة العربية السعودية ستشارك في المؤتمر الدولي الذي دعت إلى انعقاده حكومة توني بلير في الأول من مارس (آذار) المقبل لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية، ومحتمل أن يترأس الأمير سعود وفد المملكة للمؤتمر الذي سيعقد بمشاركة واسعة باستثناء إسرائيل في مركز الملكة إليزابيث الثانية للمؤتمرات.

وأخيرا، يشار إلى أن النشاط السعودي في بريطانيا يأتي بعد أيام من استضافة الرياض لمؤتمر دولي كبير لمواجهة الإرهاب، وشارك في المؤتمر وفد بريطاني مرموق، ويعتقد أن قضايا متعلقة بالإرهاب والتعاون بين البدين في مجال مطاردة الجماعات الإرهابية ستكون من ضمن الموضوعات التي ستطرح على بساط البحث بين الجانبين السعودي والبريطاني.