علي الشطي منالكويت:اكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ان اتهام روسيا للمنظمات الكويتية غير الحكومية بالتخطيط لاعمال ارهابية "ليس في محله". وقال اثر عودته الى البلاد من نيويورك في تصريح للصحافيين "ان دولة الكويت نفت في بيان لها هذا الاتهام".

ويأتي هذا النفي في اعقاب اتهامات وردت على لسان مدير ادارة الامن الفيدرالي الروسي نيكولاي باتروشيف في كلمة امام مجلس الدوما الروسي ضد دولة الكويت.وكان باتروشيف قد قال في كلمة له امام الدوما الخميس الماضي ان اجهزة الاستخبارات الروسية كشفت عن "جواسيس" يعملون لصالح حكومات بريطانيا وأميركا والسعودية والكويت تحت غطاء منظمات انسانية وخيرية. وأضاف ايضا ان دائرته احبطت العديد من العمليات التي اعدتها هذه المنظمات الاجنبية غير الحكومية.

واحدثت تصريحات باتروشيف اصداء دولية واسعة ونقلت وسائل غربية اتهام باتروشيف لمنظمة الهلال الاحمر السعودية وجمعية الاصلاح الاجتماعي الكويتية بالتجسس.

واللافت ان اجهزة الاستخبارات الروسية كانت قد اتهمت في السابق منظمات خيرية كويتية ولكنها اكتفت بالاشارة الى ان تلك المنظمات تتعاون مع الحركة الانفصالية الشيشانية وتساهم بتمويلها تحت سقف الاعمال الخيرية وصدرت احكام باغلاق مكاتبها في روسيا وادرجتها ضمن القائمة السوداء التي تساعد الارهاب لكن التطور الجديد هو ان رئيس دائرة الامن الفيدرالي نيكولاي باتروشيف اتهم تلك المنظمات هذه المرة بالتجسس، وانها تعمل تحت غطاء منظمات غير حكومية، وان استخبارات دولها تمارس التجسس على روسيا من خلالها.

وتجدر الاشارة الى ان الجانب الروسي كان في السابق يؤكد على مسألة عدم علاقة أو تبعية المنظمات الكويتية بحكومات دولها وانها جمعيات خاصة. ولم يذكرباتروشيف عدد "الجواسيس" الذين زعم انه تم الكشف عنهم أو التهم التي وجهت لهم واكتفى بالاشارة الى ان "الجواسيس" يعملون لصالح دول اجنبية، واتهم باتروشيف ايضا منظمات غربية غير حكومية بتمويل عملية الاطاحة بنظام الكسندر لوكاشينكو في بيلاروسيا بالتخطيط لثورة مخملية. وقال ان اغلبية الدول الصناعية لا تريد منافسين اقوياء لها مثل روسيا، وان روسيا تخسر ملياري دولار بسبب التقييدات الاقتصادية التي فرضتها أميركا والاتحاد الاوروبي عليها.

وقد اجتمع القائم بأعمال سفارة الكويت لدى روسيا الاتحادية عبدالوهاب الصقر مع النائب الاول لرئيس ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الروسية اندريه اندرييف، وقال الصقر لوكالة الأنباء الكويتية كونا انه سلم المسؤول الروسي مذكرة رسمية عاجلة بنفي المعلومات، مؤكدا انها اتهامات باطلة. واضاف الصقر ان الاتهامات التي تناولت دولة الكويت واجهزتها الامنية "عارية من الصحة تماما ولا تمت للواقع بصلة".

ونقل الصقر عن النائب الاول لرئيس ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الروسية قوله ان كلمة المسؤول الامني الروسي تضمنت "خطأ تقنيا ليس مقصودا وليس له أي ابعاد سياسية". ووعد اندرييف بنقل الموقف الكويتي الى القيادة الروسية بما في ذلك ادارة الامن الفيدرالي لايضاح بطلان تلك الاتهامات وتصحيحها بصورة عاجلة.

من جانب آخر أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح بأنه سيقطع جولته الرسمية المقررة لزيارة الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة بعد القمة العربية-اللاتينية والتي عقدت في البرازيل الاسبوع الماضي وسيعود الى البلاد لحضور جلسة مجلس الامة المقررة بعد غد الاثنين للتصويت على موضوع مشاركة المرأة في المجلس البلدي.

وقال الشيخ محمد انه سيتوجه الثلاثاء المقبل الى الولايات المتحدة للتمهيد لزيارة رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمدوالمقررة مطلع يوليو المقبل. واضاف انه سيلتقي نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي وعددا من اعضاء الكونغرس. واكد في هذا السياق انه سيبحث مع المسؤوليين الأميركيين خلال زيارته الى واشنطن في قضية المعتقلين الكويتيين في قاعدة غوانتانامو.

وعما اذا كان سيبحث في واشنطن في مسألة اقامة منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة قال "انه جاري التفاوض في هذا الشان وبصدد عمل الاجراءات اللازمة لهذه الاتفاقية" موضحا ان اقامة مثل تلك المنطقة بحاجة الى اجراءات طويلة والى وقت. واستبعد الشيخ محمد اجراء تلك المفاوضات خلال الزيارة المقبلة لواشنطن لاسيما وان مفاوضات كهذه "ستأخذ فترة من الزمن" وان ثمة امورا متعلقة بتعديل بعض القوانين والتشريعات الكويتية بالاضافة الى وجود متطلبات من الجانب الأميركي.