اتينا: بدأ اليوم تنفيذ اكبر واطول عملية امنية في اوروبا مع فرض "مناطق محظورة" في اثينا ضمن خطة تأمين الدورة الاولمبية التي تبدأ منتصف اغسطس اب الجاري.وتتضاءل اي اجراءات سابقة في اوروبا الى جانب الاجراءات اليونانية بسبب الحاجة للابقاء عليها طوال شهر اغسطس. وقد فرضت تلك الاجراءات على العاصمة اليونانية رغم ان الاميرال الامريكي المشرف على مشاركة حلف الاطلسي قال ان التهديد للدورة ليس خطيرا.

ومع وصول مئات الرياضيين بالفعل الى اثينا للمشاركة في اكبر حدث رياضي في العالم حذرت صحيفة سكان اثينا من ان الدورة الاولمبية في الفترة من 13 حتى 29 اغسطس ستقلب حياتهم رأسا على عقب.

واستخدمت صحيفة الفثروتيبيا تعبير "لاءات اغسطس" لوصف الاجراءات الامنية والقيود المرورية التي تصل الى كل ركن في المدينة التي يسكنها اربعة ملايين نسمة.

وينفق المنظمون اليونانيون ثلاثة امثال ما انفق اثناء دورة سيدني 2000 لتأمين الدورة التي يخيم عليها شبح هجمات 11 سبتمبر ايلول وازمة العراق.

وسيكون حلف الاطلسي وصواريخ باتريوت وخبراء في التصدي للاسلحة الكيماوية وغواصات وضفادع بشرية ومعدات استطلاع حديثة تحت تصرف قوة من الجيش والشرطة يصل قوامها الى 70 الف فرد.

وقال الجنرال فاسيليس جيانوبولوس "هذه اكبر عملية امنية للقوات المسلحة اليونانية منذ الحرب العالمية الثانية."

وبالاضافة لحراسة المنشآت الرياضية ستتمركز القوات عند محطات الكهرباء وشبكات المياه والانفاق والجسور.

وقال جيانوبولوس عن التغطية الجوية للدورة "يمكن ان تكون لدينا طائرة في السماء في ثانية واحدة."

ونشرت حوالي 1200 كاميرا مراقبة في انحاء المدينة.

وستحرس ضفادع بشرية سفن رحلات منها (كوين ماري 2) اكبر سفينة في العالم والتي سيقيم بها كثير من كبار الشخصيات.

وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست قال الاميرال جريجوري جونسون من حلف الاطلسي انه لا توجد معلومات مخابرات محددة تشير الى هجوم ارهابي محتمل على اثينا.

لكنه حذر من اي تهاون وقال "ربما يكون هناك شيئ دفين لم نره او نتوقعه."

ومن بين زعماء العالم الذين يخططون لزيارة الدورة الاولمبية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك. ومن المقرر ان يحضر ايضا الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.

وذكرت الصحف اليونانية انه بالاضافة للقوة الرسمية سيكون هناك "جيش خاص" من المستشارين الامنيين لحماية كبار الشخصيات.

وقالت صحيفة "اثينوس" ان "شركات الامن الاجنبية التي تعمل في العراق فازت بعقود ضخمة لحماية زعماء قطاع الاعمال وغيرهم من الولايات المتحدة والدول الاخرى."

وبدأ ما وصفه البعض "بشهر العذاب" لسكان اثينا مع خروج اول السيارات الى الشوارع حيث تم اغلاق حارة واحدة من الشوارع الرئيسية وتخصيصها لاستخدام السيارات الاولمبية.

وحذرت الصحف من ان اغلاق الحارات سيختبر صبر سكان اثينا الى اقصى مدى ويمكن ان يحول مشاعر السكان ضد الدورة الاولمبية حتى قبل ان تبدأ.