الشغف بالخيل والشعر جمع بين الاميرة هيا الحسين وولي عهد دبي


رندا حبيبمن دبي: جمع الشغف بالخيل وعالمه وبالشعر العربي قبل حوالي السنة بين الاميرة هيا الحسين وولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وفي اول مقابلة لها مع وسيلة اعلام غربية منذ زواجها، اكدت الاميرة هيا التي تشارك في سباقات الخيل، لوكالة فرانس برس صعوبة مجاراة الرجل وضع دبي على خريطة العالم.
وقالت في هذا الصدد "رغم كل الاعوام التي امضيتها في حياتي الرياضية الا انها لم تسعفني على اللحاق به، فمن الصعوبة مجاراته".
واضافت "لديه الكثير من الطاقة والحيوية والرغبة القوية والالتزام بتقديم الخدمات لشعبه للتاكد من انهم ينعمون بافضل مستوى للمعيشة ووضع دبي على خريطة العالم. وليس هناك من كلل في الجهود التي يبذلها في هذا المجال".
وتابعت "وجدت ان المحيطين به يستلهمونه ليس فقط بسبب وجوده وانما نظرا لحيويته وشبابه ايضا وحبه للحياة وتقديره للاخرين ومواهبهم وابداعاتهم. فرؤيته والتزامه تشكل مبعث الهام لجميع من حوله فهو ما زال يتمتع ببراءة الاطفال. فهو يحققها كما يحلم بها".
وستبلغ الاميرة ابنة الراحلين الملك حسين والملكة علياء والاخت غير الشقيقة للملك عبد الله الثاني، الواحدة والثلاثين في الثالث من ايار/مايو المقبل وكانت رئيسة فريق الاردن لسباقات الخيل.
وقالت "نتقاسم شغفا كبيرا بالخيل. فقد شكل هذا في الواقع احد المسائل الرئيسية المشتركة خلال اول لقاء" مع الشيخ محمد الذي يشغل ايضا منصب وزيرالدفاع في دولة الامارات العربية المتحدة.
واضافت الاميرة "مع مرور الوقت، ادركنا ان لدينا الاهتمامات ذاتها من حيث الشعر والكتابة وتاريخ العرب والاسلام والثقافة وفي الحفاظ على تقاليدنا وترسيخها. والكثير من عملنا مخصص لهذه الغايات".
وفي حين تستعد الاميرة هيا للمشاركة في سباقات للخيل، نشر زوجها قصيدة في صحيفة البيان في دبي متمنيا لها الفوز.
واعربت الاميرة عن قناعتها ان بامكان المراة العربية ان تتبع اساليب حياتية حديثة مع تمسكها الشديد بالتقاليد العربية والاسلامية في الوقت ذاته.
واوضحت في هذا الصدد "في عملي وفي اللقاءات العائلية اقوم بمراقبة قضايا النساء عن كثب في الامارات وابدي اعجابي الشديد بهن (...) كما انني التقي اماراتيات من مختلف فئات المجتمع ضمن الاطار المهني والاجتماعي واعرب عن اندهاشي حيال الطريقة التي يمزجون بها بين الحداثة والتقاليد العربية والاسلامية".
واضافت "احترم كثيرا الطريقة التي يحققن من خلالها توازنا بين الاثنين كما انني اعتقد بصدق ان بامكان المراة الاماراتية ان تشكل نموذجا للمراة المسلمة المتطورة تحتذي به الاخريات في العالمين العربي والاسلامي".
واعتبرت الاميرة ان "هؤلاء النسوة يشكلن تاكيدا بالنسبة لي على ان بامكان المراة العربية ان تعيش حياة حديثة من دون الحاجة الى عملية التغريب"، مضيفة ان "الشيخة فاطمة (ارملة الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات الراحل) رئيسة الاتحاد النسائي العام تمثل هذا الدور".
لكنها اكدت "لا اقول انه يجب علينا ان لا نبذل جهودا في العالمين العربي والاسلامي من اجل تحسين فرصنا بشكل افضل على الصعد السياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية. لكن يجب ان نحترم خيارات النساء وتشجيع من ترغب منهن ان تعيش وفقا لاحلامها".
الى ذلك، تبدي الاميرة هيا اهتماما بالغا في قضايا الشباب والمسائل المتعلقة بقطاعي الصحة والتربية.
واضافت "يقدم لي الشيخ محمد دعما قويا للغاية في هذه القطاعات. وتشكل هذه القضايا اهمية خاصة لنا لانها من اساسيات الحياة وتحدد نوعية حياة البشر افرادا ومجموعات".
واوضحت ان نشاطها في هذه القطاعات هو "طريقة اخرى للتاكد من انني على تماس مع الفئات الشعبية وهذا امر شديد الاهمية بالنسبة لي. وهو ما تعلمته من والدي الراحلين الملك حسين والملكة علياء. فقد توفيت والدتي (شباط/فبراير 1977) بينما كانت عائدة من زيارة الى مركز صحي في جنوب الاردن عندما تحطمت مروحيتها".
وتابعت انها قامت "خلال الاشهر الاخيرة بزيارات مكثفة الى جميع المستشفيات الحكومية في المدينة ومراكز صحية اخرى خاصة وعامة (...) واقوم بنقل ما اسمع واشاهد اثناء لقاءاتي الى الشيخ محمد".
وقد رافقت مراسلة وكالة فرانس برس الاميرة اثناء جولتها على مدارس حكومية حيث استقبلها التلاميذ بباقات الورود والاغاني والرقص.
واكدت انها ستواصل خوض سباقات الخيل الاولمبية قائلة "هذا احتراف لمدى الحياة وشغف خاص كما انه كان حلما لوالدي الذي طالما قدم لي الدعم في طموحاتي لخوض منافسات عالمية".